البيئةعلوم

ما هي الأمطار الحمضية : أسبابها وعلاجها

1322206053 5a2c264ab9c5895c7e8c68215697840f 1357701517 | موسوعة الشرق الأوسط

الأمطار الحمضية تعد خطرًا بيئيًا يزيد من خطورته الإنسان بسبب الممارسات الخاطئة التي لا يتوقف عنها. وعلى الرغم من أن هذه المشكلة قد ظهرت منذ فترة طويلة وتم توصيفها وفهم أسبابها ووصف العلاج والإجراءات اللازمة لوقفها، إلا أننا لا نزال لم نحقق تقدما ملحوظا في القضاء على الأمطار الحمضية أو على الأقل في التقليل منها. ويتم تفصيل ما هي الأمطار الحمضية ومكوناتها وأسباب هطولها وكيف يمكن علاج هذه المشكلة والجهود المبذولة لمعالجتها في بحث شامل على موسوعة.

جدول المحتويات

تعريف الأمطار الحمضية

المطر الحمضي هو هطول الأمطار التي تحتوي على أحماض نتيجة تلوث الغلاف الجوي، حيث يختلط بخار الماء في السحب مع الملوثات الناتجة عن النشاط الصناعي البشري غير الصحي، وتتفاعل هذه الملوثات في الجو مع باقي مكونات الغلاف الجوي لتشكل الأمطار الحمضية التي تؤدي إلى تدمير النباتات والحيوانات المائية وتسبب الضرر للحيوانات والبشر.

كيف تتكون الأمطار الحمضية

يحدث تشكل الأمطار الحمضية عندما يتفاعل غاز الكبريت مع غازات أخرى مثل ثاني أكسيد الكبريت والأكسجين، ويتم ذلك بوجود أشعة فوق البنفسجية من الشمس. وعندما يتحد ثالث أكسيد الكبريت مع بخار الماء المتصاعد في الهواء، يتكون حمض الكبريت.

يتبقى حمض الكبريت متداولًا في الهواء على شكل رذاذ دقيق ينقله الرياح، وفي حال اختلاطه ببعض الغازات الأخرى في الهواء مثل النترجين، فإنه يتفاعل معها وينتج مركبًا جديدًا هو كبريتات النترجين. وإذا كان الهواء جافًا ولا يوجد بوادر للأمطار، فإن حمض الكبريتيك وكبريتات النترجين يظلان متداولين في الهواء على شكل ضباب. ولكن إذا تواجد بخار الماء بكثافة مع الرياح، فإنهما يتحدان ليشكلا المطر الحمضي الذي يسقط على الأرض مع الأمطار.

تتفاعل أكاسيد النيتروجين، بالإضافة إلى أكاسيد الكبريت، مع الأكسجين، وعند تعرضهم لأشعة الشمس يتحولان إلى حمض النيتروجين الذي يسبب الأمطار الحمضية.

ملاحظات علمية عن  تكون الأمطار الحمضية

تم رصد ظاهرة الأمطار الحمضية في عدة دول صناعية، وبعد دراسة مكوناتها التي ذكرناها، تم إبداء ملاحظات هامة حول هذه الظاهرة في مناطق محددة:

  • تشير الدراسات في إسكندنافيا إلى أن الغازات الملوثة، بما فيها الكبريت، تنتقل عبر التيارات الهوائية، ويصل مستوى الغازات في الهواء إلى ضعف كمية الكبريت التي تنتجها المصانع، بينما لا يتجاوز مستوى غاز الكبريت في المملكة المتحدة 10-20%، مما يعني أن الغازات الملوثة والكبريت ينتقلان عبر الرياح من غرب أوروبا إلى إسكندنافيا وإنجلترا.
  • تشير الدراسات إلى أن كمية الأمطار تزداد مع مرور الوقت، وأن حموضة الأمطار في السويد عام 1982 كانت أعلى بعشرة مرات من حموضة الأمطار في عام 1969. وبالتالي، تزايدت نسبة الأمطار الحمضية في إنجلترا وكندا وفيرجينيا واسكتلندا ولوس أنجلوس، حيث وصلت بعضها إلى مستوى حموضة 3، وهو أكثر حموضة من الليمون والخل
  • لا يتعلق سقوط الأمطار الحمضية بأماكن التلوث الصناعي بشكل حصري، فتيارات الهواء تنقل التلوث ومن الممكن أن تهطل الأمطار على بلدان لا توجد بها صناعة وتؤثر على البيئة.

الأمطار الحمضية وآثرها على البيئة

الأمطار الحمضية تسبب العديد من الأضرار التي قد لا يمكن حصرها إلا في مجلد! فلديهأثر مباشر وغير مباشر واسع ومتنوع على عناصر البيئة المختلفة وتؤثر بشكل مباشر على التنوع الحيوي الضروري لتوازن البيئة. ومع ذلك، سنذكر أهم الآثار السلبية التي تنتجها الأمطار الحمضية على البيئة:

  • أكدت دراسات بحثية أن عددا كبيرا متزايدا من الكائنات الحية البحرية، وخاصة الأسماك والضفادع، يموتون بشكل متزايد. وتعرضت نحو خمسة عشر ألف بحيرة من أصل ثمانية عشر ألف للأمطار الحمضية، مما أثر سلبا على الكائنات الحية فيها وأدى إلى وفاة عدد كبير منها. وزادت حموضة المياه بسبب الأمطار الحمضية التي هطلت عليها، وأيضا بسبب انجراف العناصر الضارة مثل الزئبق والرصاص من السهول والوديان إلى البحيرات، مما تسبب في تسمم أعداد هائلة من الأسماك ووفاتها.
  • تأثير واضح على النباتات، حيث أدت الأمطار الحمضية إلى تدمير مساحات خضراء كاملة من الغابات، بما في ذلك النباتات الزراعية المهمة التي تنتج المحاصيل الأساسية، حيث سقطت أوراق الأشجار وتلفت ثمارها، وتسببت في تلف جذور العديد من الأشجار، كما تسببت في اضطرابات وتشوه منتوجات النباتات التي امتصت الأمطار الحمضية من التربة.
  • يعتبر موت الحيوانات نتيجة تبعية لتلوث المسطحات المائية والغابات والنباتات، سواء بسبب ندرة الموارد وآثار الجوع، أو بسبب انتقال السموم إلى أجسادها، كما يتم ملاحظة هجرة الحيوانات خاصة الصغيرة من بيئات مختلفة التي تعرضت للتلوث الحمضي، مما يؤدي إلى خلل في التوازن البيئي.
  • تتسبب الأضرار العميقة والممتدة في التربة في انخفاض نشاط البكتيريا المثبتة للنيتروجين، مما يؤدي إلى زيادة سمك طبقة البقايا النباتية وسد مسام التربة بها، مما يمنع تغلغل المياه إليها ويسبب الجفاف والتلف.

علاج الامطار الحمضية

في عام 1991م، تم التوقيع على اتفاقية بين الولايات المتحدة وكندا بشأن نوعية الهواء، حيث اتفقوا على تقليل الانبعاثات الخاصة بغاز الكبريت ومشتقاته من الصناعات. وبموجب هذه الاتفاقية، تلتزم الولايات المتحدة بتقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار عشرة ملايين طن سنويًا. كما تركزت المؤتمرات الدولية الخاصة بالبيئة على إجبار بعض الدول على تقليل انبعاث غاز أكسيد النيتروجين والعمل على تقليل النفايات الغازية التي تنتج عن الصناعات المختلفة.

تخفيض استهلاك الوقود الأحفوري، من خلال خفض استهلاك السيارات وإيقاف الأنوار والتكييفات وأجهزة التدفئة، وأي جهاز لا نحتاج لاستخدامه بشكل مباشر، هي طرق بسيطة وفردية للمشاركة في جهود الحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الضار.

دائمًا ما توجد بدائل، وربما لا تكون الأسهل، ولكنها أكثر أمانًا وتستحق العناء للحفاظ على الأرض من الدمار الذي سيؤدي إلى تدمير الجميع إذا استمر الإنسان في التخريب، ومن بين هذه الجهود المستحسنة هي استخدام مصادر الطاقة الآمنة، واحترام المساحات الخضراء، واستخدام أجهزة غسيل الغاز في المصانع، والضغط الشعبي والدولي لتقليل المخلفات الصناعية الضارة للبيئة. هذه جهود تستحق العناء لإنقاذنا من الدمار الحتمي الناتج عن التلوث البيئي وعواقبه مثل الأمطار الحمضية.

المراجع :

1

2

3

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى