خطوات إدارة الذات
إدارة الذات هي مصطلح يذكر كثيرا في موضوعات تطوير الذات؛ ويعرف ببساطة بأنه تربية الذات، أي العمل على تكوين علاقة متوازنة مع الذات من خلال إدراك مكامن قوتها ونقاط ضعفها، وقبول ذلك مع السعي المستمر لتوجيه الذات لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة من ممتلكات ومهارات ووقت وجهد ومال، بهدف تلبية الاحتياجات وتحقيق الأهداف؛ لذلك يقدم لك موقع الموسوعة موضوع إدارة الذات لإرشادك إلى أهم أساسيات تحقيق ذلك.
كيفية إدارة الذات:
تعرف على نقاط قوتك وضعفك:
كما هو الحال مع جميع البشر، لديك نقاط قوة ونقاط ضعف، وأنت الشخص الأكثر وعيا بها؛ حيث لا يستطيع الآخرون معرفة نقاط قوتك ما لم تستخدمها، وقد يكون هناك تشابه نسبي بين بعض الأشخاص في بعض نقاط القوة؛ ولكن يكون أحدهم ناجحا والآخر يشعر بالفشل، وذلك يعود إلى مدى ملاحظتك لنقاط قوتك وجدية عملك على تطويرها واستثمارها.
بعيدًا عن الكلام المبهم والمصطلحات، يمكن للشخص معرفة ما هي المهارات التي تمتلكها بتدوين قائمة بالأشياء التي نجح في القيام بها على مدار فترة عمره السابقة، وتدوين المهارات التي مكنته من تحقيق ذلك، وكذلك تدوين الأشياء التي لم ينجح في تحقيقها بالشكل المطلوب والنقاط الضعف التي أدت إلى ذلك.
تعامل مع نقاط القوة والضعف بالشكل المناسب لكل منهم:
يتعين الاهتمام بمكامن القوى وتطويرها للاستفادة منها إلى أقصى حد في تحقيق أهدافك، بينما يتعين فيما يتعلق بنقاط الضعف تحديد الأمور التي لا يمكن التحكم بها أو التأثير عليها، مثل فقدان أحد المقربين أو الإصابة بمرض مزمن مثل السكري، وفي هذه الحالات، يجب قبول حدوثها والتكيف معها لتقليل تأثيرها على حياتك. ويجب تحديد نقاط الضعف التي يمكن التحكم بها أو التأثير عليها، مثل نقص المهارات اللازمة للنجاح في الدراسة أو العمل، مثل مهارات العمل الجماعي. وفي هذه الحالة، يجب السعي للتغلب على تلك النقاط من خلال التعلم والتدريب.
اعرف قيمك:
القيم هي الأمور الأهم بالنسبة لك، وهي شيء نسبي يختلف من شخص لآخر، فقد تكون شيئًا مهمًا جدًا بالنسبة لك وغير مهم أو غير موجود بالنسبة لشخص آخر، ولمعرفة قيمك، فكر في الأوقات التي شعرت فيها بالسعادة أو الحزن بدون سبب محدد، مثل: التجديد، العائلة، الصحة، الإنجاز، العناية، الدعم، الأمان.
يُنصح في البداية بإطلاق العنان لنفسك دون تقييد بأيِّ قيمة، ثم تحديد القيم العشرة الأكثر أهمية بالنسبة لك، علمًا بأن القيم هي الأشياء الهامة بالنسبة لك بغض النظر عن مدى أهميتها لأي شخص آخر.
حدد أهدافك:
الأهداف هي الأشياء التي ترغب في تحقيقها، من الأصغر إلى الأكبر، لذلك اكتب كل ما ترغب فيه دون إصدار أحكام أو التفكير في مدى إمكانية تحقيقها، فهذا ليس مهمًا الآن، فقط فكر في جميع الأشياء التي تتمنى تحقيقها والأشياء التي تريد امتلاكها، وافتح خيالك وتخيل نفسك في حلم جميل ساحر حيث يمكنك تحقيق كل شيء.
حدد الأولويات:
الآن حان الوقت للعودة إلى الواقع، فبالرغم من آمالك وطموحاتك اللامتناهية، إلا أن تحقيق الأهداف يتطلب التركيز على الأولويات الأهم بالنسبة لك وفقًا لقيمك، فجميع الأشخاص مشغولون، لكن الشخص الناجح والسعيد هو من يحدد أولوياته بحسب قيمه ويعمل بجد لتحقيقها. وإذا كنت لا تدرك أهمية ذلك، ففكر في الأشياء التي سعيت لتحقيقها ولم تشعر بالسعادة التي كنت تتخيلها قبل تحقيقها.
خطط لتحقيق أولوياتك:
بعد تحديد أولوياتك، يجب أن تخطط لتحقيقها على أفضل وجه وبأسهل طريقة ممكنة باستخدام قدراتك ومهاراتك ووقتك وجهدك ومالك. لتحقيق ذلك، اتبع الخطوات التالية:
- يجب تقسيم كل أولوية كبيرة إلى خطوات صغيرة.
- حدد خطواتك بدقة، ويمكنك الاستعانة بآراء الخبراء والمتخصصين في هذا المجال للمساعدة.
- حدد الصعوبات التي يمكن أن تواجه خطتك، وابحث عن طرق للتغلب عليها.
- حدد الوقت التقريبي لتحقيق كل خطوة.
- يتم تحديد معايير التقييم لتحديد نجاح كل خطوة.
نفذ خطتك:
التخطيط والتحدث دون إنجازات ليس لهما أي قيمة؛ فالأفعال أفضل من الأقوال، ولا تتحقق الأهداف بالأمنيات والتخطيط، بل بالعمل الجاد؛ ولتحقيق ذلك، هناك عدة نصائح يمكن استخدامها، وهي:)
- المرونة في التنفيذ تعني الانتباه لأي فرصة قد تدعمك في سعيك لتحقيق أهدافك وتعديل التخطيط لتتماشى معها.
- قيم أدائك يوميا وأسبوعيا لتتمكن من تطويره بشكل مستمر؛ فإن من حقائق الحياة أن الأشياء التي لا تتطور تتدهور.
- ينصح بتخصيص أفضل الأوقات للقيام بالأشياء الأهم في يومك، وذلك وفقًا لقاعدة 20/80 التي توضح أن 20% من الأشياء التي نقوم بها يوميًا هي الأهم لأنها تؤدي إلى 80% من النتائج التي نحصل عليها، ويجب أن تكون هذه الأوقات عندما يكون الشخص في حالة صحية ونفسية وذهنية جيدة.
وجه سلوكك:
يتم توجيه السلوك من خلال تحقيق توازن بين المكافأة والعقاب، وبين التدليل والحزم. وكونك مديرًا لنفسك، يجب عليك أيضًا تحديد مكافأة لنفسك بعد تحقيق إنجاز محدد، وتحديد عقاب في حال عدم الالتزام، مثل حرمان نفسك من فعل شيء مفضل لديك. ولكن إذا لم تنجح في ذلك، فينبغي الاستعانة بخبير لمساعدتك في توجيه سلوكك لتحقيق أهدافك.
في النهاية، تذكر أن النجاحات الصغيرة المتتابعة هي أساس النجاحات الكبيرة، وأنك إنسان يخطئ ويصيب، وأنك بحاجة دائماً للتطور والتعلم لأنه لا يوجد إنسان كامل، وإذا أعجبك هذا الموضوع وتعلمت منه شيئًا، فالأفضل أن تطبق ما تعلمته، ويمكنك أيضًا مشاركتنا تأثير هذا الموضوع على حياتك بعد تطبيق ما تعلمته.