يتساءل الآباء عادةً عما إذا كانت مشاهدة التلفزيون تسبب في الإصابة بمرض التوحد، وخاصةً إذا كانوا يستخدمون التلفزيون لإلهاء أولادهم حتى يتمكنوا من إنجاز المهام المنزلية أو العملية الخاصة بهم. يشعر الآباء بالقلق بسبب الآثار السلبية التي يمكن أن يتعرض لها الطفل المصاب بمرض التوحد فيما يتعلق بقدرته على التواصل مع الآخرين والاستجابة لهم، ولعدم وجود حل نهائي لهذا المرض حتى الآن. وعلى الرغم من ذلك، فإن جلسات العلاج المكثف تؤدي إلى تحسن كبير في الحالات المصابة بمرض التوحد. يمكن العثور على معلومات أكثر عن هذا المرض وعلاجاته على موقع موسوعة نوفيكم.
أعراض التوحد
يظهر اضطراب التوحد في سلوك الطفل منذ مرحلة الرضاعة وحتى الثالثة من عمره في أغلب الحالات، وتختلف أعراضه من مريض لآخر، ولكن بشكل عام تشمل مجموعة من الأعراض :
- يجب تقليل التواصل مع الآخرين بأقصى حد لدى مرضى التوحد، وفي حال التواصل يجب تجنب الاتصال البصري.
- لا ينصح بملامسة مريض التوحد، حيث يمكن أن يتعرض لنوبات غضب عنيفة.
- يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى اللعب بمفردهم بعيدًا عن الأطفال الآخرين.
- لا يستطيع بدء محادثات مع الآخرين، ولا يمكنه الاستمرار في أي محادثة لفترة طويلة.
- يلاحظ الآخرون أنه يتحدث بطريقة غريبة تختلف عن طريقة التحدث العادية.
- يكره تغيير أي شيء في محيطه بغض النظر عن صغره.
- يعاني من حساسية مفرطة تجاه الضوء والأصوات.
- يميل لتكرار حركات معينة بكثرة كالدوران.
- يجهل الكثير من التعبيرات والمصطلحات اللغوية وكيفية استخدامها.
- عادة ما يكون غير قادر على الاستجابة للنداءات أو الإنذارات مثل أصوات السيارات.
- يميل لعدم مشاركة أغراضه مع الآخرين.
هل مشاهدة التلفاز يسبب التوحد
- لم يتم إثبات وجود ارتباط دقيق بين مشاهدة الأطفال للتلفزيون وإصابتهم بمرض التوحد بشكل مباشر، خاصةً مع وجود نسبة من الأطفال المصابين بالتوحد ولم يتعرضوا للتلفزيون من قبل، وعلى الرغم من ذلك، فإن مشاهدة التلفزيون يمكن أن تسبب للأطفال بعض الأعراض التي تشبه أعراض الأشخاص المصابين بالتوحد.
- يؤدي مشاهدة التلفاز من قبل الطفل، خاصةً قبل سن الثالثة، إلى تشتيت انتباهه وتأثيره على مهارات التحدث لديه، نتيجة لمشاهدته برامج كرتونية تحتوي على كلمات مختلفة تمامًا عن واقع حياته اليومية.
- بالإضافة إلى كثرة العروض الغنائية والموسيقية في برامج الأطفال وسرعتها، والتي تشكل صعوبة كبيرة على عقل الطفل في متابعتها وتخزينها، مما يزيد من ارتباط الطفل بالتلفزيون والتشبث به في محاولة مواكبة ما يتم عرضه عليه.
- بعد فترة قليلة، يقل استجابة الطفل لأي مؤثرات خارجية بعيدا عن الشاشة الصغيرة، وتتلاشى رغبته في اللعب مع الآخرين أو التواصل معهم، بالإضافة إلى تعرضه لنوبات صراخ أو ضحك هستيري مفاجئ وتفاقم الحركة على غير العادة.
- بالإضافة إلى توقف نمو وتطور مهارات التفاعل مع الآخرين، يقوم الطفل بالاستقبال فقط دون إبداء أي رد فعل، وتنمو وتتطور شخصية الطفل من خلال مهارات الإدراك والتفاعل، وعند ملاحظة أي من هذه السلوكيات السابقة يجب عرض الطفل على أخصائي نفسي في أسرع وقت.
- لذلك توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم تعريض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين لمشاهدة التلفزيون بشكل عام، وبالنسبة للأطفال الأكبر سنًا يتوجب عدم تجاوز فترة مشاهدتهم للتلفزيون وما شابهها لأكثر من ساعتين متفرقتين على مدار اليوم.
- يجب على الآباء مراقبة ما يشاهده أطفالهم والتأكد من أنه خالٍ من المشاهد العنيفة ومناسب لعمرهم، وذلك بالاضافة الى الرقابة اللازمة.
خلق الله سبحانه وتعالى فينا حاجة ملحة للآخرين من حولنا، والأطفال هبة من الله سبحانه وتعالى، وينبغي للآباء أن يتحلى بالحذر في كل ما يتعرضون له من مخاطر ويؤدي إلى تدهور حياتهم الاجتماعية في المستقبل، حيث لن يتمكنوا من حمايتهم طوال الوقت.