علامات الحمل الكاذب وعلاجه
يشكو معظم النساء، وخصوصاً في بداية حياتهن الزوجية، أو اللواتي تجاوزن الثلاثين ولم يصبحن أمهات، من الحمل الكاذب، حيث يعانين من أعراض الحمل مثل الغثيان والقيء والتعب والإرهاق والانتفاخ والتقلصات في البطن، ولكن هذه الأعراض لا تعني بالضرورة وجود حمل حقيقي، فقد يكون الحمل مجرد وهم نفسي نتيجة الضغوط النفسية والعاطفية التي تعاني منها المرأة وترغب بالأمومة بشدة، ويتسبب الحمل الكاذب في تغيرات في هرمونات الأنوثة وظهور أعراض الحمل بشكل كامل مثل الحمل الحقيقي، والفرق الوحيد بينهما هو وجود جنين في الحمل الحقيقي داخل الرحم، بينما لا يوجد جنين في الحمل الكاذب، مما يؤدي إلى الخلط والتخمين الخاطئ بين النوعين، خاصةً عندما يتأخر الدورة الشهرية لعدة أيام بسبب الاضطرابات الهرمونية، ولذلك يجب عدم الحكم على وجود حمل أو عدمه إلا بعد التأكد من وجوده باستخدام وسائل كشف الحمل الطبية المتاحة.
تشخيص الحمل الكاذب :
إذا شعرت المرأة بأعراض الحمل، مثل الغثيان والتعب والإرهاق والدوار، مع تأخر دورتها الشهرية، فقد يدل ذلك على وجود حمل، ولكن يجب التأكد من ذلك من خلال زيارة الطبيب. ويمكن استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية لرؤية الجنين وتشخيص الحالة بشكل سريع، وفي حالة الحمل الكاذب، لا يظهر الجنين على شاشة الجهاز. ومن الممكن أن تظهر بعض الأعراض التي تشبه أعراض الحمل بسبب تغيرات في الهرمونات، مثل تضخم الرحم وتليين عنق الرحم. ويمكن التأكد من وجود أو عدم وجود حمل باستخدام تحليل هرمونات الدم، وهو تحليل سريع وبسيط لا يستغرق أكثر من خمسة عشر دقيقة.
أعراض الحمل الكاذب وتحليل الدم :
تتشابه أعراض الحمل الكاذب مع أعراض الحمل الحقيقي، وتتنوع هذه الأعراض، ولكن من بين الأعراض الأكثر شيوعًا التي يمكن أن تواجهها النساء هي:
-
انقطاع الدورة الشهرية :
يعد غياب الدورة الشهرية عن ميعادها الحقيقي أكثر ما يدل على حدوث الحمل لدى المرأة، خاصة إذا كانت الدورة تأتي بانتظام، ولكن هذا الأمر ليس دائمًا صحيحًا، حيث يمكن أن يغيب الدورة الشهرية لفترة وجيزة عن ميعادها بسبب اضطرابات هرمونية، والتي يتعرض لها المصاب بالحمل الكاذب. ولذا، يجب على المرأة الانتظار لفترة لا تقل عن عشرة أيام من إنقطاع الدورة الشهرية قبل القيام بالفحص للتأكد من وجود الحمل أو عدمه.
-
إنتفاخات وتقلصات بالبطن :
يشعر النساء اللواتي يعانين من الحمل الكاذب بتقلصات وانتفاخات في البطن تشبه الحمل الحقيقي، ويبدو وكأنهم يحملن جنينًا ينمو داخلهن، مما يؤدي إلى زيادة حجم البطن، ولكن هذا الحمل الكاذب ليس له أي أساس من الصحة، بل يحدث عندما تتعرض النساء لهذه الأعراض بدون وجود حمل، ويكون السبب وراء ذلك بعض الغازات أو تراكم بعض الدهون أو بقايا البراز أو البول داخل الجسم، والسبب الأكثر شيوعًا لزيادة حجم بطن النساء الحوامل الكاذبات هو وجود كيس حمل فارغ داخل أحشائهن.
-
الشعور بالدوار والإحساس بالقئ :
يعاني النساء المصابات بحمل كاذب من القيء والغثيان والتعب والإرهاق الشديد، خاصة في الصباح الباكر، ولكن ذلك لا يدل على وجود حمل، بل يحدث بسبب الوهم النفسي والوعي بأعراض الحمل التي تعرفها كل النساء، ويتأثرن بها.
-
الشعور بالجنين :
بسبب الوهم النفسي الذي تعاني منه النساء اللاتي يعانين من الحمل الكاذب، يشعرن بالحركة في بطونهن كما لو كان هناك جنين حقيقي داخل أجسادهن. وقد أظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن أكثر من نصف السيدات اللاتي يعانين من الحمل الكاذب يشعرن بالضربات والركلات داخل أجسامهن كما في الحمل الحقيقي، ولكن هذه الأعراض هي مجرد وهم يظهر عندما تتأكد المرأة إلى حد كبير من أنها حامل، وتبدأ في تخيل جميع أعراض الحمل في عقلها الباطن وتشعر بالأعراض بشكل متتالي، على الرغم من عدم وجود حمل حقيقي.
-
نزول قطرات من الحليب من الثدي :
قد تتعرض المرأة التي تعاني من الحمل الكاذب لتغيير شكل ثديها ونزول قطرات من الحليب، فتشعر بأنها حامل، ولكن هذا الأمر غير دقيق، حيث أن العديد من السيدات يتعرضن لتغيير شكل ثديهن وخاصة بعد الزواج بسبب تغير الهرمونات. ونزول الحليب هو نتيجة زيادة في الهرمون المسؤول عن إفراز الحليب، وعلينا علاج هذا الهرمون لأنه قد يعوق الحمل.
-
حدوث تمدد بالرحم ولين بعنق الرحم :
يتعرض معظم النساء اللواتي يعانين من حمل كاذب لتمدد الرحم واللين في عنق الرحم، ويتضح ذلك عند الكشف عن طريق جهاز الموجات فوق الصوتية. ومع ذلك، فإن هذه الأعراض لا تشير بالضرورة إلى وجود حمل، حيث يمكن للنساء أن يتعرضن للتغيرات الهرمونية التي تجعل عقولهن تعتقد بوجود حمل، وبالتالي يتم تكييف الجسم لحالة الحمل ويحدث تمدد في الرحم ولين في عنق الرحم وتكون كيس الجنين، ولكن في بعض الأحيان لا يوجد جنين فعلي.
-
زيادة الوزن :
في بعض الأحيان، تزيد وزن المرأة التي تعاني من حمل كاذب، ومع ذلك، قد تكون هذه الزيادة هي طبيعية أو ناتجة عن تغيرات الهرمونات أو نتيجة تشكل كيس جنين داخل الرحم، وعندما يتم الكشف عن أن الحمل كاذب، يختفي هذا الزيادة في الوزن.
الحمل الكاذب :
بعد التعرف على أعراض الحمل الكاذب، ينبغي العودة إلى طبيب العلاج لتشخيص الحمل أو إجراء فحص الحمل بتحليل هرمون الحمل في الدم، ويفضل اللجوء إلى تحليل الدم، حيث قد يختلط الأمر على الطبيب أثناء استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية ويعتقد أن المرأة حامل بسبب تعرض رحمها لنفس أعراض الحمل، ولكن من الأفضل فحص الحمل من خلال تحليل الدم.
علاج الحمل الكاذب
حتى الآن لم يتم اكتشاف علاج محدد للحمل الكاذب، ولكن ينصح بالتوجه إلى الطبيب النفسي إذا تعرضت المرأة للحمل الكاذب، وذلك للتخلص من الضغوطات النفسية والعاطفية التي تؤثر عليها. ينبغي عدم التهاون في الذهاب إلى الطبيب النفسي حتى لا تتعرض المرأة للحمل الكاذب مرة أخرى، حتى وإن تخلصت منه في المرة الأولى. يعمل الطبيب النفسي على التحكم في الاضطرابات النفسية والعاطفية التي تؤثر على المرأة والمساعدة في قبول الوضع والانتظار لحمل حقيقي. يقوم الطبيب النفسي أيضًا بإقناع المرأة التي تعاني من هاجس الحمل بأنها ليست حامل وعليها أن تتقبل الأمر حتى يمكنها الحصول على حمل حقيقي. بمجرد أن تتقبل المرأة الأمر، تختفي الضغوطات النفسية عندها وتبدأ في الانتظار لحمل حقيقي يعوضها عن ما سبق.