التعليموظائف و تعليم

موضوع عن الدفاع عن الوطن

الدفاع عن الوطن | موسوعة الشرق الأوسط

الدفاع عن الوطن ليس مجرد عبارات حماسية أو أغاني تشجيعية، بل هو فعل حقيقي. وليس الدفاع عن الوطن مقتصرًا على المحاربين الذين يحمونه ويحافظون على سلامته واستقلاله، بل يشمل الجميع. فالعالم الذي يساهم في اكتشاف ما يدافع عن وطنه، والمدرس الذي ينشر المعرفة في عقول الطلاب يدافع عن وطنه، والطالب الذي يسعى لتحسين مكانة بلده ورفع اسمه عاليا يدافع عن وطنه. لذا، دعونا نتحدث في هذا المقال المقدم من موسوعة عن الدفاع عن الوطن بمفهومه الشامل، فتابعونا.

جدول المحتويات

الدفاع عن الوطن والولاء له

يعد الوطن هو المكان الذي نشأنا وتربينا فيه، والذي أعطانا الكثير من العطاء والفضل، وتوفر لنا الأمن والاستقرار وتلبية جميع احتياجاتنا، لينشئ جيل واعي ومدرك يستطيع التمييز بين ما يفيد بلده وما يضره.

الوطن ليس مجرد مكان جغرافي يعيش فيه الإنسان، بل هو مفهوم أشمل بكثير من ذلك، فهو لا يمكن وصفه بالكلمات، حيث يمثل للإنسان العلاقة الأعمق التي تربطه بالمكان الذي نشأ فيه وتعلقه بالمحبة والانتماء الفطري له، ولا يرتبط بالجانب المادي الذي ينعكس في البيئة التي يعيش فيها فقط.

بغض النظر عن العيوب التي يمكن أن توجد في وطننا، فإننا لا نرغب في تركه، ولا يمكن لنا العيش دون أن نتنفس هواءه، هذه العلاقة التي تسببت في حيرة الجميع، يمكن تلخيصها بكلمتين فقط، وهما “الانتماء والحب.

هناك عدد كبير من الذكريات التي يعيشها الإنسان منذ لحظة ولادته، بما في ذلك الذكريات الحزينة والسعيدة، حيث يتذكر لعبه في تلك البقعة مع الأطفال بعد يوم دراسي شاق، والمستشفى الذي بكى فيه بعد زيارة جدته، والحديقة التي التقى فيها بأول حب في حياته، وغيرها الكثير من الذكريات التي لا يمكن نسيانها أو تركها.

تلك الأمور التي تخفف من صعوبة أي موقف، وتغير نظرة الشخص إلى وطنه، حيث تجعله يشعر بولاء شديد تجاهه، لدرجة أنه لا يحتمل أن يرى من ينتقد وطنه أو يذكره بالسوء، فهو دائمًا في دور الدفاع كما لو أنه يحمي عرضه.

لماذا نقول “كأنه” وهو يدافع فعلًا عن عرضه؟ فالوطن هو شرف الإنسان وكرامته، لذلك فلنحمل الولاء لأوطاننا ونعيش سالمين في هذه الحياة.

الدفاع عن الوطن في الإسلام

قال تعالى في الآية الستين من سورة النساء: `وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ`. ومن هنا نجد أن المولى عز وجل ربط الخروج من الديار أو من الوطن بقتل النفس، كأنه يريد أن يوضح لنا أن هناك بعض الأشخاص الذين يحملون حبًا جمًا لأوطانهم، الأمر الذي يجعل الخروج من الوطن متساويًا مع قتل النفس في القدر.

رسول الله صلى الله عليه وسلم يبرز مدى حبه للوطن وأهميته، حيث عبّر عن ذلك بعدما حاول أهل مكة طرده منها، وقال: `ما أطيَبُكِ مِن بلدٍ، وما أحبُّكِ إلَيَّ ولولا أن قومَكِ أخرَجُونِي مِنكِ ما سكَنتُ غيرَكِ أبداً`.

في الإسلام، الدفاع عن الوطن لا يكون بشعور فردي أو رغبة فردية، وإنما يتم ذلك من خلال الجماعة، فالله دائماً مع الجماعة، وذلك عن طريق اتباع الإخاء، مثلما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المهاجرين والأنصار، لأنه يعتقد بشكل كامل أن القوة في الجماعة، وما دام أفراد الوطن الواحد يتعاونون ويتحابون، فليس هناك ما يشكل خطرًا عليهم على الإطلاق.

حماية الوطن والمحافظة عليه

تتعرض الأوطان للعديد من الاعتداءات والانتهاكات، وعلينا أن نقف كمدافعين متربصين لكل عدو، ولا نسمح له بالإضرار بأمننا واستقرارنا، ولكن لا يمكن تحقيق ذلك بمجرد ترديد الأغاني والأشعار والجمل الحماسية، بل يتطلب الأمر تحركًا فعليًا وجادًا، ونحن نعيش في عصر لا يقتصر فيه الاعتداء على الوطن على الهجمات المسلحة أو الغزو العسكري لدولة أخرى.

يتم الاعتداء على أمن واستقرار الوطن من خلال التآمر والخطط الخبيثة التي تهدف إلى الإضرار به، كما يتم دس الأفكار الضارة التي من شأنها تعطيل مسيرة التقدم والنهوض التي تسعى البلاد إليها. وبالتالي، لا تنفع الشعارات والهتافات، ولكن العمل هو الوسيلة الأفضل التي يمكن من خلالها للإنسان الدفاع عن وطنه وضمان تحقيق التقدم والرفعة للوطن بين الأمم. كما يتعين علينا جميعًا عدم نشر الشائعات، والسماح لها بالزوال مع مرور الوقت، حتى لا يحدث شقاق وفتن في المجتمع.

في النهاية، عليك أن تدرك أن الدفاع عن الوطن واجب قومي وديني، سواءً كان ذلك بحمل السلاح أو بقوة العقل والفكر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى