شعر للرد على الشتيمة

أصبحت الشتيمة منتشرة بشكل كبير جداً بين الأشخاص في عالمنا اليوم، بسبب نقص الأخلاق والتربية الحديثة، مما أدى إلى انتشار السلوكيات الخاطئة. ولكن هل هذه الظاهرة حديثة ولدت مع هذا الجيل والمجتمع الحديث، أم أنها كانت موجودة منذ القديم وتوارثتها الأجيال؟.

في الواقع، كان القدماء يتهجمون على بعضهم البعض وكان لديهم علم خاص يسمى علم الهجاء أو أدب الهجاء، ولكنهم كانوا ينتقدون الأشخاص بواسطة الشعر وليس الكلمات البذيئة التي نسمعها الآن، ولذلك سنتناول بعض الأشعار للرد على الإساءة.

شعر للرد على الشتيمة:

من الأشعار التي قالها الأشخاص عن الشخص الذي ينتقد الآخرين ويذكر عيوبهم قال الشافعي:

يجب عدم ذكر عورات الآخرين بل يجب حفظ الحريم والأسرار، وإذا كانت لديك معايب فعليك أن تتجنب إظهارها للناس وتقول: يا عيني، للناس أعين.

إذا تحدث أحد الأشخاص إليك بشكل مهين، قل له هذه العبارة:

إذا تكلم السفيه فلا تجبه، فالسكوت خير لك من الرد، فإن كلمته أفقدته هيبته، وإن تركته صمتاً مات من الضيق.

عندما يخاطبني السفيه بكل قبح، فإني أكره أن أجيبه لأن ذلك يزيد من سفاهته، فأزيد من صبري بحكمة كهود ذاده الأحراق.

أما إذا واجهت شخص يكذب قم بتوجيه هذه المقولة له:

يبدو أنه أصغر مما يبدو عليه ويكذب بطريقة كاذبة ويقسم المتنبي.

ذُكِرَ اسم المتنبي الذي اشتهر بالهجاء الشديد، والذي توفي بسبب قصيدة وجهها لرجل يدعى `ضبة بن يزيد العيني`، والذي قال له: `وما يشق على الكلب أن يكون ابن كلبة، ما أنضف القوم ضبه`، وكانت هذه الأبيات الهجائية القوية جدًا تسبب في إحداث مشاكل وقتل المتنبي بعدها.

تسخر المتنبي في هجاءه من قوة كافور الإخشيدي ولكن ينتقد مظهره القاسي، حيث يستخدم الهجاء الخلقي قائلاً له:

1- يحمل انفا يشاهده الناس جميعا من مسافة ألف ميل، دون مقياس، إذا أردت أن تكسب به، ستواجه اكتسابا أو انتصارا يمضي كالسيف والفأس.

أنت تصلي في القدس وهو يطوف في البيت، لديك أنف ولكن هناك أنوف أكثر منك، بمعنى أنه يوجد أشخاص أكثر عظمة وشأنًا منك.

إذا كنت تعاني من غدر صديقك عليك استخدام حكمة ابن الرومي التي وجهها لأحد الأصدقاء قائلاً:

لا تستغرب من أصدقائك فقد يكون عدوك القادم من بينهم، فالأمر يتغير بسرعة، والأمراض التي تؤثر على العلاقات الإنسانية هي الأكثر خطورة حيث يمكن أن تفسد الطعام والشراب، وتحول الصديق إلى عدو.

إذا كنت ترغب في إرسال رسالة لحبيب خائن، يمكنك توجيه هذه القصيدة له:

تميزت بين جمالها وفعاليتها، وإذا تم استخدام الخيانة في الملاحة، فلن تكون فعالة، ووعدتنا بعدم خيانة عهودها، وكأنها وعدتنا بعدم النجاح.

شعر شتيمة مضحك:

من بين القصائد المضحكة هو القصيدة التي كتبها بعض طلاب المدارس عن الفشل في التحصيل الدراسي وتقول هذه القصيدة:

طوال العام كنا نقضي وقتنا على الإنترنت بينما الآن يتطلب الأمر التركيز على الدراسة.

واجبنا من الصبح حتى منتصف الليل، نقلّب نص الليل، مستيقظين في الحصص، كنّا نائمين في الامتحانات، كلنا مُرهقون، قالوا كسالى، قلنا شاطرين، قالوا نجحتوا، قلنا حلمانين، وطول الحصص ونحن مُرتابون.

في الغداء دائمًا يسألنا المفكرون إذا فهمنا، وعندما يقولون اختبار، نقول `يا نعين`، وعندما تأتي الفرصة نصبح مجانين.

لذلك، يُنصح باستخدام الشعر بدلاً من السباب والشتائم، وإذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن الهجاء، فيُمكنك الاطلاع على قصائد جرير والفرزدق، اللذين دخلوا في حرب من الهجاء الشعري استمرت لسنوات عديدة، ولكن بعد وفاة الفرزدق، كتب جرير قصائد حزينة عنه.

من الشعراء المصريين، دخل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم في بيت من الهجاء السريع، حيث قال حافظ: “يقولون إن الحب ناراً ولوعة، فمالي أرى شوقي بارداً”، ورد عليه شوقي في الحال قائلاً: “إن الحب نار ولكني يا حافظ، إني الشمس التي تشرق على نارك:

الكلب حافظ على الأمانة وخان الإنسان.