التعليموظائف و تعليم

موضوع عن التفاؤل

thinkstockphotos 177274199 | موسوعة الشرق الأوسط

لا شيء في الحياة يستطيع أن ينشر الأمل والحيوية في قلوب البشر بعد إرادة الله سبحانه وتعالى أكثر من التفاؤل، وذلك بسبب قدرته الكبيرة على إزالة كافة المشاعر السلبية المحطمة وتبديلها بالعديد من المشاعر الإيجابية التي تمكن الإنسان من تحمل التحديات والصعاب في الحياة، لذلك، سوف نتعرف في الأسطر التالية على معنى التفاؤل وأهميته، وكم يعتبر الشخص المتفائل مهمًا في الإسلام.

جدول المحتويات

مقدمة موضوع عن التفاؤل

الايمان بالخير والتفاؤل هو إشارة على حماس الإنسان الحقيقي لتحسين الأرض على الطريقة التي ترضي الله تعالى، فالشخص المتفائل ينظر إلى كل شيء بأنه خير له، وهذا يحدث بلا شك، لأن التجارب التي يمر بها الإنسان في الحياة تعطيه خبرة جديدة ومعرفة عظيمة تفيده في المستقبل.

أهمية التفاؤل

للتفاؤل أهمية كبيرة في الحياة، فهو ما يمكن وصفه بالتالي:

  • التفاؤل يعزز النفس ويمنحها الطاقة لتجاوز الصعاب والعقبات، وهو مصدر لراحة النفس وثبات القلب، وأساس لتحقيق النجاح.
  • يعتقد الناجحون أنهم قادرون على تحقيق أحلامهم، وطالما أنهم يؤمنون بهذا ويتفائلون، فإنهم قادرون على تحقيق هذه الأحلام.
  • ومن الدلائل على أهمية التفاؤل أن الرغبة في الشفاء تمثل نصف العلاج، فالمريض الذي يريد الشفاء قد قطع نصف الطريق.
  • التفاؤل هو قوة نفسية تساعد الإنسان على تجاوز صعوبات الحياة، والتخلص من القلق والتوتر، وجلب السعادة في أصعب أوقات الحياة.
  • التفاؤل يميز الإنسان عن غيره من الناس، حيث يمنحه الدفعة القوية للتقدم دون النظر إلى الماضي وما يحمله من ألم وأوجاع.
  • يقوم التفاؤل بمحو الخوف والقلق المستمر في نفوس الناس، والذي ينبع من أسباب متعددة، فمنها الخوف من المستقبل ومنها الخوف من الأعداء ومنها الخوف من عدم القدرة على تحقيق الأحلام.
  • يعد التفاؤل من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في الحياة، حيث يساعده على التخلص من جميع المشاعر السلبية والمضي قدمًا نحو النجاح.

التفاؤل في الإسلام

يتم ذكر التفاؤل في العديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، وهذا يدل على أهميته الكبيرة في الدين الإسلامي، وسنذكر لكم هذه الآيات والأحاديث فيما يلي:

التفاؤل بالله

التفاؤل هو إحدى السمات المميزة في الثقافة والمنهج التي يجب أن يسلكها المسلم في حياته، حيث يحثنا الله تعالى على الشعور بالتفاؤل بقوله تعالى:

فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)“.

“سورة الشرح، الآية 5 و 6”.

  • كما كان في الهجرة، قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقف بجوار باب الغار الذي يختبئ فيه كفار مكة:

((كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت آثار المشركين، قلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا، قال: ما ظنك باثنين الله ثالثهما)).

” أبو بكر الصديق، حكمه: صحيح”.

  • قد تم استخدام الآية الكريمة التالية في ذلك الحادث، لتأكيد أهمية التفاؤل والثقة في قدرة الله في الحياة:

إلا تنصروه فقد نصره الله، إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين من الغار، وهما يقولان لصاحبهما: لا تحزن، إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا، والله عزيز حكيم (40).

“سورة التوبة، الآية: 40”.

  • وجاء في القرآن الكريم قصة نبي الله يوسف عليه السلام كأحد أروع قصص التفاؤل، وسماها الله تعالى بأحسن القصص، فبعد المحن التي واجهها أصبح يوسف عليه السلام عزيزًا في مصر.
  • حث الله تعالى على التفاؤل في العديد من الآيات واستخدم الأمثال ليصبر المسلم في مواجهة البلاء وليعلم أن الفرج من الله قريب، ومن هذه الآيات:

يا بني، اذهبوا وتفقدوا يوسف وأخاه، ولا تيأسوا من رحمة الله، فإن الذين ييأسون من رحمة الله هم الكفار.

“سورة يوسف، الآية: 87”.

وجاءوا إليه بدم كاذب على قميصه. قال بل أنتم أنفسكم سولتم لكم أمرا. فاصبروا جميلا والله المستعان على ما تصفون (18).

“سورة يوسف، الآية 18”.

قال: هل أمنتموني عليه كما أمنتموا على أخيه من قبل؟ إن الله هو أفضل الحافظين، وهو الرحمن الرحيم.” (الأعراف الآية: 64).

“سورة يوسف، الآية 64”.

حديث عن التفاؤل

ذكر النبي الكريم العديد من الأحاديث النبوية الشريفة حول التفاؤل، ومنها ما يلي:

لا عدوى ولا طيرة، وأحب الفأل، قالوا يا رسول الله، فما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة.

” أوب هريرة، حكمه: صحيح”.

  • ومن المواقف التي تدل على تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم غير موقف الغار، هو موقفه أثناء حفر الخندق وحصار المسلمين، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الشريف التالي:

عندما طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم منا حفر الخندق، واجهنا صخرة في بعض أجزاء الخندق لم نستطع استخدام الأدوات فيها. فشكونا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء وأخذ الأداة وقال: `بسم الله`، ثم ضربها وكسر ثلثها، وقال: `الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني أرى قصورها الحمراء في هذه اللحظة`. ثم ضرب الضربة الثانية وقطع الثلث الآخر وقال: `الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني أرى قصر المدائن الأبيض من هذا المكان`. ثم ضرب الضربة الثالثة وقال: `بسم الله`، وقطع المتبقي من الصخرة وقال: `الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني أرى أبواب صنعاء من موقعي هذا في هذه اللحظة`.

” البراء بن عازب، حكمه: إسناده حسن”.

  • وقد حدث هذا فعلًا، وكان ذلك درسًا في التفاؤل والثقة بالله في أصعب الأوقات، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي:

“يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : أنا عند ظن عبدي بي، فليظُن بي ما شاء.

” الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة حكمه في الصحيحين دون قوله: فليظن بي ما شاء.

  • كما يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف التالي الذي يعكس التفاؤل والأمل:

لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصًا وتروح بطانًا.

” عمر بن الخطاب، حكمه: صحيح”.

كلام عن التفاؤل والسعادة

ندرج لكم أجمل كلام عن التفاؤل والسعادة في النقاط التالية:

  • دائمًا ما يكون هناك شخص أشقى منك، فابتسم وتفائل.
  • تفاءلوا بالخير تجدوه.
  • التفاؤل هو فن يتم صنعه بواسطة النفوس الواثقة بفرج الله.
  • الحياة بدون حب وتفاؤل لا تعتبر حياة.
  • بدل أن تلعن الظلام أوقد شمعةً.
  • لا يوجد يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.
  • عندما يتحول كل شيء ضدك، يبقى الله معك، لذلك كن مع الله حتى يكون كل شيء معك.
  • الأمل ينظر إلى الحياة كما ينبغي لها أن تكون، والتشاؤم ينظر إليها كما هي.
  • ويقول الشاعر المتنبي:
    • عندما تضيق الأمور علينا وتتعقد، يأتي الفرج بعد العسر.
  • تذكر دائمًا أنه يوجد أشخاص أكثر شقاءً منك، لذا ابق متفائلًا.
  • الشخص المتفائل هو الشخص الناجح في الحياة، أما الشخص المتشائم فهو الشخص الذي ينظر إلى الحياة بحقد.
  • تذكر قول “رب ضرة نافعة” في جميع مواقف الحياة.
  • التفاؤل هو وقود الانتقال إلى الأمام.
  • لا يمكن أن يؤخذ الأمل من المنطق أو من تحديات الحياة، بل يجب أن ينبع من النظرة الإيجابية للحياة المليئة بالمحبة والصبر والتفاؤل.
  • إذا كان هناك حزن في القلب، يُزيله الله “عز وجل”، نحن نثق بذلك.
  • الشخص المتفائل هو الأكثر حكمة في الحياة.
  • الأمل يأتي من الثقة في قدرة الله الذي يستطيع القيام بالمستحيل في الحياة.
  • لا يحتاج الإنسان إلى دعم قوي في الحياة طالما أن لديه الثقة بالله والأمل والتفاؤل في الحياة داخله.
  • امنح كل يوم من حياتك فرصة ليكون أجمل يوم فيها.
  • ينبغي التأكد من عدم وجود حزن دائم أو متاعب مستمرة أو هموم لا تنتهي، وينبغي أن يكون الإنسان متفائلًا ويتمتع بالحياة والفرح والسعادة.
  • تأكد أن السبب الأساسي لتحلي الإنسان بالتفاؤل في الحياة هو الصبر والرضا والثقة بالله سبحانه وتعالى.

خاتمة عن التفاؤل

التفاؤل هو وسيلة الإنسان ليعيش حياة سعيدة لا تتضمن الحزن، وهو من شيم المؤمنين الحقيقيين، كما كان من شيم الأنبياء. لذلك، دعونا نبدأ في الحياة ونتخلص من عدسات التشاؤم وننظر بعيون الأمل

فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)“.

“سورة الشرح، الآية 5 و 6”.

ولن يغلب عسر يسرين.

أسئلة شائعة

ماذا قال الرسول عن الامل؟

قال الرسول الكريم في الأمل في الحياة الحديث التالي:
-“يَهْرَمُ ابنُ آدَمَ وتَشِبُّ منه اثْنَتانِ: يقول أنس بن مالك: `الحرص على المال والحرص على العمر`، وحكمه صحيح.

هل الله يحب المتفائل؟

نعم بالطبع”، فإن الله “سبحانه وتعالى” يحب الشخص المتفائل ويحث على التحلي بالتفاؤل والتوكل عليه في أمور الحياة المختلفة، والدليل على ذلك هو الآية الكريمة التالية):
-“ولله غيب السماوات والأرض، وإليه يرجع الأمر كله، فاعبده وتوكل عليه، وما ربك بغافل عما تعملون (123)“،” سورة هود، الآية: 123″.
والحديث القدسي التالي:
-“يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : يقول الله تعالى في الحديث القدسي: `أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء`. ورواية صحيحة لهذا الحديث من واثلة بن الأسقع الليثي، ولكنها بدون قول الجملة الأخيرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى