القواميس و الموسوعاتالمراجع

ما معنى السلوك

معنى السلوك | موسوعة الشرق الأوسط

ما هو معنى السلوك في اللغة، وما هي دلالاته؟ وما هو التعريف الخاص به في علم النفس وفي الإسلام؟ وما المقصود بالسلوك وفقًا للتعريف الوارد في علم الأحياء؟ وما هي خصائص السلوك الإنساني؟ سنجيب على العديد من هذه الأسئلة هنا من خلال الموسوعة .

جدول المحتويات

ما هو معنى السلوك ؟

يعتبر السلوك من أهم المفاهيم التي يجب عليك معرفتها، حيث يشير إلى الاستجابة التي يقوم بها الشخص تجاه موقف معين أو شيء معين، وغالباً ما يكون ذلك متعلقًا بالبيئة، ويمكن أن يكون السلوك مدركًا أو غير مدرك، ويمكن التحكم فيه أو أنه لا يمكن التحكم فيه.

  • يؤثر السلوك مباشرة على البيئة المحيطة بالشخص والظروف الخارجية التي يتعرض لها، وقد يسبب ذلك مشكلات اجتماعية في علاقاته مع الآخرين، أو مشكلات نفسية تؤثر على صحته الجسدية والنفسية، وقد تنجم عن عدم قدرته على التعامل مع الآخرين بشكل صحيح، وهذا يؤثر على شخصيته ويتأثر بالبيئة المحيطة به.
  • يُعَدُّ السلوك تغذيةً للإنسان، وخاصةً إذا كان الإنسان يتصرف بناءً على أفكاره وأهوائه، وله العديد من التعريفات والاصطلاحات، كما يعتمدُ على تأثيرٍ خارجي في حين أنَّ السلوك الفضولي يعتمد على حدس الشخص، ويوجد أيضًا أشكال أخرى كالسلوك المدبر والسلوك المقصود، وتحكمه العديد من القوانين من أهمها قوانين التفاعل مع الآخرين وقوانين السكون وقوانين الحركة وغيرها.

تعريف السلوك في علم النفس :

اهتم علم النفس بتفسير سلوك الإنسان اعتبارًا من القرن العشرين، بعد ظهور نماذج شهيرة مثل “السلوكية”، والتي تتضمن اهتمام الإنسان بعلم النفس الكولي، وكانت هدفه فهم تفكير الإنسان ومعرفة ردود فعله دون الحاجة لإجراء تجارب معملية، واعتمدت السلوكية وجهات نظر مختلفة، والعالم الشهير جون واتسون هو مؤسس علم دراسة السلوك.

يفسر العلماء السلوك بأنه فعل يمكن أن يكون شائعًا أو غير شائع أو غير مقبول أو غير طبيعي للكثير من الناس. حيث يحتوي المجتمع على العديد من المعايير الاجتماعية المختلفة التي تستخدم لتقييم سلوك الفرد، والتي تهدف في النهاية إلى تنظيم سلوك الأفراد وفقًا للضوابط الاجتماعية. ويعتبر السلوك في علم الاجتماع بلا معنى محدد ولا يهدف إلى تحقيق هدف معين، مما يجعله من الأفعال الإنسانية الأبسط، على الرغم من أن له تأثيرًا يجب عدم إغفاله في تشخيص العديد من المشكلات النفسية.

السلوك في علم الأحياء :

يرى العديد من علماء الأحياء أن الغدد الصماء والأعصاب هي من أهم أجزاء الجسم التي تتحكم في سلوك الشخص، في حين أن الرأي والنظرة الشائعة هو أن السلوك يعتمد بشكل رئيسي على الجهاز العصبي. تعتبر العمليات الحيوية في الجهاز العصبي معقدة للغاية وتعتبر السر في قدرة الإنسان على الاستجابة للمؤثرات الخارجية المختلفة. وكلما كان الشخص أكثر ذكاءً وتجربةً، كان أكثر قدرة على ضبط سلوكه والتحكم في أفعاله وردود أفعاله في المواقف المختلفة.

يمكن أن يتأثر سلوك الإنسان بالبيئة المحيطة به، سواء بالتعلم أو التأثير الوراثي، وعلى الرغم من إجراء العديد من الاختبارات والأبحاث في إطار مشروع ميكروبيوم الذي يهدف إلى التحكم في سلوك الإنسان من خلال ميكروب معين يتم إدخاله إلى جسده، فقد فشلت هذه العملية لأن السلوك يعتبر أكثر تعقيدا، حيث يتأثر بشكل كبير بالبيئة التي يعيش فيها الإنسان وتأثيرها عليه.

تعريف السلوك في الاسلام :

الدين الإسلامي يهدف إلى تربية المسلم ليكون ذو نفس صافية ومخلصة للآخرين ومحبًا لهم، وينمي في المسلمين صفات الإيثار وتفضيل الآخرين على النفس والنصح والشورى والبر بالوالدين والعطف على المحتاجين. وتحققت الكثير من الأشياء الجيدة تحت لواء الإسلام، حيث أن الدين الإسلامي من بين الأديان التي تقوم على العدل والمساواة والرحمة بالضعفاء، ويتبع منهجًا إيجابيًا. ويحذر الدين الإسلامي من القيام بأعمال إرهابية أو أعمال عنف وبطش بالآخرين، ويدعو لتحقيق الرحمة والعطف وزيادة قوة وترابط فصائل المجتمع المختلفة، كما قال الله تعالى في كتابه “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” في سورة الأنبياء الآية 107.

  • يجب على المسلم أن يسعى دومًا لاتباع الحق في أفعاله، وأن يتوب عن كل فعل سيئ قام به، كما ينبغي عليه التعاون مع الآخرين لفعل الخيرات والابتعاد عن المنكرات والفواحش وكل ما نهى الله تعالى عنه، ليكون مسلمًا صالحًا. وقد قال الله تعالى في كتابه: “وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى” [سورة طه: 82]، وقد جاء الرسول رحمة للعالمين لينقذهم من ظلمات الجاهلية وليوجههم إلى الطريق الصحيح وفعل الأعمال الحسنة في حياتهم. وقد قال الصحابي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها”، وهذا الحديث يشير إلى أن الإسلام هو منهج حياة وسلوك، والهدف منه هو توجيه الناس في حياتهم لفعل الأعمال الحسنة والابتعاد عن المفرطات والتعصب العرقي والكذب والغش والأصوات المشينة والأعمال الشريرة واستقبال الناس بالابتسامة وتقديم المساعدة وإظهار المحبة للآخرين تمنيًا للوصول إلى رضا الله والدخول إلى جنته
  • كما ورد في كتاب الله: يدعو الدين الإسلامي إلى المحبة والبهجة والترابط بين الناس في جو من الألفة والدفء، وذلك بما فيه من قوله “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”، ويجعل ذلك الإسلام من أجمل الأديان التي تدعو إلى الحضارة والتقدم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى