بحث عن الاضطرابات النفسية
يرى علم النفس أن الشخصية تتكون من تراكيب معقدة للطباع والمشاعر والصفات وكيفية التفكير والتصرف، وتختلف هذه التراكيب من شخص لآخر، وتعكس كل شخصية فردًا مميزًا بها. ويمكن لشخصية واحدة أن تجمع بين مجموعة من الأشخاص الذين يتشاركون في تصرفاتهم وصفاتهم الخارجية وسلوكهم، ولكن إذا احتوت الشخصية على تراكيب متنوعة وحادة، فقد يفتقد الشخص إلى الليونة والقدرة على اتخاذ القرارات، ويصفه علم النفس في هذه الحالة بأنه شخصية غير طبيعية أو غير عادية، وهذا يدل على وجود اضطرابات نفسية في الشخص. يحدث الاضطراب النفسي عادة بسبب حدوث خلل في شخصية الشخص، وعدم قدرته على التعامل بشكل طبيعي، حيث يفتقر شخصه لليونة وسهولة التكيف مع الظروف المحيطة، ويواجه صعوبة في التأقلم مع التغييرات الحياتية اليومية، وهذا يجعله معرضًا للاصابة بالاضطرابات النفسية
سلوك الشخص المصاب باضطرابات نفسية
يواجه الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية صعوبة في التواصل والتعامل مع المحيطين بهم، مما يؤدي إلى حدوث أزمات ومشاكل في علاقاتهم مع الآخرين، ويشعرون بالتعب والإرهاق في هذه العلاقات. ويعاني هؤلاء الأشخاص من صعوبة في فهم تصرفات الآخرين وتفسيرها، ولا يدركون أنهم مختلفون عنهم، بل يتصرفون بطريقة تلقائية دون تفكير بعواقب تصرفاتهم. كما يشعرون بأنفسهم طبيعيين جدًا وأن الآخرين لا يستطيعون فهمهم لأنهم أقل ذكاءً أو لأنهم لا يمتلكون مقدرة لفهمهم. ونتيجة لذلك، يرفض هؤلاء الأشخاص العلاج ويشعرون بعدم الحاجة إلى العلاج، ولكنهم يحتاجون إلى علاج نفسي لتحسين حالتهم، حيث يمكن أن تظهر أعراض الاضطراب النفسي في فترة المراهقة وتستمر طوال فترة الحياة إذا لم يخضع الشخص للعلاج، وغالبًا ما يكون العلاج النفسي هو الخيار الأفضل لهؤلاء الأشخاص بدلاً من العلاج الدوائي.
أنواع الاضطرابات النفسية
النوع الأول
يشمل هذا النوع الأشخاص الذين يفضلون العزلة والانعزال، وينظر إليهم المجتمع على أنهم غرباء وغير مفهومين
-
اضطراب الشخصية المرتابة:
هذا الشخص يفهم سلوك الأشخاص المحيطين به، ولكنه يميل إلى استخدام ذلك في إيذاء مشاعرهم والضغط على نقاط ضعفهم. وعادةً ما يشكك في جميع الأشخاص المحيطين به ولا يثق في أحد إلا بندرة، وبذلك يحمي نفسه من المحيطين به، ولكن في نفس الوقت لا يحبونه لأنه شخص عدواني وغير نزيه، مما يتسبب في الكثير من الأضرار في حياته الاجتماعية والعملية والأسرية بسبب العديد من المشاكل التي قد تحدث بسبب الأقوال أو الأفعال التي يقوم بها.
-
اضطراب الشخصية الانعزالية:
يشعر الشخص الذي يعاني من الانطواء والعزلة بالاحتياج إلى الابتعاد عن الآخرين وعدم إقامة علاقات اجتماعية، ويفضل الأنشطة الفردية التي يمكنه فيها الانعزال وتجنب التفاعل مع الآخرين. كما يحب قضاء أوقاته الفراغية في التأمل أو الرعاية الحيوانية بدلاً من التفاعل مع البشر، ويميل إلى اختيار الأعمال الفردية التي لا تتطلب العمل الجماعي
-
اضطراب الشخصية الفصامية:
تتشابه شخصية الشخص الفصامي مع شخص الانعزالية إلى حدٍ ما، لكنه يظهر بشكلٍ أكثر غرابة، خاصةً في طريقة حديثه وملابسه التي يرتديها، كما يتمتع بالاعتقاد بأفكار غريبة وغير منطقية. يفضل هذا الشخص عدم إقامة علاقات اجتماعية قوية، كما يرفض فكرة الزواج بسبب صعوبة فهم الآخرين له وعدم رغبته في تحمل أعباء العلاقات الاجتماعية. يواجه صعوبة في التأقلم مع الآخرين، ويشبه الأطفال في طريقة كلامه مع الغرباء. كما يشعر بعدم الأمان وهو معرض للإصابة بالاكتئاب الحاد والمزمن
النوع الثاني:
تشمل هذه المجموعة الأشخاص المتلومنين والذين يظهرون عدوانية تجاه الآخرين، ويعانون من عدم الاستقرار وعدم الرغبة في إقامة علاقات أو ارتباطات مع الآخرين
-
اضطراب الشخصية النرجسية:
يحب هذا الشخص التفاخر بنفسه والاهتمام بشؤونه الشخصية دون الاكتراث بالآخرين، ويحب نفسه بشكل شديد ويشعر بأنه أفضل من الجميع، حيث يقدر جهوده حتى لو كانت قليلة، ويحب الأشخاص الذين يمدحونه ويثنون عليه. وعادةً ما يعاني من الشعور بالوحدة والاكتئاب، خاصةً عندما يكبر في السن
-
اضطراب الشخصية الهستيرية:
يعاني الأشخاص الهستيريين من شدة الحساسية، ويتمنون دائمًا أن يكونوا محل اهتمام المحيطين بهم، وعادةً ما يبالغون في تصوير عواطفهم ومشاعرهم، ويحبون الخداع. وغالبًا ما تكون تصرفاتهم الغير مفهومة جاذبة للاهتمام من قِبَل الآخرين، الذين ينجذبون إليهم. وربما يكون تحت هذا السلوك عواطف ومشاعر كبيرة بحاجة إلى الرعاية والتهدئة. وغالبًا ما يعانون من أمراض جسدية دون وجود خلل ملحوظ في الجسم
النوع الثالث:
يشمل الأشخاص المصابين بالخوف الشديد والتوتر الدائم
-
اضطراب الشخصية التجنبية:
يتشابه كثير من الصفات التي يتمتعون بها مع صفات الأشخاص المصابين بضعف الشخصية الانعزالية، حيث يحبون العزلة ويتجنبون الاختلاط بالآخرين. ومع ذلك، فإن عزلتهم تنبع من تقليلهم لذاتهم بشكل مبالغ فيه، ويرغبون في الاختلاط بالآخرين ولكنهم يخشون الانتقادات والأحكام السلبية. كما أنهم يعانون من الخجل الشديد، وعدم الثقة بأنفسهم واختياراتهم، ويكونون حساسين لأصغر الأمور
-
اضطراب الشخصية الاعتمادية:
يشعر هؤلاء الأشخاص بالخوف الشديد طوال الوقت ويستصغرون أنفسهم، ويفضلون وجود أشخاص محيطين بهم لمساعدتهم في اتخاذ القرارات. يميلون إلى الاعتماد على الآخرين والاستفادة منهم لتلبية احتياجاتهم، خوفًا من الوحدة. وقد يتعرضون لاضطرابات نفسية أخرى إذا اختفى الشخص الذي كانوا يعتمدون عليه فجأة لاتخاذ القرارات وتلبية احتياجاتهم.
المراجع :