كيفية تطوير الذات وتنمي شخصيتك ؟
يسعى الإنسان بشكل فطري إلى تحقيق الأرباح والمكاسب من خلال سعيه لتحقيق طموحاته وأهدافه المتنامية، التي تتغير مع تغير مراحل حياته وحسب احتياجاته الفكرية والفطرية والاجتماعية. يقوم الإنسان الناجح ببناء أهدافه بحسب ما يمتلكه من سلوكيات ومهارات ومعارف ومواهب، وفي بعض الأحيان لا يتناسب طموح الشخص مع واقعه ومحدداته الذاتية، وينجم عن ذلك إما أن يستسلم الشخص ويعلن فشله في تحقيق أهدافه وطموحاته، أو أن يكون أكثر مثابرة ويشحذ همته ويسعى لبذل كل طاقاته من أجل تحقيق أحلامه وإدراك نجاحه. يتعين على الفرد في هذه الحالة أن يتعرف على مهاراته وطاقاته ويعمل على تطويرها وفقًا للمستوى الذي يسعى إليه، وبما يساعده على تحقيق أهدافه. فالاجتهاد والرغبة والاستعداد للتغيير وتطوير الذات وتحسين القدرات يمكن أن يساعد الفرد على تلبية جميع المتطلبات المعيشية والعملية، وهذا ما يُطلق عليه تطوير الذات.
تعريف تطوير الذات :
يتم تعريف تطوير الذات على أنه جهد الفرد وسعيه لتحسين نفسه والوصول لمستوى أفضل من الذي هو عليه، ويتم ذلك من خلال تحسين قدراته ومهاراته وزيادة مؤهلاته، وذلك بالتعرف على نقاط القوة في شخصيته والعمل على تطويرها، كما يتضمن ذلك تحسين مهارات التواصل والقدرات العقلية وتعزيز السيطرة على ردود الفعل والمشاعر والسيطرة على النفس، بالإضافة إلى اكتساب المهارات والسلوكيات الإيجابية التي تفيد الفرد. ويتمتع تطوير الذات بأهمية كبيرة على المستوى الفردي والمجتمعي، وتختلف أهميتها من شخص لآخر حسب مستواه ودرجته، فكلما زاد الفرد من العمل على تطوير نفسه، كلما ارتفع مستواه في المجتمع وأصبح أفضل. ويتطلب تطوير الذات العمل على ذلك من خلال المدربين والعاملين عليه، ولكن الأكثر أهمية دائمًا هو العمل على تحسين الثقة بالنفس كونها المدخل الأساسي لتطوير الذات.
يمكن القول بأن تقدير الذات واحترامها هما أمران ينبعان من إحساس الفرد بقدراته وقيمته، ويعتبران أساسيين لهويته. وتعتبر العلاقات الأسرية هي العامل الرئيسي في تعزيز تقدير الذات لدى الفرد طوال مراحل حياته، إذ يمكن للوالدين تعزيز تقدير الأبناء لذاتهم من خلال التعبير عن المحبة والاحترام، وتقديم الدعم والمساعدة لهم لتحقيق أهدافهم الواقعية. أما عدم تقدير الذات فقد يؤدي إلى ضعف الشخصية واللجوء إلى الطرق المتطرفة لإثبات الذات، ويحرم الشخص من الاستفادة من نقاط قوته وتنميتها.
طرق مهم إتباعها لتطوير الذات :
هناك عدة طرق يمكن للفرد اتباعها لتحسين كفاءته وتطوير ذاته، مثل:
- يهدف العمل على تقليل الفجوة بين نظم التعليم والمعلومات التي يحصل عليها الفرد وبين المهارات التي يكتسبها، والمهارات التي يحتاج إليها فعلياً في حياته المهنية.
- الهدف هو إحداث تغيير في جميع جوانب الحياة.
- يجب الاستمرار في التعلم والحرص على متابعة التطورات العلمية الحديثة، من أجل تطوير القدرات والمهارات وفقًا للتغيرات التي تحدث في المجتمع.
- يهدف تعليم الفرد طرقًا جديدة يستطيع من خلالها التعامل مع مشاكل وضغوطات الحياة.
الحرص على تحديد الأهداف الحياتية.
مهارات مهمة لتطوير الذات :
- من الضروري تحديد الأهداف التي يريد الفرد تحقيقها، ولذلك يجب وضع خطط مناسبة والبدء في تنفيذ هذه الأهداف حتى يتم الوصول إلى النهاية.
- يجب أن يكون التعلم من أجل العمل والتطبيق، وليس من أجل التعلم فقط، فالتعلم بذاته أمر مهم للغاية، ولكن إذا لم يتم تطبيق المعرفة المكتسبة فإنه سيصبح عبئاً ثقيلاً.
- يجب على الفرد الحرص على ترتيب الأولويات، حيث تختلف الأهداف فيما بينها من حيث الأهمية، وبالتالي يتعين على الفرد وضع الأهداف الأكثر أهمية في مقدمة قائمة أولوياته، حيث إن تحقيق هذه الأهداف سيساعده على تحقيق أهدافه بأسرع وقت وأعلى كفاءة.
- زرع التفاؤل والإيجابية بالنفس: يعد هذا الأمر مهمًا للتطور، حيث تساعد الطاقة الإيجابية على الحفاظ على عزيمة الشخص وتحفيزه للعمل بجدية، كما أنها تحميه من الإحباط والاكتئاب وتعزز من إنجازاته وكفاءته وروح المبادرة لديه.
- تحقيق توازن بين جوانب الحياة المختلفة يعتبر أمرًا مهمًا، حيث تمثل التعقيدات والتحديات الكبيرة في الحياة أسبابًا للتوتر والإحباط، ولذلك يجب على الفرد تحقيق توازنٍ بين عمله وعلاقاته وجميع جوانب حياته.
- ينبع النجاح والتطور من الفرد أولاً، لذلك يجب على الشخص الثقة بقدراته والعمل على تعزيز ثقته في نفسه وقدراته، وهذا يساعده على النجاح في الحياة وتحسين أدائه في العمل.
- يجب على الفرد التركيز على جوانب شخصيته التي تناسبه، وتخصيص الوقت الكافي لكل جانب منها والحرص على تطوير هذه الجوانب، حيث يساعد ذلك على زيادة فرص تطوره.
- يجب على الفرد العمل على تحسين علاقاته مع الآخرين، واحترامهم والتحدث معهم بكل احترام، وتقليل توقعاته الإيجابية تجاههم.
أساليب تطوير الذات :
- يجب على الفرد استكشاف القيم والمبادئ التي فُطر عليها، حتى لا يختلط عليه طريق التغيير ويصبح نموه سلبيًا ومسيرته عكسية.
- تحديد الأهداف مهم جدًا، حيث يتعين على الشخص تحديد ما يريد تحقيقه وتحديد وجهته، حتى يتمكن من تطوير نفسه وتنظيم وتخطيط أفضل لتحقيق التطور والنجاح، ويجعل مستقبله كما يحب ويرغب.
- يساعد تعزيز الجانب الإيماني والروحي على تهذيب النفس ويمكن أن يساعد الفرد على أن يكون أكثر صبرًا ويتصف بالأخلاق الكريمة.
- ترتيب الأولويات كجدول أعمال زمني، وعند ترتيب مهام الفرد بشكل صحيح فإن ذلك يساعده على تحقيق الأهداف وتطويرها بشكل أسرع وأكثر فعالية.
- يعتبر التفكير بصورة إيجابية أحد الأمور الأساسية التي ترافق التحسين والتطوير، حيث يكون الإنسان الإيجابي أكثر إبداعًا في الابتكار وحل المشكلات.
- يمكن اكتساب المزيد من المعارف والعلوم إذا ما اعتُبر العلم أحد الركائز الأساسية لإنجاز الأعمال، فالعلم يعد المادة الخام التي يمكن تشكيلها لبناء وتطوير شخصية تقوم على أساس العلم، وهذا يفيد الفرد في تحسين سلوكياته ومهاراته.
- ينصح بالتوازن والتدرج في الأداء والتنظيم، للحصول على ما يرجى وتحقيق الطموحات بصورة منظمة ومتناغمة.
- تُعد الثقة بالنفس أساسًا للنجاح الحقيقي، إذ تساعد الفرد على الإقدام والتقدم. وكلما كان الشخص أكثر ثقة بنفسه ومهاراته وقدراته وأدائه، كلما اكتسب ثقافة أكثر وأصبح أكثر تميزًا ونضجًا، وتنعكس هذه الثقة في جودة أدائه وإتقانه للأعمال بشكل مطرد وملحوظ.
- لتحقيق ما يريده الفرد وتحقيق أهدافه، يجب التركيز والمثابرة على تطوير الذات والعمل بجدية وإتقان المهمة المطلوبة دون تشتت الجهود وتحقيقها بشكل منظم وغير عشوائي.
- يُعد التفاؤل من القيم النبيلة التي تساعد الإنسان على تنمية الدوافع وتحفيزه لتحقيق الطموحات والأهداف وتطوير الذات، ويؤدي التفاؤل إلى الشعور بالسعادة أثناء العمل على تحقيق الأهداف والنمو والتعلم المستمر.