يختلف علاج مرض السكر لدى الأطفال اعتمادًا على نوع المرض، سواء كان الأطفال مصابين بالسكري النوع الأول أو النوع الثاني، وتشهد معدلات الإصابة بمرض السكر لدى الأطفال زيادة كبيرة في جميع أنحاء العالم، خاصة النوع الأول المزمن، حيث تشير التقارير إلى أن 18% من الأطفال حول العالم مصابون بمرض السكر بمعدل كل 100 ألف طفل، ويتطلب هذا الأمر الانتباه إلى كيفية معالجة الأطفال المصابين بالسكري بشكل صحيح، حيث يمثل هذا المرض الحيوي الخطير تهديدًا لحياة الطفل ويؤثر على مستقبله
أسباب السكر عند الأطفال وأعراضه:
يمكن أن تؤدي بعض العوامل الوراثية إلى الإصابة بالسكر، إذا كان أحد الأبوين مصابًا بالمرض، فقد يرث الطفل الجينات التي تزيد من احتمالية الإصابة بالسكر، وهو مرض عضوي يحدث بسبب فشل جسم الطفل في إنتاج الأنسولين بشكل طبيعي، مما يسبب تقلبًا في نسبة السكر في الدم، أو فشل الجسم في توصيل الجلوكوز للخلايا بشكل كافٍ، مما يسبب مرض السكر من النوع الأول، وهو اضطراب مناعي يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة الجسم نفسه، بما في ذلك خلايا بيتا في البنكرياس التي تنتج الأنسولين، ويؤدي ذلك إلى تقليل نسبة الأنسولين بشكل كبير أو منع إنتاجه تمامًا، وعليه يجب الإشارة إلى أن نسبة السكر الطبيعية في الدم لدى الأطفال تساوي 70 مل جرام لكل دسلتر.
السمنة وعدم اتباع نظام غذائي صحي من بين الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، وتتضمن علامات السكري شعورًا بالعطش طوال الوقت، وفقدان الوزن بشكل ملحوظ، وتكرار التبول بشكل غير طبيعي، والإحساس بالإعياء والضعف في الجسم، كما يمكن للأطفال المصابين بالسكري أن يشعروا بآلام في المعدة والصداع والتغير في الحالة النفسية
من الأعراض المميزة لمرض السكر ما يلي:
- يشعر الطفل بالشعور الشديد بالجوع بسبب عدم وجود مصدر للطاقة في جسمه
- الإصابة بمشكلات بصرية
- يؤدي الإصابة بالالتهابات الفطرية في جميع أنحاء الجسم، وبشكل خاص في الأعضاء التناسلية، إلى الإصابة بالعدوى
- الإصابة باحمرار في البشرة
- ارتفاع كمية الحمض الكيتوني في الدم
- فقدان الكثير من الوزن بدون سبب مبرر في وقت قصير
- كثرة التعرق
- اضطراب في السلوك يصيب الأطفال الذين يعانون من مرض السكر
- احساس ببرودة الأطراف أو انخفاض درجة حرارة الجسم
علاج السكر عند الأطفال :
بعد التشخيص الدقيق لحالة الطفل، يتم إدخاله إلى المستشفى لمدة سبعة أيام أو أكثر حسب حالته الصحية، ويهدف العلاج إلى السيطرة على الأعراض التي تسببها مرض السكر في الجسم، وخاصة الجفاف أو زيادة حموضة الدم عن المستوى الطبيعي
السوائل وحقن الأنسولين:
يبدأ الطبيب في إعطاء الأطفال الجرعات اللازمة من السكريات والأنسولين عبر الوريد حتى يتحسن حالهم ويتم الحفاظ على نسبة السكر في الدم بشكل طبيعي. ويجب على الأطفال المصابين بمرض السكري الاستمرار في تناول الأنسولين طوال حياتهم، ولا يمكن التوقف عن تناوله في وقت لاحق. وتختلف الجرعات وعدد الجرعات اليومية المطلوبة حسب حالة الطفل.
في الوقت الحالي، تتجه الآمال نحو علاج مرض السكري بشكل جذري عن طريق زرع خلايا جذعية في البنكرياس، حيث يتم زرع الخلايا المنتجة للأنسولين لإعادة إنتاجها في الجسم بشكل طبيعي. وقد تم علاج العديد من الأطفال بهذه العملية التي حققت نجاحًا، ولكن لم يتم تطبيقها بشكل واسع حتى الآن، ولا تزال النتائج تحت الدراسة والبحث
من المعروف أن خلايا بيتا هي السبب الرئيسي للإصابة بمرض السكر، حيث يحدث تلف لهذه الخلايا ويؤدي ذلك إلى مشاكل في إفراز الأنسولين، وهذا يفسر إصابة الأطفال بمرض السكر. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن تعرض البنكرياس لنوع متوسط من الضغوط يمكن أن يحفز إنتاج الأنسولين دون أن يتسبب في موت الخلايا. واليوم، يعمل العلماء على تنظيم هذه الضغوط لزيادة إنتاج الأنسولين لدى المصابين بمرض السكر، وهذا يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة. ومع ذلك، يمنح هذا الأمل الكبير في علاج ملايين الأطفال المصابين بمرض السكر من النوع الأول
علاج السكري عند الأطفال بواسطه الأعشاب الطبيعية:
يمكن أن تساعد الأعشاب الطبيعية في علاج مرض السكري لدى الأطفال والسيطرة عليه، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامها، ومن بين هذه الأعشاب: النعناع والحلبة والمرمية
يُفضل تناول الأعشاب على شكل منقوع، ويمكن صنع منقوع من أوراق النعناع أو أوراق الزيتون، حيث تشير الأبحاث إلى فعالية هذه الأعشاب في خفض نسبة السكر في الدم
