كيفية عمل ميزانية مشروع صغير

تعد طريقة إعداد ميزانية مشروع صغير أمرًا شديد الأهمية، حيث إن الاقتصاد في العديد من الدول النامية يعتمد بشكل كبير على المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر. لذلك، يقدم موقع الموسوعة طريقة صحيحة لإعداد ميزانية مشروع صغير لتكون دليلًا لك في رحلة نجاحك.

كيفية عمل ميزانية مشروع صغير

تعتبر الميزانية الخطوة الأساسية في المشروع، ولذلك يجب الاهتمام بهذه الخطوة بشكل كبير. وفيما يلي أهم الخطوات لإعداد ميزانية مشروع صغير:

أولاً: تحديد تفاصيل المشروع

قبل إعداد الميزانية، يجب عليك تحديد جميع جوانب المشروع، خاصة من الناحية الاقتصادية. إذا كنت تعمل على مشروع لعدة سنوات، فمن المحتمل أن تعرف مسبقًا مبيعات عملك وأفضل الأوقات في السنة من حيث العائد المادي.

إذا كنت تبدأ في تنفيذ مشروع لأول مرة، فعليك بطلب النصيحة والاستشارة من أصحاب المشاريع المماثلة، وكذلك إجراء دراسة شاملة للمنافسين ومعرفة حالة السوق بقدر الإمكان.

يجب تحديد تفاصيل أهدافك الاقتصادية، حيث يعتبر المشروع الناجح هو المشروع الذي يتمكن من تحقيق أهدافه الأولية، ولذلك يجب عليك تحديد هدفك المالي من المشروع وكيفية الوصول إلى هذا الهدف.

ثانياً: قم بحساب المصروفات

إن النجاح في أي مشروع يعتمد بشكل كبير على القدرة على التحكم في التكاليف منذ البداية، ولذلك يأتي دور الدراسة في تحديد التكاليف المختلفة التي يتم إنفاقها أثناء المشروع، خاصةً التكاليف الثابتة مثل الأجور وتكاليف النقل ودفع الفواتير، وغيرها من التكاليف التي يجب أخذها بعين الاعتبار في الخطة منذ البداية.

يجب عمل حساب منفصل للنفقات الطارئة التي قد تفسد الميزانية تمامًا إذا لم يتم التخطيط لها بشكل كامل، ولذلك يجب أن تخصص الوقت الكافي لتحديد هذه المصروفات ومحاولة توقعها لتجنب أي مفاجآت غير مرغوبة.

ثالثاً: محاولة توقع المبيعات المحتملة

يتمتع أصحاب المشاريع الناجحة بفكرة تقريبية حول أرقام مبيعاتهم إما شهرياً أو سنوياً، ولذلك، يتعين عليك قضاء بعض الوقت في البحث والحسابات الدقيقة لتوقع مبيعات مشروعك.

إذا كنتم تعملون في نفس المجال لفترة طويلة، فلن يكون هناك مشكلة في التنبؤ بما ستواجهونه بناءً على الخبرة السابقة، ولكن إذا كنتم تعملون في هذا المجال للمرة الأولى، فستحتاجون إلى استشارة متخصص أو خبير لمساعدتكم.

لا يهم أن يكون توقعك دقيقا 100%، لأن ذلك أمر صعب جدا حتى يخطئ أكبر اقتصاديي العالم ويصيبوا، ولذا يجب عليك أن تبذل قصارى جهدك في وضع أفضل تصور لمبيعات مشروعك مع مراعاة احتمالية آمنة للخطأ لا تتجاوز 20%.

رابعاً: مراقبة الميزانية باستمرار

تعاني الكثير من أصحاب المشاريع من خلل في الميزانية الخاصة بهم في نهاية العام، ويعود ذلك إلى وجود تناقض كبير بين المصروفات المتوقعة والفعلية في الميزانية.

لذلك يجب على أصحاب المشاريع مراقبة الميزانية باستمرار وتحديد نقاط الضعف والسعي لتجنبها في المستقبل، من خلال تعلم كيفية إدارة النفقات والتحكم في المصروفات بشكل أفضل.

خامساً: تحلي بالواقعية قدر الإمكان

يجب أن تكون ميزانية المشاريع واقعية ومبنية على الأرقام والحسابات الدقيقة فقط، ولا يجوز أن تكون مكانًا للأحلام، ويجب على المسؤولين عن وضع هذه الميزانية توقع المكسب المرتقب للمشروع بشكل دقيق.

يقع الكثير من الشباب في هذا الخطأ عند إعداد الميزانية، حيث يتوقعون تحقيق أرباح كبيرة في العام الأول، وبالطبع يشعرون باليأس عندما يفشلون في تحقيق هذه الأرقام.

سادساً: المرونة في وضع الميزانية

عند إعداد ميزانية لمشروعك، يجب أن تأخذ في الاعتبار جميع الاحتمالات المتعلقة بالسوق وأن تكون مرنًا في تغيير الميزانية بما يتوافق مع التغييرات التي قد تحدث في السوق.

قد تواجه في بعض الأحيان انخفاضًا في المبيعات أو فقدان بعض العملاء، لذلك يجب عليك التعامل مع هذا الخطأ ومحاولة توجيه بعض النفقات أو البحث عن مصادر جديدة للتسويق لمشروعك.

يمكن البحث عن طرق جديدة لزيادة المبيعات، من خلال حملات تسويقية أو خصومات جذابة، لتعويض فترات الكساد في المبيعات على المستوى العام.

يُعد التكيف والمرونة أمرًا ضروريًا لتحقيق النجاح في أي مشروع، وبغض النظر عن السوق الذي يتنافس فيه الشخص، فإن القدرة على امتصاص الصدمات والاستفادة منها تعتبر الصفة الأهم لرجل الأعمال الناجح.

سابعاً: المتابعة الدورية

يجب أن يستمر العمل على الميزانية طوال فترة المشروع، ولا ينتهي بعد وضعها أو بعد بدء المشروع نفسه، فإن المتابعة المستمرة تساعد في تحديد الأخطاء والعيوب في الميزانية بشكل دوري، والعمل على تصحيح هذه الأخطاء على الفور.