تتساقط قطرات المطر على نافذتك، وهي تذكرنا بالشتاء، فصل يبث الأمل والطمأنينة في أرواحنا، فإنه ينمي ما أماتته الأيام ويفتح الأبواب أمام الأمل، ويدفع اليأس بعيدًا، ويعلمنا أنه ضعف وخوف. لذا، دعونا نحيي الأمل في داخلنا من خلال قطرات المطر، ونتغلب على الظروف من خلال مقال اليوم على موسوعة، فتابعونا.
على نافذتك تتناثر قطرات المطر
في تلك الغرفة التي تجلس فيها بمفردك، تشعر بآلام الظروف ومشاكل الخوف، وتشعر باليأس، وتخاف من المستقبل، وتأتيك العديد من الأفكار السلبية التي لا يمكنك التغلب عليها بمفردك، لتتجنب العالم الخارجي وتنحصر في نفسك دون أن تجد ملاذًا آخر.
تنتبه فجأة لصوت قطرات المطر الملهم الذي يعيد إليك الأمل من جديد، حيث ترتبط بشيء ما في هذا الصوت، وبمجرد أن تنظر من نافذتك، ترى تلك القطرات التي تتشبث بالزجاج، وتحاول بكل قوتها أن تتمسك به، وترفض السقوط.
من الأشياء التي يمكن تعلمها هو أن عجزك ليس له أي مبرر، وأن الحالة التي تعيشها الآن هي مجرد حالة ضعف، فهل لم تجد القوة بداخلك لتكون مثل تلك القطرة المتشبثة؟ خذ منها القوة التي تجعلك تتمسك بمكانتك والصمود الذي يمنعك من الانكسار. ألم تستطع أن تصبح مثل تلك القطرة المتشبثة بزجاج نافذتك؟.
قطرة المطر تبعث الصمود بداخلك
تلك القطرة تدل على وجود الأمل وعدم الاستسلام لليأس في الحياة. على الرغم من ضعفها وعدم قدرتها على الاستمرار في الصمود، فإنها لا ترغب في السقوط أبداً، كأنها تقول “لا تفقد الأمل، لا يزال هناك أمل وفرص جديدة في الحياة، فاستمر في الطموح ولا تدع اليأس يفسد عزيمتك، ولا تختبئ في الزاوية بمفردك، بل اصرخ وعبر عن مشاعرك، ودع الأمور تجري كما تشاء القدر، ولا تستسلم أبداً.
الاستسلام سمة الضعفاء
الاستسلام هو سمة الأضعفاء حقا، هؤلاء الذين فقدوا الشغف، لا أرى فيهم إلا أشخاصا قليلة الإيمان، لا يؤمنون بقول الحق العزيز في كتابه `ولا تيأسوا من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون`، أين أنت من تلك الآية، أين أنت من هذا الرجل الذي حكم عليه بالإعدام من قبل الحجاج؟ سئل عن رغبته قبل إعدامه، فطلب الكثير من الطعام والشراب، فتعجب الحرس منه وقالوا: هل ستبقى على قيد الحياة لبضع دقائق فقط، وتطلب ما هو لذيذ من الطعام والشراب! فكان جوابه بأنه مسك قشة بين أصابعه، ثم فكها فسقطت تلك القشة، فقال: والله في تلك اللحظة التي سقطت بها القشة، قادر الله فيها أن يعيد لنا الأمل من جديد، فمات الحجاج، ولم يعدم الرجل، أرأيت هذا اليقين بالله!.
افتح نافذتك للمطر واتركه يُحيي ما أماته الزمن
يجب عليك، يا صديقي المطر، أن تتفاءل وتعبر عن ابتسامتك بصراحة، ولا تخفيها لأنها يمكن أن تحفز الأمل في الآخرين، فلا يجب عليك اليأس، هناك أشخاص يستطيعون استعادة الأمل بسبب ابتسامتك.
دع الأمل يتسلل إلى داخلك، واترك المطر يحيي فيك تلك الذكريات الجميلة والمشاعر النبيلة. تذكر طفولتك ولعبك الصاخب تحت المطر، وتذكر أول قصة حب وكم مرة دارت المطر دموعك، ثم عاد الله وبعث في داخلك الأمل من جديد. استحضر مع ذلك المتاعب والآلام التي بدت كجبال شاهقة الارتفاع، وسرعان ما نسفها ربك بقدرته الناهضة، واسترجع كل تلك الأحاسيس التي نسيتها مع حلول اليأس. اجعلها تنبعث مرة أخرى لتتحدى يأسك وتتغلب على حزنك، وترى أن لديك من الذكريات ما يكفي لتصنع بها مستقبلًا جديدًا ومشرقًا.
تذكر دائماً كونك إنسان رائع
أنت رائع يا عزيزي، ويجب عليك أن تتذكر ذلك دائمًا. لا تسمح للصدمات التي تواجهها بكسر إرادتك، ولا للفشل بإزالة العزيمة التي بداخلك. تعامل مع الأمور بسلاسة، واستمر في التحدي والصبر والاحتساب. لن تحصل على الرفعة فحسب، بل ستحصل على أجر العزم الذي تبذله أمام الله. لا تنس نفسك وهي تواجه المتاعب، ولا تدع نفسك تصبح ضحية لهذا الضعف. افتح النافذة ودع المطر يدخل، واسمح له بإعادة إشعال الأمل داخلك. أنت تستحق ذلك.
