حديث عن القراءة
القراءة هي جزء هام من حياة الإنسان، حيث تمنحه المتعة والإطلاع. وتعتبر القراءة مهارة يكتسبها الإنسان من خلال التعلم، وتؤدي إلى النجاح. يمكن اعتبار القراءة ضرورة أساسية في الحياة، حيث تؤدي إلى التقدم والتطور والازدهار لجميع الأمم. وبالنسبة للإسلام، فإن القراءة تؤدي إلى تعزيز العقل بسبب الإطلاع والتأمل في خلق الله سبحانه وتعالى.
اهمية العلم في الاسلام:
• فيما يتعلق بذكر العلم في الإسلام وأهميته، فقد أمر الله تعالى بالتوسع فيه نظرًا لأهميته الشديدة في حياة الإنسان، وأشار الرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهميته في الأحاديث الشريفة، فقال عن أبي هريرة رضي الله عنه: “من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا”، وقال في فضل العلم: “من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله يرجع”، ورواه الترمذي.
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العلم في الحديث الشريف الذي رواه أبو أمامة رضي الله عنه: {ضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم}. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في حجرها وحتى الحوت، ليصلون على معلمي الناس الخير}. هذا كما رواه الترمذي. وفي حديث شريف آخر عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من سلك طريقا يبتغي فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات والأرض، حتى الحيتان في الماء. وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر}. هذا كما رواه أبو داود والترمذي
اهمية القراءة في الاسلام :
• تحتل القراءة مكانة مرتفعة في الإسلام، حيث كانت أول كلمة نزل بها جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم كانت `اقرأ` كما جاء في سورة العلق، عندما قال الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق: 1]. وهذا يدل على المكانة العظيمة التي تحتلها القراءة في القرآن الكريم وفي الإسلام.
• بالنسبة للأدلة في الإسلام التي تدل على أهمية القراءة، فقد ذُكر في السيرة النبوية أنه بعد انتهاء معركة بدر، أخذ المسلمون أسرى المشركين معهم، وكان شرطًا لترك الرسول صلى الله عليه وسلم لأسرى المشركين وإطلاق سراحهم، أن يقوم كل منهم بتعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة. وعلى الرغم من حاجة المسلمين للإبقاء على هؤلاء الأسرى المشركين حتى يتم تبادلهم بالأسرى المسلمين المحتجزين عند الكفار، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أن الأفضل للمسلمين هو الاستفادة من هؤلاء الأسرى وتعليمهم القراءة والكتابة.
• زادت مكانة الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، الذين كانوا يجيدون القراءة والكتابة. وكان من بين هؤلاء الصحابة، زيد بن ثابت، رضي الله عنه، الذي كان يجيد القراءة والكتابة، وكان كاتبًا للوحي والرسائل، وبالتالي، زادت مكانته في الإسلام عن غيره من الصحابة، على الرغم من أن عمره لم يتجاوز ثلاثة عشر عامًا، وكان من الصحابة الملازمين للرسول صلى الله عليه وسلم.
• زادت مكانة المكتبات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وانتشرت شهرتها بين الدول، ومن بين هذه المكتبات كانت مكتبة بغداد ومكتبة قرطبة ومكتبة القاهرة ومكتبة طرابلس ومكتبة دمشق ومكتبة إشبيلية ومكتبة غرناطة ومكتبة القدس ومكتبة المدينة
• وقد روي أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال في فضل قراءة آيات القرآن الكريم: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه”، وأيضًا قال: “يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها .
• وقد أفيد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا القول: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها، ولا أعني به الحرف الميم وحده، ولكن أعني الألف حرفا واللام حرفا، والميم حرفا). وقد ذكرت قراءة القرآن بهذا الشكل في الحديث الشريف، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، ريحها طيبة وطعمها طيب. ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو. ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيبة وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مر). وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده، وهو عليه شديد، فله أجران).