من هو صاحب ملحمه الفردوس

صاحب ملحمة الفردوس هو الشخص الذي وصفه وليم بلوك وقال عن ملحمته أنه يقف إلى جانب الشيطان، على الرغم من أنه إنسان يميل إلى الوداعة ولم يقم بأي أعمال غير مشرفة أو مخزية، وملحمة الفردوس تعتبر واحدة من أعظم قصائد الأدب الانجليزي، وقد نشرت في عام 1667، وتستند إلى قصة سقوط الإنسان أو هبوط آدم إلى الأرض وعقاب الله له، والتي وردت في الكتب السماوية، وخاصة الإنجيل، وفيها يسأل آدم الملاك قائلا: “ألا تحب الأرواح السماوية؟ وكيف تعبر عن حبها بالنظرة فقط، أم تختلط معها باللمس الوهمي أو المباشر؟.”، فيجيب الملاك قائلا: “يكفيك أن تعلم أننا سعداء، فبدون الحب لا توجد سعادة، فكل النقاء الذي تستمتع به في الجسد نستمتع به في الروح، دون عوائق، وأسهل مع الهواء، فإذا احتضنت الأرواح بعضها، تختلط ويتحد النقاء مع النقاء”، نستكمل عرض هذه الملحمة التي سنقدمها لكم في هذا المقال، فتابعونا.

  صاحب ملحمه الفردوس

جون ميلتون Johne Milton هو كاتب قصيدة ملحمة الفردوس Paradise lost، وقد نشرت في طبعتين تحتويان على ألف بيت شعري، وأصدرت الطبعة الأولى في عام 1667 والطبعة الثانية في 1674، وتم تسجيلها على 10565 سطرا. إن ميلتون، الذي ولد في عام 1608، كان عبدا تقيا ودينا جدا، نظرا لتربيته في عائلة متدينة في لندن. شهد معاناة جده أثناء حكم الملكة إليزابيث بسبب اعتناقه المذهب الكاثوليكي. وكان ميلتون كاتبا وفنانا وسياسيا وموسيقيا، وبالتالي اعتمد الموسيقى لتقديم قصائده، حيث رأى أنها عنصر مهم لنقل معنى الشعر الممزوج بالإحساس. ومع ذلك، عاش المؤمن تجارب عديدة، حيث فقد ابنه وحلت به مصائب كثيرة، فقد فقد زوجته وضاع بصره. وبعد أربع سنوات تزوج مرة أخرى، لكنه فقد زوجته وابنته منها. وكان من بين أبرز الكتاب في تقديمه لمسألة سيطرة الإنسان على نفسه وقدرته على قيادة سفينته نحو الخير بدلا من الشر. نجح أيضا في تجسيد حالة العشق بين الرجال والنساء دون تقديم أي تصوير مبتذل، على عكس كتابات عصره. ومن أشهر أعماله الملحمة المفقودة الفردوس، واسترداد الفردوس، وعذاب شمشمون، وأريوباجيتيكيازا. وتوجد لوحة له في متحف في فلورنسا، رسمها الفنان آنيبال غاتي، تحمل عنوان “غاليليو وميلتون.” رحل جون ميلتون عن عالمنا في 8 نوفمبر 1674 .

ملحمة الفردوس

كان جون ميلتون يحارب نفسه خلال ملحمته “الفردوس المفقود”، حيث تأثر بشدة بالألم والحزن وفقدان زوجاته وأبنائه وبصره، ورغم تدينه إلا أنه لم يفقد الأمل أو ييأس، بل حاول أن يعالج نفسه التي تميل إلى التمرد من خلال قصة نزول سيدنا آدم عليه السلام إلى الأرض، والتي جسدها في ملحمته، وتناول فيها صراع الخير والشر وتقسيم الملائكة إلى طائعين وفاسقين مثل إبليس، الذي حاول إفساد الكون بالاتحاد مع أبناءه وهم الموت والخطيئة، حيث قام ميلتون في الملحمة بوصف إبليس وإغوائه لسيدنا آدم، والتي وقع فيها المحظور، وقد نجح ميلتون في تجسيد القصة بمهارة وإتقان، ليصنع تاريخًا عظيمًا في عالم الكتابة.

“جون ميلتون هو الكاتب والفنان الموسيقي المتدين الذي خلط بين الخير والشر والتمرد والطاعة في ملحمته الشهيرة. يحاول ميلتون كبح نفسه وتهذيبها بعد أن حاولت التمرد عليه، وينجح في ذلك ويستمر في الحفاظ على ذلك حتى وفاته. ترك ميلتون إرثًا غاليًا من القصائد الملحمية التي جعلته مميزًا وحاضرًا بيننا حتى الآن ولم يمت.