التعليموظائف و تعليم

قصص أطفال لتعليم الاخلاق الحميدة

قصص أطفال لتعليم الاخلاق الحميدة | موسوعة الشرق الأوسط

قصص أطفال لتعليم الاخلاق الحميدة

في الوقت الحالي الذي يتميز بالازدحام والتكنولوجيا والسرعة والتطور الكبير في كل مجالات الحياة، للأسف أغلبنا استسلمنا وسمحنا لأطفالنا بالاستمتاع بالإنترنت. ولكن لا يوجد شيء يضاهي قضاء وقت ممتع مع أطفالنا في قراءة القصص، ونقل بعض الحكم والخبرات لهم في نفس الوقت. من الممكن استغلال هذا الوقت لتعليم الأطفال سلوكيات وأخلاق حميدة، ومساعدتهم في بناء شخصياتهم وتكوين نموذج جيد للمجتمع. ويوجد العديد من القصص المناسبة لذلك.

قصة الرجل الكريم والبخيل والشيكولاتة

يتجه رجل صالح في كل شهر إلى بلدة فقيرة تبعد نصف ساعة بالسيارة عن منزله، ويضع في المقعد الخلفي ومؤخرة سيارته مجموعة كبيرة من العلب التي تحتوي على أرقى وأغلى أنواع الشوكولاتة. وكان لديه جار بخيل – على الرغم من ثرائه – يراقب ما يفعله كل شهر.

  • في إحدى المناسبات، وأثناء تحميل الرجل الصالح العلب في السيارة، اقترب جاره منه وسأله وهو يبتسم: إلى أين ستذهب بهذه العلب الجميلة والأنيقة؟ أرى من أغلفتها أنها من أجود أنواع الحلويات.
  • فتح الرجل ابتسامة وعرض على جاره أن يرافقه ويشاهد بنفسه إلى أين سيذهب ولماذا؟
  • فوافق الجار، وترك سيارته وركب بجانبه
  • في الطريق، بدأ الرجل الصالح في قراءة القرآن بصوت جميل، ولم يتوقف حتى وصل إلى البلدة التي يريد الذهاب إليها، ثم طلب من جار له أن يحمل معه بعض علب الشوكولاتة، وطرق بابا، ففتح له طفل صغير، فصرخ من الفرحة وقال لأمه وأخوته: “جاء العم الطيب بالشوكولاتة”، ثم طرق بابا آخر، فخرجت له سيدة مسنة، فعندما شاهدته، بدأت تدعو له بأن يرزقه الله الصحة والعافية، وأن يسهل أمره، وأن يجعل له من ثمار الجنة، وهو أسعد قلوبهم)
  • واصل الرجل وجاره توزيع العلب في جميع أنحاء البلدة، وبعد الانتهاء من التوزيع، انطلق الرجل الصالح في سيارته بجانبه جاره الذي سأله بدهشة: لماذا تتوجه إلى هذه البلدة تحديدا وتقدم لهم هذه العلب؟ وهل كان من الأفضل أن تعطي هؤلاء الفقراء أموالا بدلا من الشوكولاتة؟
  • ابتسم الرجل وقال لجاره: عندما كنت طفلاً فقيراً يتيماً في هذه البلدة، كان بعض السكان يعطفون عليّ ويقدمون لي الحلوى التي أحببتها ولا زال طعمها في فمي، وبعد كبري ونجاحي في الحياة، أردت أن أرد لهم بعض ما يستحقونه
  • وبالنسبة لسؤالك الثاني، فافتح العلبة وانظر ما بداخلها، ففتح الجار العلبة ووجد مبلغاً من المال، وازدادت دهشته، وسأل: لماذا لا تعطيهم المال فقط؟ أو تجلب لهم حلاوة أرخص من هذا النوع؟
  • قال الرجل وهو يبتسم: أنا أعطيهم المال داخل العلب لأجل مشاعرهم، فإذا أعطيتهم المال يدا بيد، أما الشوكولاتة فأنا أحب هذا النوع كثيرا، والله -عز وجل- يقول: `لن تنالوا الخير الكامل حتى تنفقوا مما تحبون، وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم` (سورة آل عمران، الآية 92)
  • كان الجار يسأل والرجل الصالح يجيب، وفجأة خرجت سيارةٌ عن مسارها وكادت أن تصطدم بسيارتهما، لكن الرجل الصالح استطاع التهرب من الحادث في اللحظة الأخيرة، وابتسم وقال لجاره: `الحمدُ لله، نجانا الله بفضل دعاء الأصحاب الطيبين والقلوب السليمة
  • بكى الجار وقال: وبفضل اهتمامك بالفقراء، فسأقوم الآن بتخصيص مبلغ من أموالي شهريًا وتوزيعه على المحتاجين، عسى الله أن يزيل عني وعن أسرتي ما نعانيه من هموم وأمراض.

قال- تعالى-: (من ينفق أمواله في سبيل الله، فمثله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء، والله واسع عليم۝ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوه من خير ولا يؤذون أحدا، لهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا يحزنون) (سورة البقرة، الآيتان: 262، 261)

قصة الحاج مصطفى الموظف الصالح

يعمل الحاج مصطفى كموظف حكومي صالح ويبلغ من العمر 50 عامًا، وهو شخص لا يخشى إلا الله ولا يتحدث إلا بالصدق والحق، ويحبه الجميع من يعرفه بسبب طيبة قلبه وسخاءه مع أهل قريته، ودعمه لكل من يحتاجه.

  • دعاه صديقه المقيم في قرية أخرى لحضور حفل زفاف ابنته، وعند مغادرته المكان، شاهد شابًا يعتدي على رجل ضعيف ويصيبه بجروح بالغة، فقام بتصوير المشهد عن طريق هاتفه الجوال وتبليغ الشرطة، وأدلى بشهادته ضد المعتدي دون معرفته بأن هذا الشاب هو ابن شقيق رئيس الشرطة في المنطقة، والذي هدده بالعقاب إذا لم يتراجع عن شهادته، ولكن مصطفى أصر على موقفه وعاد إلى قريته دون الاكتراث.
  • بعد عدة أيام، تفاجأ المتحرِّش بدخول رجال الشرطة منزله واعتقاله بتهمة سرقة ملفقة، وعندما تم نقله إلى مركز الشرطة، أمر رئيس المركز الحراس بعدم تزويده بالطعام والشراب لإجباره على تغيير موقفه من ابن أخيه، وتعرَّض مصطفى للجوع الشديد، ولكن في اليوم الثاني تعرَّض للعطش الشديد الذي كاد يقتله.
  • وفي حين كان يتحرك بشكل مجنون داخل الزنزانة، فوجئ بفتح الباب بصمت ويد تمتد في الظلام تحمل كوباً كبيراً ومبرداً. مدّ يده وأخذ الكوب، فشاهد حاملاً الكوب يضع أصابعه على فمه وهو يشرب الماء بسرعة، ثم اختفى الحارس المجهول، ولكن مصطفى تعرف على ملامح وجهه.
  • في اليوم التالي، عندما خرج مصطفى لممارسة الرياضة، لاحظ الحارس وقام بتقديم الماء له. فسأله مصطفى عن السبب ولماذا عرض حياته للخطر، فأجاب الحارس: “أنا أعرفك وأنت لا تعرفني، فمنذ عشر سنوات تحديدًا، جئت إلى قريتنا لتفقد مشروع الصرف الصحي، وفي هذا الوقت سمعت صوت صراخ أمي بسبب موت بقرتنا الوحيدة التي كنا نعتمد عليها، فدخلت منزلنا وأعطيت أمي شيكًا بقيمة بقرة كصدقة، ولم تحاول طوال تلك السنوات زيارتنا حتى لا تجعلنا نشعر بالحرج، ولا تعلم كيف تغيرت حياتنا للأفضل بسبب صدقتك.
  • ابتسم مصطفى وقال: صدق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عندما قال: الصدقة السرية تطفئ غضب الرب (حديث صحيح)
  • في اليوم التالي، حدثت المفاجأة الكبرى حيث ذهب الحارس إلى مدير الأمن وأخبره أن رئيس المركز هو من دبر التهمة الباطلة التي وجهت للحاج مصطفى، وقدم دليلًا على ذلك، وتم براءة مصطفى من التهمة، وتم عقاب رئيس المركز بإيقافه عن العمل

قال- تعالى-: (ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا، إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ما عندكم ينفد، وما عند الله باق، ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (96)، من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (97) (سورة النحل)

قصة اللمسة الذهبية

تدور هذه القصة حول رجل ثري وجشع للغاية، حيث يفضل الذهب والأشياء الفاخرة، لكنه يحب ابنته أكثر من كل ذلك. في يومٍ من الأيام، التقى هذا الرجل بطائرٍ سحريٍ معلقٍ في فروع الأشجار، وعرض عليه الرجل أن يمنحه أمنيةً مقابل إنقاذه من شجرة العالق بها، ووعد الطائر الرجل بتحقيق كل ما يلمسه من الأشياء العادية وتحويلها إلى ذهب.

  • حقق الرجل الجشع أمنيته بحصوله على الطائر الأمني، وعندما عاد إلى المنزل ليخبر زوجته وابنته بالأمر، بدأت الحجارة والحصى التي كان يلمسها تتحول إلى ذهب في يده. وعندما حاول أن يحتضن ابنته، تحولت إلى تمثال من الذهب، مما جعل الرجل يحزن كثيراً ويبكي. حاول إعادة ابنته للحياة من جديد، لكن دون جدوى، وعاش الرجل ما تبقى له من حياته يبحث عن الطائر السحري ليتنازل له عن أمنيته الحمقاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى