التعليموظائف و تعليم

قصة عن الصدق

قصة عن الصدق | موسوعة الشرق الأوسط

نروي لكم اليوم قصة عن الصدق، لأنه من أهم عناصر الأخلاق والسلوك لدى الإنسان؛ فيجب أن يترسخ في نفوسنا وأن تستند أفعالنا عليه ومبادئه. وإن الصدق يحظى برضا الله سبحانه وتعالى، ويجني الفرد به حسنات وثوابا كبيرا، كما هو مذكور في قوله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضىٰ نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما) صدق الله العظيم.

نظرًا لأن معظم الأطفال يجدون صعوبة في فهم تفسير الآيات القرآنية بسبب صغر سنهم، يمكننا تعليمهم المعنى من خلال سرد القصص لهم، وهذا يساعدهم على فهم المقصود، وأهم شيء في ذلك هو أن الكذب يؤدي دائمًا إلى الهلاك، حتى لو كانت كذبة صغيرة، لأن من يتعود على الكذب، يتعود على الخداع، وهذا ما نشرحه لكم من خلال هذه القصة القصيرة.

قصة عن الصدق

غفلة

يدعى خالد طالباً في الصف الثاني الابتدائي، ويتميز بدرجاته العالية في الامتحانات وتفوقه على زملائه، بالإضافة إلى سلوكه وأخلاقه الحميدة، مما يدل على أن والديه جعلاه ينشأ على أسس صحيحة. في إحدى الحصص، دخل المعلم الفصل وشرح الدرس على السبورة، وكان خالد مشغولاً بتدوين شرح المعلم في كراسه. وعندما ذكر المعلم الواجب الذي يجب أن يحضره الطلاب غداً، قام خالد بوضع كراسه في داخل حقيبته المدرسية.

دافع الكذب

في اليوم التالي، خلال طابور الصباح، علم خالد من زملائه أن المعلم أعطاهم واجبًا، ولكنه نسيه لأنه كان مشغولًا في تدوين الشرح. شعر خالد بالتوتر قليلًا، وعندما صعد إلى الفصل ودخل المعلم، انكمش في نفسه وفكر في ما يجب فعله. بدأ المعلم في فحص الواجبات وتصحيحها للطلاب، وعندما وصل إلى واجب خالد، أخبره بأنه قد حل الواجب، ولكنه نسي كراسه في المنزل، وقبل المعلم اعتذاره، وبدأت الحصة.

كشف الكذبة

في منتصف الحصة، طلب المعلم من خالد شرح درس اليوم لزملائه في الصف. قام خالد بالوقوف أمام الصف وشرح الدرس، وأثناء ذلك، سقطت الكراسة من داخل الكتاب. لاحظ المعلم هذا وأخذ الكراسة ووجد أن الواجب لم يتم الحل. قام المعلم بإهانة خالد أمام زملائه ونفسه، وعاقبه ليس لعدم حل الواجب، ولكن لأنه كذب. بكى خالد عندما فهم أن الكذب يؤدي دائمًا إلى الهلاك وأن الحقيقة ستظهر دائمًا أمام الجميع في النهاية.

نتعلم من هذه القصة

الكذب له وقت قصير، فهو مثل الخيط الذي يمكن لأي شخص قطعه في أي لحظة، لذلك إذا كان خالد صادقًا مع معلمه وأخبره بأنه لم يحل الواجب، فمن الممكن أن يحترم معلمه صراحته ويقبل اعتذاره. والصدق هو إحدى الصفات الأخلاقية الهامة التي تميز المسلم، ولا يتعلق الصدق فقط بالتعامل مع الزملاء والمعلمين، بل يشمل الصدق في التعامل مع الله والوالدين والذات. يتمثل الصدق في القول الحقيقي الكامل دون زيادة أو نقصان، لأن أي تغيير يصدر عنه يعد كذباً. والصدق لا يقتصر على القول فقط، بل يتضمن الأفعال والسلوك والقيم التي يتبعها الإنسان في حياته اليومية، بالإضافة إلى الصدق في المشاعر التي تجعل الإنسان يشعر بالراحة والطمأنينة. وبما أن الصدق يمنع الإنسان من الوقوع في المعاصي، فعلينا تعليم أبنائنا الصدق في القول والأخلاق والمشاعر والسلوك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى