الصحة النفسيةصحة

كيفية تطوير الذات وبناء الشخصية

risk | موسوعة الشرق الأوسط

قبل أن نتحدث عن كيفية تطوير الذات، يجب أن تعرف كيف ترى نفسك؟ هل ترى نفسك غير كافٍ في حياتك؟ أم ترى نفسك جيدًا وترغب في التطوير أكثر؟ إذا رأيت نفسك سيئًا، فلا يجب أن تنسحب كثيرًا، بل يجب عليك أن تتعلم من أخطائك، وتحدد مكانتك في الحياة وأين تريد أن تصل. عليك أن تعرف إمكاناتك في جميع مجالات الحياة، ليس فقط في المجالات التي تحبها، لأنه ليس بالضرورة أن يكون كل ما يحبه الإنسان هو ما يجيده. فربما تكون جيدًا في مجالٍ ما، ولكنك تحب مجالًا آخرًا. حدد كيفية تعاملك في الحياة، سواء كانت عاطفية أو مادية. حدد الأشخاص الذين يقفون بجانبك في الصعاب ويساعدونك، وتجنب أولئك الذين يعرقلون طريقك ويسببون لك الإرهاق والتعب بأفعالهم السلبية. يمكنك طلب آراء الآخرين في عملك من الأشخاص الذين تثق بهم، وعليك أن تعترف لنفسك بأنك كنت سيئًا في بعض الأحيان، ولكنك لا تزال ترغب في التحسين والتطوير. في هذا المقال، تقدم الموسوعة بعض النصائح التي قد تساعدك في تطوير ذاتك.

جدول المحتويات

كيفية تطوير الذات وبناء الشخصية

  • لكي نفهم أسباب سلوكنا وتصرفاتنا الحالية، يجب علينا فهم الماضي وكشفه، قد يكون الماضي مؤلما ولكنه بالتأكيد السبب الرئيسي لحالتنا الحالية من الإيجابيات والسلبيات.
  • تؤثر التربية التي نحصل عليها منذ الصغر، سواء كانت من الأسرة في سنوات الطفولة الأولى، أو من المدرسة والتفاعل مع الأطفال الآخرين، والتعامل المستمر مع الجيران والأقارب، بالإضافة إلى المكان الذي نشأنا فيه، وطبيعة المناخ، على تكوين شخصيتنا بنسبة كبيرة.
  • فإذا كانت التربية الأسرية تركز على الحرية والتعبير عن الرأي والعلاقات الودية بين الأفراد وتلبية الرغبات بشكل متوسط والمشاركة في النشاطات والتشجيع الدائم، سيصبح الشخص شخصية قوية واثقة لا تشعر بالنقص وتستطيع الأداء بشكل أفضل دائمًا.
  • عندما تكون الأسرة متسلطة، فإنها تستخدم أساليب العقاب والقسوة تجاه أطفالها، وهذا يؤدي إلى شخصية ضعيفة وغير واثقة.
  • يمكن للشخص الحصول على تفسير شخصي لشخصيته، حيث ينحرف أي شيء عن السواء .
  • يؤثر المناخ على الشخصية أيضًا، حيث أظهرت الدراسات الكثيرة أن الأشخاص الذين يعيشون في مناخ عالٍ من الحرارة يكون لديهم مدى ثبات انفعالي أقل، ويتميزون بالمزيد من الانفعالات والاستثارة ولا يميلون لمساعدة الآخرين. لذا، عندما تكشف عن ما حدث في طفولتك، يمكنك حل معظم مشاكلك الذاتية. وإذا كانت مشاكل الطفولة كبيرة، فيمكنك الاستعانة بمتخصص في الارشاد النفسي للمساعدة في حلها والبدء من جديد .

كن مستقلًا

  • لتحقيق وتطوير ذاتك، يجب عليك الشعور بالاستقلالية، وهذا الشعور يبدأ في سن الست إلى السابعة، حيث يشعر الطفل بأنه كبير بما يكفي لتحمل مسؤولياته. فيريد الطفل الركوب والذهاب للشراء والقيام بارتداء ملابسه بمفرده، ويريد معاملة تليق بأنه كبير. ويتطور هذا الشعور عندما يترك الوالدان الطفل بمفرده ويفهما احتياجاته ولا يعيقان نموه. وبهذه الطريقة، يصبح الفرد شخصية مستقلة دون الحاجة إلى تعلم الاستقلالية، ويمكن تنمية الاستقلالية عن طريق تحديد أهدافنا بأنفسنا واختيار الطرق التي نسلكها لتحقيقها. ليس هناك مانع من استشارة الكبار ذوي الخبرة، ولكن يجب عدم فرض أي رأي أو التحكم فيما نريد. ويجب علينا أيضًا الابتعاد عن كل ما يعيق استقلاليتنا أو يترك بصمات سيئة فينا، وتجنب أولئك الذين يثبطوننا وينتقدون آراءنا واتجاهاتنا وطرقنا دائمًا .

ولذلك عدة خطوات :

  1. يجب كسر الشعور السلبي الذي ينتابك تجاه المواقف المحرجة التي واجهتك في السابق، وتجاهلها وعدم السماح لها بالتأثير عليك .
  2. لا يجب أن تبقى مرتبطًا بوالديك إلى الأبد، فمع النمو والتطور يجب أن تطور هويتك الشخصية وتبحث وتكتشف سمات شخصيتك الفريدة، لذلك يجب أن تفصل نفسك عن والديك وتعمل على بناء هويتك الشخصية المستقلة .
  3. حاول أن تتقبل الأحداث المؤلمة السابقة وتحررها من القيود واللاوعي، وتذكر أن كل هذا لم يكن بإرادتك ولكن ما تفعله الآن يعتمد على إرادتك .
  4. لا تتبع جميع القيم والمبادئ الاجتماعية بشكل عمياء، بل اعتمد على ما يتناسب مع تفكيرك وما تؤمن به، وابنِ لنفسك مبادئ وحدود تسير عليها.

ابحث عن أهدافك

أسعد الأشخاص هم الذين يعيشون لتحقيق أهدافهم، فالأهداف هي التي تمنح الحياة معنى، وبدون أهداف يصبح الإنسان يعيش من أجل المتعة فقط، ولكن المتعة تنتهي، في حين أن السعي نحو تحقيق الأهداف لا ينتهي. لذلك، يجب عليك وضع أهداف لنفسك والسعي نحو تحقيقها، والبحث عن معنى لحياتك، حتى تستطيع الاستيقاظ كل صباح ومعرفة لماذا عليك الاستيقاظ .

فكر فيما تريد حقًا

ينبغي عليك توجيه حياتك نحو الأفضل وتحقيق أهدافك ومبادئك وقيمك؛ لأن حياتك ثمينة وغالية، ويجب أن لا تقع فريسة للأفكار السلبية. فكثيرا ما يفكر الناس فيما لا يفعلونه وينسون ما فعلوه فعلا. ولتحقيق ذلك، يجب عليك الكشف عن ماضيك والتعامل معه بدون كبت أو هروب. عندما تسقط دفاعاتك الداخلية، سوف تتخلص من الناقد الداخلي الذي يقول لك دائما: “من أنت؟” و”ماذا تظن نفسك؟”. لا تغير من نفسك ولا تخاطر، ولا تحاول تقليد الآخرين، فأنت جيد كما أنت. ولا تعرض أفكارك وآرائك على الآخرين حتى لا يضحكوا عليك. وإذا كنت تعيش مع شريك، فلا تدعه يتحكم بحياتك، ولا تعتقد أنك لا تستحق اهتمامه، فمع الوقت ستصبح شخصا إيجابيا يفكر فيما يريد لنفسه ويسعى لتحقيق الأفضل .

اعرف قوتك الشخصية

  • يقول الدكتور فايرستون: إن القوة الشخصية تعتمد على الثقة والكفاءة التي يكتسبها الأفراد في مراحل تطورهم، فالشخص ذو القوة الشخصية لا يكون ضحية للظروف ولا يلقي باللوم على الحياة عند فشله، بل يكون مقاتلاً قوياً يواجه الظروف ويتحدى تحديات الحياة التي تواجهه .
  • ولتكون لديك قوة شخصية يجب أن :
  1. يتم اتخاذ قرارات منطقية في حل المشكلات هنا .
  2. يتم صياغة الأهداف واختيار الطرق المناسبة لتحقيقها .
  3. ينبغي أن تكون مبادرًا ومستقلًا وليس اعتماديًا وسلبيًا .
  4. تكون مستعدًا لاكتشاف أفكار جديدة .
  5. تقبل النقد البناء .

ساعد الآخرين

  • يقول غاندي إن أفضل طريقة لاكتشاف الذات هي إعطاء الخدمة للآخرين والمساعدة عليها ومحاولة جعلهم سعداء، لأن ذلك يمنح الحياة معنى أكبر، وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يسعدون الآخرين ويساعدونهم هم الأكثر سعادة، لذلك يمكنك اتباع نهج الكرم والعطاء والرحمة لتحقيق السعادة والصحة النفسية .

لتطوير نفسك، يجب اختيار مجال دراسي أو عملي مناسب لك، حيث يمكنك إثبات نفسك وإبراز شخصيتك والتفكير في الآخرين. يجب أن يكون هذا المجال أو المهنة:

  • مناسبة لذكائك و قدراتك وميولك : يجب عليك أن تدرك أن لك قدرات تميزك عن الآخرين، ولكل شخص قدراته الخاصة، لذلك إذا فشلت في العمل لا تلوم نفسك، وتقبل أن هذه هي قدراتك وأنك لن تستطيع القيام بما لا تستطيع (رحم الله رجلا عرف قدر نفسه).
  • تختلف الأعمال المناسبة لمزاجك وحالتك الشخصية، فإذا كنت شخصًا انطوائيًا، فمن الصعب عليك القيام بأعمال تتطلب مواجهة الجماهير، وإذا كنت اجتماعيًا، من الأفضل عدم الجلوس خلف الكمبيوتر .
  • يجب أن تكون متفاعلًا بشدة مع النشاط الذي تقوم به، مثلما يكون لاعب كرة القدم متعلقًا بالكرة التي يلعب بها حيث يمكن أن يؤثر انفعاله الشخصي على أدائه .
  • أن تدرك قيمتها بالنسبة للمجالات الأخرى .
  • شعورك بأهميتك وبما يمكنك تحقيقه بعد الانضمام لها .

فكر في يومك

عندما تعود من العمل في نهاية اليوم، قم بمراجعة كل ما حدث خلال اليوم من أخطاء ومواقف التعاملت معها بشكل جيد. هل كنت مساهما جيدا في هذا اليوم؟ كيف ساهم الآخرون في إسهاماتك؟ ما الذي يمكنني فعله بشكل مختلف في المرة القادمة عندما يطلب مني القيام بشيء مشابه؟ ما الذي يمكنني فعله غدا لأكون متميزا عن الآخرين؟ وفي النهاية، اسأل نفسك ماذا تعلمت اليوم، سواء في العمل أو من خلال تفاعلك مع الآخرين؟)

تعلم من الآخرين

غالبًا ما يكون هناك شخص يعتبره الآخرون قدوة في الحياة والعمل، ويرغب الشخص في أن يصبح مثله، حيث يتميز هذا الشخص بالنجاح والجاذبية والقدرة على التعامل مع الآخرين بشكل جيد، ويمكن للشخص تعلم من سلوك هذا الشخص من خلال الاستفادة من بعض الأسئلة التي تساعد على تحقيق ذلك، مثل: كيف يمكنني التطور في مجالي؟، وما هي الأشياء التي يمكنني فعلها لتحسين نفسي؟، وما هي العوائق التي يمكن أن تعوق تقدمي؟، ويمكن لهذا الشخص أن يكون مديرًا أو صديقًا أو مدرسًا في مدرستك، وعليك أن تتذكر أن ملازمة الناجحين هي المفتاح لتحقيق النجاح .

اكتشف معلومات عن عملك

يجب أن تحاول أن تبدأ مرة أخرى كما لو كنت تبدأ من البداية، فحتى لو كنت تعمل لسنوات، يمكنك القيام بالخطوات التي كان يجب عليك القيام بها منذ البداية، وهي البحث عن العمل الذي تقوم به وكيفية التطور فيه من خلال الحصول على المعلومات العلمية الإضافية التي تساعدك على اتباع أفضل الطرق للعمل والاستذكار في وقت قصير وبجهد أقل ومعرفة طرق التطور .

مارس هواياتك

حاول أن تطور نفسك في أشياء أخرى بجانب عملك، فلا يمكنك أن تظل قابعًا في عملك لا تستطيع الحراك يجب أن تضع لنفسك فترات لترفه عن نفسك بل وتقوم بتطوير نفسك فيها أيضًا، ابحث عن الأشياء التي تحبها والتي كنت تتمنى أن تفعلها ولكن الحياة شغلتك. حدد لها على الأقل يومًا أو يومين تستعيد فيها حيويتك ونشاطك للعودة لعملك، واختر نشاطًا يمكنك فيه إخراج طاقاتك .

اقرأ

تُعد القراءة مفتاح تطوير الذات، إذ هي وسيلة للتعلم من الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي، فالقراءة تنير العقل وتوسع الآفاق وتهذب السلوك، وتساعد على اكتساب اللغة وإتقان العمليات العقلية العليا مثل التخيل والفهم، وتعلم النظرة النقدية والاستقلالية وتحليل المعلومات وإعداد الخطط للمستقبل .

هرم ماسلو لتطوير الذات

يقدم عالم النفس ماسلو تدرجا هرميا للاحتياجات التي يجب على الإنسان تحقيقها للوصول إلى تطوير وتحقيق الذات:

  • وتشمل الاحتياجات الأساسية توفير الطعام والشراب .
  • الأمان يتطلب الشعور بالأمان وعدم الخطر والتهديد .
  • تتضمن الحاجة إلى الحب والانتماء أن يشعر الإنسان بأنه ينتمي إلى مكان وأشخاص يحبونه بحب غير مشروط .
  • يحتاج الإنسان إلى تقدير الذات والشعور بالأهمية، وذلك لأنه يتطلع دائمًا للحصول على تقدير الآخرين والاعتراف بجهوده وإنجازاته .
  • بعد اتخاذ الخطوات السابقة، ينشأ لدى الفرد حاجة لتحقيق الذات، ويكتسب شخصيةً قويةً ومستقلةً تسعى لتحقيق ذاتها وتسير على طريق النمو والتطور، فتسعى دائمًا لتحقيق الإنجازات والوصول إلى الاكتفاء الذاتي ومساعدة الآخرين، ويصبح شخصيته واثقة وجذابة وصريحة .

 

في النهاية، ربما ستواجه بعض الصعوبات في الطريق، ولكن يجب عليك أن تعرف أن جميع الأشخاص الناجحين يواجهون تحديات في حياتهم، ربما أكثر من تلك التي تواجهها. لذلك، لا تفقد الأمل وكن طموحًا، وحاول مرارًا وتكرارًا حتى تحقق أهدافك، فالأمل والشغف هما الأساس في تحقيق النجاح. ولا تنسَ متابعتنا على الموسوعة لتصلك كل جديد في مختلف مجالات الحياة.

 

مصادر:

1،2

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى