إفرازات بيضاء سميكة بعد الإجهاض : أسبابها وعلاجها

تتحدث هذه المقالة عن الإفرازات البيضاء السميكة التي تحدث بعد الإجهاض، وتشرح الأسباب المحتملة والعلاج المناسب. يعتبر الإجهاض أمرًا مؤلمًا سواء كان مقصودًا أو لا، وقد يتسبب ببعض المشاكل للمرأة بعد ذلك. يؤدي الحمل إلى تغييرات في حالة الجسم ليس فقط في الرحم والمبايض، ولكن أيضًا في بعض الغدد والهرمونات التي تؤثر على الحالة المزاجية في الجسد، ولذلك فإن الإجهاض يؤثر أيضًا على كل ما سبق ويغير حالة الجسم.

من إحدى عظمات أجسادنا أنها تستطيع التكيف والتغيير، وخاصة عندما نعاملها بصحة وسلامة ونفهم حالتنا الصحية بشكل جيد. في حالة الإجهاض، يتفاعل الجسم ويشهد بعض الاضطرابات والتغييرات، والتي تعد طبيعية في حدود معينة. يجب أن نفهم حالتنا جيدًا ونعرف الفرق بين الأمور الطبيعية والمشكلات التي يجب علينا مساعدة أجسادنا للتغلب عليها.

الإجهاض مصطلحاً وأنواع وحالة :

يتم اشتقاق كلمة “إجهاض” من الكلمة “جهيض” والتي تعني العضو غير المكتمل النمو، والإجهاض هو التخلي عن الحمل بشكل طوعي أو قسري وغالبًا ما يحدث في الأشهر الأولى من الحمل وقبل أن يصبح الجنين قادرًا على الحياة. يمكن تصنيف الإجهاض إلى ثلاثة أنواع: الإجهاض التلقائي الذي يحدث بسبب مضاعفات أثناء فترة الحمل .

هناك نوعان من عمليات الإجهاض، إجهاض مستحث الذي يتم للحفاظ على صحة الأم أو لأسباب صحية للجنين والأم، وإجهاض محرض أو اختياري الذي يثير جدلاً في بلدان مختلفة، خاصة العربية، وهو قرار اختياري للأم بسبب أسباب غير جسدية لعدم الاحتفاظ بالجنين. يعود تاريخ الإجهاض إلى العصور القديمة، حيث تعددت أنواعه بين الأعشاب والطب الحديث والطرق التقليدية، وتختلف الحالة الطبية المرتبطة به. ويهمنا معرفة ذلك ببعض التفصيل العلمي المبسط.

المشاكل الصحية للجسد بعد الإجهاض :

تختلف الحالة الصحية بناءً على توقيت الإجهاض، وإذا كان الإجهاض قد حدث بالفعل، فقد يحتاج المريض إلى التخلص من جميع محتويات الرحم وليس الجنين فقط، بما في ذلك المشيمة والبطانة الرحمية، ويتم ذلك عبر عملية تنظيف تستمر لمدة حوالي أسبوعين على شكل نزيف دموي طبيعي.

“ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي لا تمكن الجسم من إخراج جميع أجزاء الجنين بطريقة طبيعية، وفي هذه الحالات يتعين التدخل الطبي وإجراء عملية بسيطة لتنظيف الرحم والتأكد من عدم وجود أي تكتلات تابعة للحمل. وينصح الطبيب في بعض الحالات باستخدام حبوب للتأكد من عملية التنظيف الكاملة للرحم. ومن الطبيعي أن يشعر المريض بالألم والنزيف لمدة تتراوح بين عشرة أيام وأسبوعين بعد الإجهاض، ولكن ينبغي بالطبع مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود أي مضاعفات خاصة إذا استمر الألم والنزيف لفترة أطول من ذلك.

لا يتأثر الجسد وحده بالإجهاض، بل تؤثر المشاكل النفسية بشكل خاص، خاصةً التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال عملية الإجهاض وتؤثر على المزاج والحالة النفسية. لذا، فإن الشعور بالحزن أو الاكتئاب بشكل مؤقت أمر طبيعي، حتى وإن كان الإجهاض اختياريًا. كما يمكن أن تؤثر الاضطرابات الهرمونية على شكل الجسم وتسبب انتفاخًا في بعض الغدد، خاصةً خلال الأسبوعين الأولين بعد الإجهاض. لذلك، إذا كانت حالتك تزداد سوءًا، يجب عليك استشارة الطبيب ومتابعته.

سبب وجود إفرازات بيضاء سميكة بعد الإجهاض :

يلاحظ العديد من السيدات ظهور إفرازات بيضاء سميكة بعد عملية الإجهاض، وتدل هذه الإفرازات على إصابة فطرية وغالبًا ما تصاحبها التهابات في المسالك البولية، وإذا لم يتم العلاج بشكل صحيح، فإن الالتهابات ستنتشر في منطقة المهبل والفرج بأكملها، مما يزيد من كمية الإفرازات وسماكتها.

العلاج البسيط هو قرص دوائي واحد يصفه الطبيب لمدة عشرة أيام، وسيتخلص الشخص بعد ذلك من الافرازات. وإذا انتشرت المشكلة في المسالك البولية، قد تحتاج إلى مضادات حيوية خاصة بالإضافة إلى المطهرات المستمرة التي يحددها الطبيب. ليست الإلتهابات الفطرية فقط هي التي تسبب الإفرازات البيضاء السميكة، بل يمكن أن تسبب قرحة الرحم أيضًا ألمًا واضحًا أثناء الجماع والتهاب القرحة وظهور الإفرازات، سواء كانت بيضاء سميكة تشبه الجبن أو مائلة للصفار أو الدموية. في أي حالة، يجب مراجعة الطبيب إذا شعرت بألم أثناء الجماع لتحديد سبب المشكلة وعلاجها بقرص دواء سهل يوميًا، لذا لا داعي للقلق.

إرشادات صحية للجسد بعد الإجهاض :

كما ذكرنا سابقًا، فإن الإجهاض عملية ليست سهلة على الجسد والنفس. وللحفاظ على صحة جسدك، يوصي الأطباء باتباع عدد من الإجراءات البسيطة بعد الإجهاض، بما في ذلك عدم إدخال أي شيء في المهبل لمدة لا تقل عن أسبوعين بعد الإجهاض وحتى التأكد من انتظام الدورة الشهرية مرة أخرى.

بعد الإجهاض، يفضل تجنب الحمل لمدة لا تقل عن ستة أشهر لتجنب حدوث إجهاض متكرر، ويجب الاهتمام بالنظافة الشخصية واستخدام المطهرات اليومية للمهبل وتجنب أي عادات غير صحية، ولتنظيم الدورة الشهرية ومنع حدوث تكيسات، يمكن تناول الخضروات والفواكه بشكل يومي وشرب الأعشاب الدافئة مثل البردقوش والحليب الصويا، ويمكن أيضًا استشارة الطبيب المختص لوصف الأدوية المناسبة.

إرشادات للعناية بحالتك النفسية بعد الإجهاض:

يتصور بعض الناس بشكل خاطئ أن الحالة الجسدية للإنسان هي الأهم وأنها منفصلة عن الحالة النفسية. ومع ذلك، يجب الإهتمام بصحة النفسية بنفس الأهمية أو أكثر من الإهتمام بصحة الجسد. وكما ذكرنا، تؤثر عملية الإجهاض على الهرمونات بشكل طبيعي وفريد، ولذلك فإنها تؤثر أيضاً على الصحة النفسية. ولتجنب تفاقم المشاكل النفسية التي تأتي بعد الإجهاض، يجب الإهتمام ببعض الأمور البسيطة التي تساعدك على تجاوز الأزمة بسرعة.

يمكن تجنب الآثار الجانبية للإجهاض باتباع بعض الإرشادات مثل النوم لفترات طويلة وتجنب أي مجهود زائد والراحة الدائمة في الأسبوعين اللاحقين للإجهاض، كما يمكن تناول المسكنات حال شعورك بالألم لكن يجب تجنب الإكثار منها، بالإضافة إلى الأعشاب الدافئة والشيكولاتة الدافئة التي تعمل كمحسنات للمزاج ومسكنات للألم. كما يجب تجنب أي موقف يسبب التوتر أو الإزعاج والابتعاد عن المثيرات السلبية، بالإضافة إلى العناية بالنظافة الشخصية واستخدام معطرات ومرطبات لتحسين الصحة النفسية والجسدية. يجب استخدام الفوط الصحية الطبية لوقف النزيف وتغييرها بشكل دوري، ويمكن استخدام الكمادات الدافئة على البطن لتخفيف الألم والشعور بالاسترخاء، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الصحية التي تساعد على التعافي النفسي والجسدي.

الإجهاض عملية صحيحة ومؤلمة، لكنها طبيعية وتحدث منذ بدء الخليقة ومرت بها ملايين النساء، لذا لا داعي للحزن والغضب أو الخوف المفرط، والإفرازات البيضاء السميكة وغيرها من المشاكل الصحية عادية ومتعارف عليها وحلولها بسيطة وسهلة فقط ببعض الإهتمام وتجنب إهمال المشكلة، وكل ما عليكِ هو اتباع الإرشادات الصحيحة اللازمة للمرور بالمرحلة الأولى بعد الإجهاض ومن ثم ستعودين لممارسة حياتكِ بشكل طبيعي تماماً بدون أي مشاكل جسدية أو نفسية.