قصة عن بر الوالدين
يتحدث هذا المقال عن بر الوالدين، حيث يأمرنا الله -عز وجل- في سورة الإسراء بإحسان التعامل معهما وعدم العقوق، وذلك حتى لو بلغ أحدهما أو كلاهما من الكبر، حيث يجب علينا أن نتحلى بالصبر ونستمر في معاملتهما بكرامة ولطف واحترام. ويتضمن المقال قصة حول شخص بار بوالديه وتأثير ذلك عليه.
قصة عن بر الوالدين
كانت هناك سيدة جميلة تميزت بقوتها البدنية ورشاقتها العقلية وشدة ذكائها، ومساعدتها لزوجها محمد، الرجل الشجاع الذي يحبه الجميع في مجتمعه وفي مكان سكنه بسبب مساعدته للآخرين وحبه للجميع. كان لديهم طفلان اسمهما حسن ونور.
لديهم طفلان مؤدبان اعتادا احترام والديهما والتحدث بلباقة معهم ومع كبار السن. كانوا موهوبين في العلم والفن، وقد جاهد والداهما كثيرًا ليصلوا إلى المرحلة الجامعية ومن ثم التخرج، وهما يعملان في أفضل الأماكن.
بعد وفاة الأب وإصابته ببعض الأمراض المتعددة، بقي الأم وثلاثة أولاد فقط. وكان الولدان يعتنيان بأمهما بالحسنى، حتى قرر الأخوان الزواج من فتاة جميلة تُدعى نادية وتتمتع بموهبة العزف على البيانو بمهارة. وأحبت الأم هذه الفتاة كثيرًا منذ اللحظة الأولى وكانت الفتاة تشعر بالشعور نفسه تجاه الأم.
يتمثل الفتى نور في فتاة تُدعى ليلى، والتي تفوق نادية في الجمال، ولكنها لا تملك سوى الفقر. وتكمن درجة تعليمها في المتوسط، وأخلاقها معتدلة، ولكن يبدو أنها غليظة في التعامل مع والدتها، ولم تحبها كريمة إطلاقًا. ولكن تمت الزيجتان بجرأة، وقرر الجميع العيش مع الأم بدلاً من أن تبقى وحدها.
ضرورة بر الوالدين مهما تغيرت الأحداث
- بعد زواجها، بدأت بعض التغيّرات تطرأ على شخصية نور، فأصبحت أكثر تشددًا وحدةً في التعامل مع والدتها وفي أسلوب حديثها، وأصبح الجميع يشعرون بذلك. يرد على حديثها مرة ويأبى أخرى، ونصحها أخوها الذي كان يشبع والدته بالحنان والعاطفة أكثر من قبل بأن تتعامل مع والدتها بلطف، لكن نور رفضت النصيحة من أي أحد. وكان السبب وراء كل هذا هي زوجتها، حيث أنها تزعم بأنها لا تحب التعامل مع أي سيدة عجوز.
- بالمقابل، كانت نادية صديقة حميمة لكريمة التي كانت تحبها كثيرًا، وكانت تعوضها عن عدم إنجابها فتاة، وحاولت دائمًا حمايتها من المشاكل التي يسببها ليلى، ولكن كانت المشكلة في أنهم يعيشون جميعًا في نفس المنزل.
- في يوم من الأيام، مرضت الأم بشكل شديد وتركوا ابنتها ليلى وحدها في المنزل، ولم تستجب لنداء الأم حتى عاد الباقي للمنزل ووجدوا الأم في حالة سيئة، فذهبوا بها سريعًا إلى المستشفى وعرفوا سبب مرضها الحقيقي. بعدما علم نور بما فعلته زوجته، وبعد أن تحدث مع أخيه عن ضرورة بر الوالدين وقرأ له الكثير من آيات الله الكريمة التي تحث على ذلك، استيقظ نور وعاد إلى المنزل وأخرج ليلى وقطع علاقته بزوجته، وأكد أن وجود الأبوين لا يمكن أن يعوض بأي شكل من الأشكال، كما أن الشيطان يوقع البشر في أخطر الأخطاء ويتسبب في ندمهم على ما فعلوه.
- عادت الحياة مرة أخرى هادئة ومستقرة بعد أن بقي أربعة فقط، واستبدل نور حبه لأمه بالصبر والتسامح، وهذا معروف بأنه لا يمكن لأي أم أن تزعل من أولادها، لذلك سامحته وتحلى الجميع ببرها، وتأثرت حياتهم برضا الله عليهم ودعمه الذي لا يتزعزع في مواجهة الصعاب.