هل تؤثر ممارسة الجنس على الحمل
هل تؤثر ممارسة الجنس على الحمل ؟
قبل الحديث عن تأثير الجنس على الحمل، يجب الحديث عن تأثير الحمل على الجنس. فالحمل هو عامل يؤثر على الجنس، حيث ينخفض عدد مرات الجنس في الشهور الأولى للمرأة الحامل، ويمكن أن تشعر المرأة بالإعياء والتعب بسبب الحمل، مما يؤدي إلى تقليل الرغبة الجنسية وعدد المرات التي يجري فيها الجماع. كما تحدث بعض التغيرات الفسيولوجية في جسم المرأة الحامل مثل زيادة حجم الثديين وتضخم المهبل وزيادة في إفرازاته. تسبب هذه التغيرات شهوة للشريك، مما يشجعه على مداعبة الزوجة لإكمال العلاقة الحميمة أو الجنس. وبسبب الإفرازات الكثيرة التي ينتجها المهبل، يمكن للمرأة أن تشعر بالأور غازم، وهو الوصول إلى ذروة الشهوة الجنسية، ويسمى هذا بالرعشة الجنسية.
العلاقة الزوجية اثناء الحمل في الشهور الأولى
يجب الحذر أثناء العلاقة الحميمة في الشهور الأولى من الحمل، بسبب كثرة وجود الأوعية الدموية على عنق الرحم التي تنشأ نتيجة الحمل، والتي قد تسبب نزول قطرات دموية أو نزيف بسيط لدى بعض النساء بسبب احتكاك قضيب الرجل بهذه الأوعية. وعندما يحدث نزول أي إفرازات دموية، يجب الرجوع إلى الطبيب المعالج. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي الجنس إلى ظهور إلتهابات وفطريات بالمهبل نتيجة الحمل، وهذا لا يشكل خطرًا على الجنين. وإذا كانت المرأة الحامل تعاني من شدة الألم، فيجب عليها الرجوع إلى الطبيب ليصف لها الدواء المناسب وللتخلص من هذه الآلام.
بشكل عام، لا يوجد أي خطر على صحة المرأة الحامل أو جنينها من ممارسة الجنس في الأشهر الأولى، ولكن يُنصح بتقليل عدد المرات التي يتم فيها الجماع، ولكن في حالات استثنائية، يُنصح بالتوقف عن ممارسة الجنس في هذه الأشهر إلا إذا كان هناك موافقة الطبيب، وهذه الحالات تشمل تعاني المرأة الحامل من قصور في عنق الرحم أو المشيمة المنزاحة.
هل العلاقة الحميمية ممنوعة في الثلث الأول من الحمل؟
يشير الدكتور أحمد الناحي، أستاذ النساء والتوليد في كلية طب جامعة الأزهر، إلى أنه يجب توخي الحذر خلال الثلث الأول من فترة الحمل، والابتعاد عن أي مجهود شاق. يرجع السبب في ذلك إلى أنه يبدأ نمو الجنين وتكوينه في هذه الفترة، الأمر الذي يستلزم أن تحافظ المرأة الحامل على راحتها قدر الإمكان.
- ينصح أطباء النساء والتوليد بعدم ممارسة العلاقة الحميمية أثناء تلك الفترة، فإلى جانب الجهد المبذول خلال ذلك، إلا أنه من الممكن أن ذلك يضر بصحة الحامل والجنين، كما من الممكن أن يتسبب السائل المنوي في نوبة من انقباضات الرحم، ويرجع السبب في ذلك لاحتوائه على هرمون البروستجلاندين، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من معدلات خطر التعرض للإجهاض، والذي تزيد نسبة حدوثه بشكل كبير عند بعض الأنواع من السيدات، وهي كما يلي:
- السيدات اللائي تعرضن للإجهاض سابقاً.
- يعاني بعض النساء من مشاكل في عنق الرحم المعروفة بـ `عنق الرحم المفتوح`.
- المرأة التي تعاني من تقلصات الرحم منذ البداية.
الأمر الذي يجعل الحمل آمنًا هو تجنب ممارسة الجنس خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ويجب الانتظار حتى يسمح الطبيب المختص بذلك.
متى يسمح بممارسة العلاقة الحميمية للحامل؟
بعد المرور من مرحلة الخطر، وهي الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يمكن ممارسة العلاقة الزوجية بشكل طبيعي، ولكن مع الالتزام ببعض الاحتياطات التي لا يمكن إهمالها، ومن بين هذه الاحتياطات:
- تجنب العنف بأشكاله في تلك العملية.
- الالتزام بأوضاع خاصة تساعد على عدم زيادة الضغط على الجنين.
عوامل تقلل الرغبة في الجماع أثناء الحمل
توجد العديد من العوامل التي تؤثر بشكل سلبي على رغبة الحامل في ممارسة العلاقة الزوجية خلال فترة الحمل، وتشمل هذه العوامل:
- يعتبر أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى نفور النساء عمومًا، والنساء الحوامل على وجه الخصوص، من العلاقة الزوجية هو الآلام التي تشعر بها خلال ممارسة الجماع.
- في الشهور الأخيرة من الحمل، يرفض الكثير من النساء العلاقة الجنسية بسبب زيادة وزن الجسم وضغط الحمل على الأعضاء والفقرات والركبتين.
- تشعر الحوامل في الأشهر الأولى من الحمل بالخوف والقلق من ممارسة العلاقة الزوجية، وذلك بسبب رغبتهن الشديدة في الحفاظ على صحة الحمل وثبات الجنين.
- تزداد رغبة الحامل في النوم لساعات طويلة بسبب التغيرات الهرمونية وآلام العظام والجسد بشكل عام، مما يترافق مع حالة من الكسل الشديد، ويؤدي ذلك إلى عدم الرغبة في الجماع.
- يعاني النساء الحوامل من القيء المتكرر في بداية المرحلة الحملية بالإضافة إلى الدوخة والضعف.
- لا تؤدي التغيرات الهرمونية التي تزيد من هرمون الحمل في جسم الحامل إلى نفورها من الجماع، ولكنها تؤثر على المزاج والجسم بطرق مختلفة وتجعلها تحاول تجنب الجماع.
هل السائل المنوي يؤثر على الجنين ؟
لا يؤثر السائل المنوي أو قضيب الرجل على الجنين خلال فترة الحمل بأكملها، بدءًا من بداية الحمل وحتى الشهور الأخيرة، حيث يكون الجنين محميًا بشكل جيد بين عضلات الرحم القوية. وقد جعل الله سبحانه وتعالى المرأة تفرز مادة مخاطية خلال العلاقة الجنسية أثناء الحمل لسد قناة الرحم ومنع أي شيء يؤذي الجنين. هل من الممكن ممارسة الجنس أثناء الحمل؟
يحدث الجماع بشكل عام في المهبل وليس في الرحم، ولذلك لا يمكن للزوج الوصول إلى الرحم بأي حال من الأحوال، وبما أن السائل المنوي لا يصل إلى الرحم، فلا يوجد أي ضرر على صحة الجنين. والآثار الجانبية الوحيدة التي قد تحدث لنسبة قليلة جدًا من النساء الحوامل هي حدوث انقباضات خفيفة نتيجة وصول المني إلى الرحم، والتي قد تسرع الولادة. لذلك يجب على الطبيب المعالج التدخل وعلاج هذه المسألة بأمان، ولا يوجد سبب للقلق أو الخوف في هذه الحالات النادرة. وللتأكد أكثر في هذه الحالات النادرة، يُفضل أن يقوم الرجل بإنزال المني خارج المهبل.
العلاقة الزوجية أثناء الحمل في الشهر التاسع
يُنصح الأطباء المتخصصون بالولادة بشكل عام بممارسة العلاقة الزوجية خلال فترة الحمل، حيث تعتبر هذه العلاقة مسهلًا طبيعيًا لعملية الولادة، حيث إن زيادة التمارين الجنسية في هذه الفترة تسهل عملية توسع عنق الرحم وتجعل ولادة الطفل أسهل. لذلك، تعتبر العلاقة الزوجية في هذا الشهر مفيدة جدًا، حيث تزيد المداعبات الزوجية من إفرازات الرحم التي تساعد على تسهيل عملية الولادة، خاصة إذا كانت المرأة حاملًا للمرة الأولى.
اسئلة شائعة
هل من المقبول ممارسة الجنس أثناء الحمل؟
يتم حماية الجنين خلال تطوره داخل السائل الأمينوسي في رحم الأم، بالإضافة إلى عضلة الرحم القوية نفسها، ولا تؤثر العلاقة الزوجية على الجنين ما لم تعاني الأم من مضاعفات مثل الولادة المبكرة، أو مشاكل في المشيمة أو مخاط الرحم، ومع ذلك يمكن أن يؤثر الحمل على مستوى الراحة والرغبة لدى الأم خلال مراحله المختلفة، ومن الأفضل تجنب العلاقة الزوجية خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل.
هل يمكن أن تتسبب ممارسة الجماع خلال فترة الحمل في الإجهاض؟
غالبًا ما يحدث الإجهاض بسبب عدم نمو الجنين بشكل طبيعي، ولا يؤثر ممارسة العلاقة الزوجية على حدوث الإجهاض بأي شكل من الأشكال، ولكن قد تؤثر تلك العملية على الجنين خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، ومن الأفضل تجنبها في ذلك الوقت.
المراجع:
