أسأل الخبراءالمراجع

من هو المتنبي ؟ الخيل والليل والبيداء تعرفني

من هو المتنبي | موسوعة الشرق الأوسط

من هو المتنبي؟ نتعرف في هذا المقال على حياته ومؤلفاته وصفاته. فتعرفني الخيل والليل والبيداء، والسيف والرمح والقرطاس والقلم، ومن منا لا يعرف هذا البيت الذي قاله محمد هنيدي في فيلم رمضان مبروك أبو العلمين؟ ولكن هل نعرف صاحبه، المتنبي؟ وإن كنا نعرفه، فما مقدار معرفتنا عنه؟ خلال سطور هذا المقال في الموسوعة، سنتعرف أكثر على أعظم شعراء العرب، المتنبي.

جدول المحتويات

المتنبي:

الحبيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفري الكندي الكوفي، هو الاسم الذي يعرف به المتنبي، وهو من أشهر شعراء العصر العباسي، ويعد من أعظم شعراء اللغة العربية في نظر كثيرين، وتميزت قصائده بالمعاني العميقة والنمط المنمق.

حصل المتنبي على هذا اللقب لأنه ادعى النبوة، وكتب كلامًا وقرأه على الناس يزعم أنه وحي من عند الله، مثل القرآن، ومن بين هذا الكلام (النجم السيار، والفلك الدوار، والليل والنهار، وأن الكفار في خطر)، وقام العديد من الأشخاص باتباعه، بما في ذلك بني كلب. ومع ذلك، قام لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيدية بالتصدي له وأمر بسجنه لفترة طويلة، ثم استتابه وأطلق سراحه.

كان أبو الطيب المتنبي أحد أعظم شعراء العرب على الإطلاق، وكان يتمتع بفهم عميق لقواعد اللغة العربية واستخدام الألفاظ والمفردات بطريقة متقنة، وكان له مكانة سامية لم يتمتع بها غيره من الشعراء، وكان يشتهر بكونه عجوز زمانه ونادرًا ما يوجد شاعر مثله، وحتى اليوم تظل أشعاره مصدر إلهام للأدباء والشعراء الآخرين، وكان في عصره إحدى المفاخر العربية.

صفات المتنبي:

  • كان يتميز بحكمته وشعره الكثيف الذي قد يضم تجارب العديد من الحكماء في بيت واحد.
  • يتميز بطموحه الكبير وشجاعته اللامتناهية وحبه للمغامرة.
  • كان شخصية متشائمة وتحب الافتخار بنفسها.

حياة المتني:

البدايات

  • كان والد هذا الشخص يعمل كحامل في خزانات المياه، وكان فخورًا بأصوله العربية القديمة النبيلة، إذ كانوا من أصل قبيلة كندة، كما ساعد والده في إكمال تعليمه بناءً على الموهبة التي شاهدها فيه.
  • عاش المتنبي وعائلته بين قبائل البدو بعدما طرد القرامطة جماعة الشيعة من الكوفة في عام 924 م، وتعلم المتنبي اللغة العربية وأتقنها والأدب خلال ذلك الوقت، ثم قاد المتنبي ثورة قرمطية في سوريا عام 932 م، وتسبب ذلك له في السجن لمدة عامين، ثم خرج من السجن وعمل كشاعر متجول.

النهايات

  • بعد عودته إلى الكوفة، استمر في دراسة العروض العربي، وتعلّم من عدد من شعراء عصره، مثل أبو نواس وابن المعتز وابن الرومي، وكان مهتمًا بدراسة شعر أبي تمام والبحتري.
  • التحق بالكتاب أيضًا ليتعلم المزيد من دروس اللغة العربية وأشعارها وأدبها، وبقي في الكوفة حتى عام 928 ميلادية، ثم غادرها.
  • عندما بلغ الرابعة عشر من العمر، انتقل إلى بغداد مع والده وقضى هناك عامًا، وحضر العديد من الدروس والمحاضرات في اللغة والأدب، وتعرف بعمق على الوسط الأدبي، وأصبح ماهرًا في نظم الشعر.
  • قام بمدح رجال الكوفة وبغداد، ثم غادر إلى الشام مع والده، حيث تعرف على المزيد من الأعراف وتعلم المزيد عن اللغة والأدب، وقام بمدح أمراء البادية وقبائلها، ثم انتقل إلى حمص وطرابلس ودمشق واللاذقية.
  • تم إجبار المتنبي عام 957 م على مغادرة سوريا والتوجه إلى مصر، التي كانت تحكمها الإخشيديون. هناك تعرف على شخص يدعى أبو المسك الكافور، وهو أثيوبي، وعندما أساء إليه في إحدى قصائه، هرب المتنبي عام 960 م من مصر. ثم استقر في إيران تحت حماية أمير البلاد عام 965 م، وعاد بعد ذلك إلى العراق حيث قتل في إحدى العصابات بالقرب من بغداد.
  • هاجم المتنبي رجلا يدعى ضبة بن يزيد الأسدي، وفي يوم عاد المتنبي مع غلامه إلى الكوفة، فصادفه خال ضبة ومجموعة من أقرانه. فتصارعوا مع المتنبي، وبمجرد أن علم المتنبي بهزيمته ومقتله، هرب. ثم ذكره غلامه قائلا: `الخيل والليل والبيداء تعرفني؟` فتوقف عن الهروب وعاد ليواجههم ولقي حتفه.

المتنبي وسيف الدولة:

كان المتنبي دائمًا يشعر بالفخر والعزة، وكان يدعو لنفسه بشكل كبير في قصائه، وكان يميل إلى مدح نفسه أكثر من مدح الأمراء والملوك، مما أدى إلى كراهية بلاط سيف الدولة الحمداني له. وأثار ذلك الفتنة بين المتنبي وسيف الدولة، وانفصلوا بعد أن كانوا يتفاهمون ويتوافقون. وبعد مرور عشر سنوات، وعندما تعدى ابن خالويه على المتنبي في حضرة سيف الدولة ولم يتصالح له، كان ذلك الحدث الذي كسر ظهر المتنبي وجعله يغادر سوريا.

تراث المتنبي:

  • كانت معظم قصائد المتني تدور حول المدح وخاصة مدح الملوك.
  • ترك الشاعر ما يقرب من 326 قصيدة، وتُعد هذه القصائد عنوانًا لسيرته الخاصة، وتصوّر الحياة خلال القرن الرابع الهجري.
  • كتب أول قصيدة له عندما كان يبلغ من العمر تسع سنوات، وكانت قصيدة مدحية لسالم شلبي، والي مصر في ذلك الوقت، وبذلك اشتهر بجدارته وحدة ذكائه، وموهبته المبكرة في الشعر.
  • تعبر شعرية الشاعر في قصائده عن الفخر والاعتزاز بالنفس والعروبة، والتشاؤم، وتدور حول فلسفة الحياة والحكمة والمعارك، وتعد من بين أفضل قصائد الشعر.
  • لا يتظاهر أو يتصنع في شعره، وتأتي قصيدته الأخيرة وكأنه يودع الحياة ويقول: أبلى الهوى بدني.
  • من أهداف الشعر هو المدح، ومن الأمثلة على ذلك ما قاله سيف الدولة الحمداني: يأتي الأمراء العزماء بالعزم المناسب، وتأتي الكرام المكرمون بالمكرمة المناسبة.
  • استخدم الوصف في أشعاره ومنها: لو سار فيها سليمان، سيسير برفقاء مترجم.
  • استخدم العتاب حينما عاتب سيف الدولة الحمداني وقال: تميزت أدبي بأنني ألَّفت كلماتي بصوت عالٍ وصمم بها الأعمى.

من أشعار المتنبي:

  • أردت من زمني الحالي أن يبلغني ما لا يمكن للشخص أن يحققه بنفسه، فليس كل ما يتمناه المرء يمكنه تحقيقه، وليست جميع الأمور تسير كما يريدها الشخص.
  • وإذا تعرضت لانتقادات من شخص ناقص، فهذا يعد دليلًا على كماليتي.
  • إذا قررت المغامرة في أمر مهم، فلا تكتفي بالقيام بأقل من المأمول، وإذا ما تقدم خطوة صغيرة في الأمر المهم فإن ذلك سيكون مثل القفز في الهاوية، فالجبناء يرى العجز في الفشل، وهو يدل على الطبع اللئيم.
  • أرى أن كلنا نريد أن نحافظ على أنفسنا ونحبها ونرعاها في شبابنا، فحب الجبناء لأنفسهم يقودهم إلى الهلاك، وحب الشجعان للقتال يجعلهم يعيشون في الذكرى، وعلى الرغم من أن الأفعال يمكن أن تكون متشابهة، إلا أن الإحسان يجعلك تتحمل ذنبًا.
  • لم يكن قلبي يتسع للعشق من قبل، ولكن من ينظر إلى عينيك يقع في غرامك.

المراجع :

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى