التعليموظائف و تعليم

تعلم طرق فن الإقناع والتأثير على الآخرين

فن الإقناع | موسوعة الشرق الأوسط

الإقناع هو فن وعلم يستخدم لتقديم الموضوعات بطريقة مختلفة، حيث يهدف إلى تهيئة الشخص المُخاطب لاستقبال المعلومة بالطريقة التي يريدها المتحدث، ويعتبر من الوسائل الفعالة للتأثير على السلوكيات والمواقف والمعتقدات، ويهدف إلى التغيير من خلال استخدام الحركات والكلمات والتعابير الإيحائية، وتحقيق بعض المكاسب سواء على الصعيد الشخصي أو المهني أو الاجتماعي.

القدرة على إقناع شخص ما لا تتحقق إلا بتوظيف المهارات الذاتية والكفاءات وفقًا للأفراد والمواقف المناسبة لإقناعهم بتحقيق الهدف المرجو أو التصور المطلوب. ففن الإقناع والقدرة على التواصل وتأكيد الآراء والأفكار غالبًا ما يواجه رفضًا أو امتناعًا، وهذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في حالات تعقيد أو ارتباك.

فن الإقناع :

تعتمد الحياة في العالم الحالي على الديناميكية والحركة المستمرة في التفاعل والتواصل، ولذلك فإن هذه العملية تتطلب من جميع الأفراد أن يتحلىوا بصفات ودية مملوءة بالتقدير والمحبة والتجاوب. كما أن فهم وإتقان جميع أدبيات وآليات فن الإقناع أمر ضروري لجلب المؤيدين والمناصرين للأفكار والقرارات التي يجب توصيلها.

قد يُعتبر فن الإقناع في بعض الأحيان بمثابة صفة تتضمن المناورة والتلاعب، ولكن في الحقيقة، فإنه بعيد كل البعد عن هاتين الصفتين. ففن الإقناع الفعال يعتمد على الاستفسارات والتعلم والمفاوضات وطرح الحلول المختلفة. ويتضمن العديد من الأسئلة التي يجب طرحها للشخص الذي يحاول إقناع الآخرين بفكرة ما:

كيف بإمكاني أن أقنع الطرف الآخر بفكرتي ؟

ما هي اللغة والأسلوب الأفضل للاستخدام في عملية الإقناع؟ هل يجب استخدام الحوار البنّاء وتجنب الحوار العقيم والأطروحات المنطقية التي يمكن أن تساعد على الوصول إلى الهدف؟

أهم الطرق التي تساعد على تعلم وإكتساب فن الإقناع :

  • يجب أن يتمتع الشخص بثقة قوية في أفكاره وآرائه حتى يتمكن من إقناع من حوله بأفكاره بكل الوسائل الممكنة، بحيث يصبحون مؤمنين بها تمامًا أو على الأقل يحترمونها ويقدرونها.
  • أن يكون الشخص جيدًا في فن الاستماع إلى الآخرين، حتى يتمكن من فهم آراء وأفكار الآخرين ومعرفة ما يدور في عقولهم، مما يجعل من السهل إقناعهم. ويعتبر من أهم فوائد الاستماع لآراء الآخرين هو أن الشخص الذي يتحدث يحصل على فرصة للتعبير عن نفسه وفهم وجهات نظر الآخرين، مما يساعد على إقناع من حوله بشكل أسهل.
  • إذا كانت جميع الآراء مبنية على مبدأ الحق والصدق والصراحة، فإن الشخص الصادق في حديثه مع الناس يكون الأكثر قدرة على إقناعهم، وعلى العكس من ذلك، فإن الشخص الكاذب إذا نجح في إقناع شخص ما مرة واحدة، فلن يتمكن من القيام بذلك مرة أخرى، وسرعان ما يفقد الناس الثقة به.
  • يجب أن تكون الأفكار التي يريد الإقناع بها مبنية على أسس التفكير العميق ومبدأ الإثبات، ويجب أن يدعم الشخص الذي يحاول الإقناع بالأدلة، ولا يعتمد فقط على الكلام، بل يجب أن يكون الكلام واضحًا ومنطقيًا ومدعومًا بأدلة ليتمكن الناس من الإقناع بشكل أكبر ولتجنب بذل جهود كبيرة من قبل الشخص الذي يحاول الإقناع.
  • تعتبر لغة الجسد من أهم المهارات التي يجب على الشخص امتلاكها لزيادة فرصه في الإقناع، حيث يمكنه تغيير نبرة صوته لتصبح حماسية وجذابة للآخرين، مما يزيد من ثقته بنفسه ويسهل عليه إقناع الآخرين بشكل أفضل وأسهل.

ما هي الأدوات والآليات الأكثر قوة في الإقناع؟ وما هو مدى فعالية الأساليب والحجج المستخدمة لإقناع الآخرين بسرعة وبأداء مميز؟

  • يجب الاعتماد على عدد من المراجع والقواعد الإنسانية والاجتماعية لإقناع الآخرين، حيث أن الحاجة إلى إقناع الآخرين هي واحدة من الأولويات والأهداف في حد ذاتها. فالتفاعلات والتجادبات التي تحدث دائمًا أثناء تفاعل الأفراد وتواصلهم تفرض عليهم الاعتماد على المراجع والخلفيات، سواء كانت مادية أو رمزية، لتبرير الأهداف والصور. وفي بعض الأحيان، يحتاج الأمر إلى استخدام المشاعر وتوظيف الانفعالات لإقناع الآخرين، مما يزيد من ثقتهم وإيمانهم بالآراء والأفكار التي يتم السعي لإقناعهم بها.
  • إن استخدام الإقناع المدعوم بخلفية حسية ونفسية هو وسيلة فعالة يمكن استخدامها للتهدئة أو التحفيز، ويختلف نجاح هذه الطريقة والأسلوب المستخدم في الإقناع من شخص لآخر ومن موقف لآخر.
  • يتعلق حسن التوظيف بإيصال الأحاسيس والمشاعر والإنفعالات بشكل فعال أثناء إقناع الآخرين بالوقت والموقف والحالة المطلوبة لتحقيق نشاط معين، وهذا يتوافق مع طبيعة ومحتوى الغرض أو الموضوع المراد تحقيقه.
  • يجب التركيز على إظهار المصالح والفوائد عند إقناع الآخرين، حيث إن التفكير في مصالحهم الخاصة وأولوياتهم يعد شرطًا أساسيًا في فن الإقناع. فكلما كان الشخص أكثر وعيًا وإدراكًا برغبات واحتياجات الآخرين، وعلى علم بنمط تفكيرهم وتنوعاتهم واختلافاتهم، كلما كانت لديه حجج وأدلة أقوى في الإقناع، وكان له تأثير أكبر وفاعلية أكبر في الحصول على ثقة وتأييد الأشخاص المحيطين به.
  • يجب أن نولي اهتمامًا خاصًا لفهم ودراسة الحاجات والمصالح المشتركة للمحيط الذي نتفاعل معه. كما يجب أن نتفاعل بإيجابية وتجاوب خلال التواصل، وذلك عن طريق الاستماع والاستيعاب لمشاعر الآخرين ومحاولة تحليل الاحتياجات والطموحات التي يسعى المحيط لتحقيقها. ويجب أن نفهم جيداً أن المضمون وجودته والخطاب وإقناعيته لا ينفيان أو يلغيان الرغبات والآمال التي يسعى المحيط لتحقيقها والتفاعل معه.

أساليب وطرق الإقناع

  • يلعب استخدام التعبيرات الحركية دورًا مهمًا في عملية الإقناع والتواصل مع الآخرين، حيث تعد آليات التفاعل والتعبيرات الجسدية والجسمانية من الأمور الهامة التي يجب التحكم فيها. فالتعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة صحيحة وواضحة ليس أمرًا سهلاً، إذ يتعين علينا كأفراد التأكد من إيصال الرسالة بشكل دقيق وصحيح لإقناع الأشخاص الآخرين بمصداقية وقوة حجتنا وتماسك أفكارنا، ولا يتطلب ذلك أي نوع من العشوائية أو الارتجالية، بل يتطلب التخطيط والتدريب والاستعداد المسبق.
  • يتطلب فن الإقناع نوعًا من السيرة الحسنة والخلق القويم لكسب ثقة الآخرين، بالإضافة إلى الحاجة إلى امتلاك مهارات التواصل والاتصال المبنية على صفات الحلم والتواضع والهدوء.

المهارات الذهبية لإمتلاك مهارات الإقناع :

لا شك أن طريقة عمل العقل البشري تعتبر أمرًا معقدًا للغاية، حيث يمكنه في بعض الأحيان رفع حجج عقلية تصل إلى مرتبة الإلهام، وفي أحيان أخرى يمكن للعواطف السيطرة على الأدلة والبراهين العلمية، لذلك عند إقناع الناس فمن الضروري أن يتم تعلم جميع طرق عمل العقل ومهارات فن الإقناع، والتي تشمل ما يلي:

  • يجب على الشخص أن يكون متحضرًا، وأن يحترم وجهات نظر الآخرين حوله، مهما كانت أفكارهم سخيفة وغير مقنعة، فليس شرطًا أن تكون الحجج المنطقية مرتبة بشكل صحيح.
  • ينبغي تجنب إفحام الخصوم عند نشوء شجار، وعدم مهاجمة وجهات نظرهم، لأن ذلك لا يفيد ولا يساعد في إقناع الآخرين بالرأي الخاص بنا، بل يؤدي إلى الصراخ والصراخ المضاد الذي لا يحقق أي نتائج إيجابية، بينما يجب على الشخص المحاور الجيد أن يحاول فهم وتبني آراء الخصوم، ثم يقوم بتوسيعها ودفعها بأمثلة وحجج منطقية حتى تصل إلى نقطة الاتفاق.
  • اعتماد الحجج والبراهين الاجتماعية، وذلك لأن الحجج والبراهين الاجتماعية تعتبر من التقنيات التي تدفع الناس لتبادل وجهات نظرهم، حيث يعتقد الناس غالبًا أن الاعتقادات الصحيحة والأفعال الصحيحة هي تلك التي يتبادلها أفراد المجتمع أو الأشخاص الذين يتمتعون بتأثير قوي في المجتمع. وفي حالة إقناع المتلقي بأن الفكرة مدعومة بالدعم الجماهيري أو بأن أي من الشخصيات المشهورة يؤيد الفكرة ويحظى بشعبية بين الناس، يصبح الإقناع والاستمالة أسهل.
  • الثقة بالنفس هي الأساس، فإذا لم يكن الشخص يثق بنفسه، فمن سيثق به؟ وقد أظهرت دراسة أمريكية أن الأشخاص غالبًا ما يستمعون أكثر إلى الأشخاص المؤمنين بأفكارهم والمتأكدين منها والمتحدثين بها بثقة، بدلاً من الأذكياء. ويعتمد المستمعون على مستوى الثقة لدى المتحدث ويلاحظون مدى انبساطه، ولم تعد الحقائق الوحيدة التي يمكن استخدامها للإقناع والتأثير.
  • علينا أن لا نسأل الخصم عن السبب، وإنما علينا أن نسأله كيف، ففي دراسة أجريت بجامعة كولورادو، قسّم العالم الأمريكي الشهير في علم النفس “فيليب فيرنباح” الأشخاص الذين لديهم وجهات نظر متطرفة إلى مجموعتين، حيث طُلب من المجموعة الأولى شرح أسباب اعتقادهم بأن وجهة نظرهم هي الصحيحة ولماذا يتمسكون بها، بينما طُلب من المجموعة الثانية الإجابة عن السؤال كيف يمكنهم تطبيق وجهة نظرهم في الواقع؟ فظلت المجموعة الأولى التي قدمت أسبابًا لاعتقاداتها المتطرفة على قناعاتها كما هي، بينما تبنت المجموعة الثانية التي اضطرت لشرح آليات تطبيق وجهات نظرها مواقف أقل تعصبًا وأكثر ليونة، لذلك يجب علينا أن نسأل الخصم كيف يتصرف في هذا الشأن، بدلًا من السؤال عن السبب.
  • يجب استخدام الأسئلة المفتوحة في حال وقوع شجار مع شخص ما، حيث يمكن أن تساعد هذه الأسئلة في حل المشكلة بشكل سريع، ويكون الهدف من هذه الأسئلة هو إنهاء المشاحنات وبدء صفحة جديدة، ويمكن استخدام هذه الإستراتيجية في العمل لتحويله من مكان للمنافسة إلى مكان للتعاون. في حال فشلت في إقناع الطرف الآخر بالبراهين والحجج، يمكن الاقتراب منه أكثر ومحاولة فهمه.
  • يُشير الاعتماد على الرسوم البيانية إلى أن أغلب الناس يثقون بالخبراء والعلماء، ولذلك فإن الاعتماد على الآليات الدقيقة والعلمية يجعل من الطروحات الشخصية شيئًا جديرًا بالثقة عند توافر عناصر أخرى مثل الثقة في النفس، وقد أظهرت دراسة حديثة أن هيبة العلم يمكن منحها للأشخاص الذين لديهم قدرة أكبر على الإقناع، حتى وإن كانوا يستخدمون أشياء علمية تافهة مثل الرسوم البيانية.
  • يجب على الشخص الذي يرغب في إقناع الآخرين بفكرة ما أن يعمل على عدم الإحساس بالملل بسرعة. يجب أن يستخدم الإصرار والتكرار في التعامل مع الناس، حتى وإن تعرضت أفكاره للرفض من قبل. يجب عليه المحاولة مرارًا وتكرارًا والسعي لإفناء حجته وإظهار الأسباب التي تدعم فكرته. وهذا سيؤدي إلى ثلاثة نتائج: إما أن يتم إقناع الآخرين بعدم صلاحية الفكرة، أو إقناعهم بها، أو تجنبهم الرد، مما يعني موافقتهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى