يعد عداد الكهرباء جهازًا إلكتروميكانيكياً “قديماً” أو إلكترونياً “حديثاً” يتم استخدامه لقياس كمية الكهرباء التي يستهلكها الحمل الكهربائي، بغض النظر عن نوع الجهاز. وتتنوع طرق عرض البيانات المتعلقة باستهلاك الكهرباء حسب نوع الجهاز المستخدم، ويمكن الحصول على مزيد من التفاصيل عن ذلك في الموسوعة .
عداد الكهرباء القديم :
على الرغم من أن الفنيين والمتخصصين يؤكدون أن عداد الكهرباء الحديث أفضل من القديم، إلا أن الأغلبية من العامة يفضلون عداد الكهرباء القديم. الفرق الواضح بين العدادين هو أن العداد القديم يحسب استهلاك الكهرباء ثم يتم تسجيل القراءة يدويًا من قِبل المحصل، وعلى أساس ذلك يُحدد قيمة الاستهلاك والدفع. أما في حالة العداد الحديث، فالعملية مختلفة تمامًا، فنحن نبدأ بدفع رصيد مسبقًا بطريقة “شحن الكارت” مثل الهاتف المحمول، ويقوم العداد بخصم الاستهلاك من الرصيد حتى يتم استنفاذه، وفي هذه الحالة يتم قطع التيار الكهربائي عن المنزل أو المكان عامة حتى يتم إعادة شحنه.
طريقة اللعب فى عداد الكهرباء القديم :
من بين المشاكل التي تواجه العدادات القديمة، والتي اضطرت الحكومات لاستبدالها، هي تعدد طرق الاحتيال والغش في قيمة الاستهلاك، سواء لصالح المواطنين أو لأغراض ضارة في بعض الأحيان. وعلى الرغم من أن القانون يعاقب على هذه الجرائم بالحبس والغرامة، إلا أنها منتشرة بعدة طرق، ومن بينها استخدام “الخط الأرضي”، الذي يتم عن طريق دفن سيخ حديدي عميق بمقدار خمسون سنتيمترًا تقريبًا لإنشاء توصيلة أرضية، مما يؤدي إلى تفريغ الشحنات الكهربائية من المنزل إلى الأرض بدلاً من تسجيلها على العداد. كما يمكن نزع الغطاء الواقي للعداد القديم والتلاعب بالوصلات الخاصة به، مما يؤدي إلى قطع التسجيل من العداد دون قطع التيار الكهربائي عن المنزل. وهناك من يقوم بإنشاء سكينة ثالثة داخل الشقة وإخفائها في مكان سري، وسحب وصلة كهربائية منها خارج المنزل لتغذية الشقة بالتيار الكهربائي من الخارج.
عداد الكهرباء الحديث”الإلكتروني” :
العداد الذكي أو الإلكتروني يعتبر المستقبل المؤكد لقياس الاستهلاك والتيارات الكهربائية في الوطن العربي بشكل عام. وقد بدأت المملكة العربية السعودية بالفعل في وضع خطة لتغيير جميع العدادات إلى عدادات ذكية خلال خمس سنوات، بينما أعلنت مصر عن خطة مماثلة ولكن بحدود زمنية تصل إلى عشر سنوات. يحتوي العداد الرقمي أو الذكي على مكانين لتركيب خط محمول يتم شحنهما لتوصيل التيار الكهربائي. كما يمكن بسهولة قراءة المتبقي ومعرفة متوسط استهلاك الكهرباء وضبطه دون الحاجة إلى الاتصال بالشركة. تتحمل الحكومة تكاليف تركيبه كاملة، وهو أسهل في معرفة كافة البيانات الخاصة بالشحن والاستهلاك والباقي، مقارنةً بنظيره القديم بالطبع.
طريقة سرقة عداد الكهرباء الإلكتروني :
على الرغم من أن عداد الكهرباء الإلكتروني يتعرض لصعوبة في التلاعب به، فإنه قد تم الكشف عن ثغرات تؤدي إلى اختراقه والتلاعب في قيمة الشحن والاستهلاك. ومن بين طرق التلاعب بالعداد الإلكتروني هو ابتكار ريموت كنترول يستطيع التحكم في العداد وإيقافه أو تشغيله كلما أراد الشخص ذلك. ومن الواضح أن هذا الريموت يعد من الأمور غير الشرعية التي يتم تداولها، وتحاول الحكومات منع تطوره حتى لا تفشل جهودها في وقف سرقة التيار الكهربائي.
مزايا عداد الكهرباء الديجيتال :
يتميز العداد الإلكتروني للكهرباء بعدم وجود الأخطاء في قيمة الاستهلاك بخلاف العداد القديم، كما يمكن للمشترك مراقبة وتحديد استهلاكه بسهولة وترشيده، ويمكن شحنه بمبلغ مالي بسيط حتى يصل إلى قيمة كبيرة وفقًا للاستهلاك. ويتميز العداد الإلكتروني بوجود لمبة تحذير تنبه المستخدم عند اقتراب نفاذ الرصيد أو عدم دفع رسوم الشهر الجديد، وفي حالة فقدان البطاقة يمكن للمستهلك استخراج بطاقة جديدة من شركة الكهرباء بتكلفة رمزية. ومن أهم مزايا العداد الإلكتروني أنه يظل متصلاً بالكهرباء خلال الأجازات والعطلات الرسمية حتى بعد نفاذ الرصيد احتراماً للعطلات وتجنب إفسادها على المشترك.
عيوب عداد الكهرباء الديجيتال :
كل شيء يصنع له مزايا وعيوب، ورغم أن الأنظمة الإلكترونية عادة ما تكون أفضل من الأنظمة التقليدية في المقارنة النسبية، إلا أن العداد الكهربائي الرقمي له عيوب خاصة به، ومنها أنه قد يفصل الكهرباء عن المستهلك تلقائيًا إذا زادت الأحمال الكهربائية في المنزل عن المسموح به. وإذا تكررت هذه المشكلة مرتين، فعلى المستخدم الاتصال بشركة الكهرباء لإعادة تشغيل العداد. إذا تم التلاعب بالعداد، فإنه يفصل الكهرباء نهائيًا، ويجب على المستخدم إعادة تشغيله بنفس طريقة التشغيل الأولى. ويبلغ متوسط عمر العداد الجديد عشر سنوات، بخلاف العدادات القديمة، ولا يمكن للمستخدم شحن البطاقة إلا من خلال شركة الكهرباء.
كيف تعرف مشاكل عدادات الكهرباء القديمة والجديدة :
يشعر المستهلكون دائمًا بالقلق حول كيفية التأكد من سلامة جهازهم الخاص، سواء كان قديمًا أو حديثًا، ويمكنك الكشف على جهازك بنفسك في المنزل باستخدام بعض الخطوات البسيطة للتأكد من سلامته، وفيما يتعلق بالعدادات القديمة، يمكنك التأكد من استقرار المؤشر داخل اللوح الزجاجي، وتسجيل القراءات بنفسك بشكل منتظم للتأكد من صحتها، وإذا لاحظت أي تذبذب في المؤشر أو زيادة عشوائية في القراءات، يجب الإبلاغ فورًا عن وجود خلل لشركة الكهرباء.
فيما يتعلق بالعدادات الحديثة، يمكن إدخال البطاقة ومراجعة الشاشة لمعرفة القيمة المتبقية، وإذا ظهرت القيمة المناسبة، فإن العداد يعمل بشكل صحيح، وإذا ظهر أي خلل، فيجب الاتصال بشركة الكهرباء على الفور والإبلاغ عنه، حيث قد يتسبب أي تأخير في التبليغ في دفع مبالغ إضافية.
يعد عداد الكهرباء أمرًا ثابتًا في كل منزل أو مكان عمل، ومن المهم الاهتمام بمتابعته وفهم كيفية عمله لتجنب المشاكل والأعطال أو الوقوع في الأعمال الإجرامية بسبب الجهل بطبيعتها. العداد الكهربائي القديم والحديث على حد سواء هما وسيلة للتحكم في الاستهلاك والعمل بصورة موحدة لصالح المواطن والدولة.
