التعليموظائف و تعليم

خاتمة عن حفظ اللسان

خاتمة عن حفظ اللسان | موسوعة الشرق الأوسط

خاتمة عن حفظ اللسان

يمكن تلخيص أهمية حفظ اللسان بأنها من الأمور الأساسية التي ينبغي على المسلم اتباعها في حياته، حتى يتجنب إيذاء الآخرين بالكلام، ويحافظ على هيبته في نظر الناس، بالإضافة إلى الفوائد الصحية لحفظ اللسان وعدم الوقوع في الأخطاء التي قد تتسبب في الأذى النفسي عند سماع كلام لا يرضي النفس.

يُعتبر عدم السؤال عن ما لا يعني الفرد أحد أشكال حفظ اللسان، حيث إذا سأل شخص عن شيء لا يتعلق به، فسيحصل على الكثير من الإجابات التي ستضعه في مواقف محرجة، مثل سماع الكلام البذيء أو الردود العنيفة، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على صحته النفسية وبالتالي على حالته البدنية. ولذلك، يجب علينا كبشر حفظ ألسنتنا عن كل ما يؤذينا ويؤذي من حولنا، وهذا ما ذكره الرسول الكريم محمد في أحاديثه الشريفة:

يقول: “من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يَعنيهِ”

“رواه أبو هريرة، حكمه: صحيح السند”.

هذا يؤكد الفائدة الكبيرة في حفظ اللسان وعدم التدخل في شؤون الآخرين.

يشمل موضوع حفظ اللسان الكثير من الموضوعات التي يمكن تتبعها بخاتمة مناسبة، وسوف نتعرف في الفقرات التالية على العديد منها:

حفظ اللسان من تقوى الله

في الختام، يجب التأكيد على أن حفظ اللسان يعد من دلالات تقوى الله، حيث يحفظ المؤمن لسانه عن الغيبة والنميمة، وهما من الذنوب الكبيرة التي تؤثر سلباً على النفس والعبادة. فالغيبة والنميمة تعتبر ذنباً في حق النفس، حيث تتراكم على القلب المؤمن وتجعله غير قادر على الاستمتاع بحلاوة العبادة والقرب من الله. ويأتي هذا استناداً إلى الآية الكريمة التي توضح مدى تأثير الذنوب على قلب المؤمن، وهي:

لا، بل الذنب الذي اكتسبوه غطى قلوبهم. لا يرى ربهم في ذلك اليوم، وسيكونون محجوبين عنه. ثم سيدخلون النار

الأيات من 14 إلى 16 في سورة المطففين.

يعتبر الغيبة من الأعمال المكروهة في الدين، حيث يتم فيها ذكر ما يكرهه المؤمن في نفسه أو إثارة الشائعات الكاذبة، وهذا يؤدي إلى وجود مظلمة كبيرة في نفس الإنسان، ولا يقبل الله توبة العبد في هذه الأعمال. ومن الممكن أن يسامح الله الإنسان في هذه الأعمال إذا سامح الإنسان المغتاب له أو الذي يروج الشائعات حوله، وذلك استناداً إلى الحديث الشريف الذي نقله الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم:

في يوم ما، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، فرأيناه يضحك حتى بدت ثناياه. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أضحكك يا رسول الله بحياتي؟ فقال الرسول: رجلان من أمتي جاثيان بين يدي رب العزة تبارك وتعالى، فقال أحدهما: يا رب، خذ لي حقي من أخي. فقال الله تعالى: انتزعوا حقوق بعضكم البعض. فقال الرجل الآخر: يا رب، لم يبق لي من حسناته شيء. فقال الله تعالى للرجل الأول: كيف تعمل بأخيك ولم يبق له شيء من حسناته؟ فقال: يا رب، فليحمل جزءاً من ذنوبي.

قال: بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانسكبت دموعه، ثم قال: إن هذا يوم عظيم، يوم يحتاج فيه الناس إلى أن تحمل عنهم أوزارهم. ثم قال الله تعالى للطالب: ارفع بصرك وانظر إلى الجنان. فرفع الطالب رأسه وقال: يا رب، أرى مدائن من الفضة وقصوراً من الذهب مكللة باللؤلؤ. فيقول الله: لأي نبي هذا؟! لأي صديق هذا؟! لأي شهيد هذا؟! فيقول الطالب: هذا لمن أعطى الثمن

قال: يا الله، من يملك ذلك؟”، قال: “أنت تملكه”، قال: “بماذا يا الله؟”، قال: “تعفو عن أخيك”، فقال: “يا الله، لقد عفوت عنه”، فقال الله تعالى: “خذ بيد أخيك، فأدخله الجنة”. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فاتقوا الله وأصلحوا بينكم، فإن الله يصلح بين المؤمنين في يوم القيامة

“أنس بن مالك، حكمه: سنده ضعيف”.

لذلك، يجب علينا تحري الحذر وتجنب الوقوع في الخطايا التي لا تغفر إلا بعد أن يغفر الله لنا وللآخرين الذين تعرضوا للإساءة منّا.

حفظ اللسان تطبيقًا لأمر الله

يعد حفظ اللسان من الأمور التي أمر الله بها، وذلك لتجنب الوقوع في الذنوب الكبيرة والصغيرة، وللحفاظ على هيبة المؤمن وثبات الإيمان في قلبه. كما أنه يحمي المجتمعات من الخلافات الكثيرة والأمور التي يمكن أن تؤدي إلى الحروب، وذلك من خلال حفظ الحاكم للسانه وعدم الإساءة إلى الدول المجاورة له. ويجب الإشارة إلى أن حفظ اللسان يحسن العلاقات بين الأفراد، ويمنع السخرية والتنمر، كما جاء في الآية الكريمة: “وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ” (الحجرات: 11):

يا أيها الذين آمنوا، لا يستهزئ قوم بآخرين، فربما كانوا خيرا منهم، ولا يستهزئ نساء بنساء أخريات، فربما كانت هن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب؛ فإن اسم الفسوق بعد الإيمان سيئ، ومن لم يتوب فأولئك هم الظالمون

“الآية 11: سورة الحجرات”.

حفظ اللسان من دلالات قول الحق

يعد حفظ اللسان من الأمور الهامة التي تثبت للناس قوة الرجل وعدم تدخله في الأمور التي لا تعنيه، ويتجنب قول ما لا يحبه الله ورسوله. وهذا يدل على أنه رجل حق يمكن الاستشهاد بكلامه في الكثير من الأمور القضائية والحياتية المختلفة.

يدلل على أنه رجل يسلك الحقيقة، وهذا يؤكد أنه رجل قادر على إعطاء نصائح فعالة في الحياة. لذلك، يجب علينا التحلي بالصبر وعدم القول بكل ما يأتي في اللسان، لأنه يمكن أن يقلل من هيبة الشخص في نظر الآخرين، والأهم من ذلك هو الابتعاد عن الذنوب والمعاصي التي قد تبعدنا عن الله سبحانه وتعالى.

حفظ السان يزيد من الحكمة

في النهاية، نحن نريد أن نوضح بعض المفاهيم المهمة حول حفظ اللسان وأهميته في زيادة حكمة الشخص، وذلك لأنه يمكن أن يقلل من الكلام العشوائي في الأمور التافهة والتي لا قيمة لها، ويزيد من رغبته وقدرته على الحديث في الأمور المهمة والمفيدة، بالإضافة إلى أنه يساعده على التمييز بين الناس ومعرفة من هو الصادق ومن هو الكاذب.

يمكن للشخص زيادة حصيلته الحياتية بشكل عام عن طريق الاستماع أكثر من الحديث، والاستفادة من أقوال الأشخاص الحكماء الذين تحدثوا معه في حل المشاكل الحياتية التي يواجهه، والتأكد من أنهم مثلهم على دراية بالحكمة والبعد عن الأمور التي لا تهمهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى