متى يكون بكاء الطفل غير طبيعي
يعد بكاء الأطفال، وخاصة الرضع، أمرًا طبيعيًا وغير مفهوم للأمهات، وقد يسبب حرمانهم من النوم لفترات طويلة، وقد ينجم بكاء الطفل عن سبب محدد في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى قد يكون بدون سبب.
على الرغم من أن بكاء الأطفال حديثي الولادة هو الوسيلة الأولى التي يستخدمونها لجذب الانتباه إليهم، إلا أن هناك علامات تشير إلى أن بكاء الطفل غير طبيعي، وتتضمن هذه العلامات:
البكاء بسبب المغص
- عندما يشعر الطفل بالمغص، يعبر عن شعوره بالبكاء كوسيلة للتعبير عن حالته.
- عندما يرفض الطفل تناول الطعام، يحاول الأهل تحديد ما إذا كان هناك حاجة لتغيير حفاض الطفل.
- يتم تشخيص مغص الرضيع من خلال ملاحظة علامات معينة من الأم، مثل زيادة في شدة بكاء الرضيع وصوله إلى مستوى الصراخ الذي لا يهدأ.
- يظهر لدى الطفل الذي يعاني من المغص أعراض أخرى مثل تقلص عضلات البطن وشدها، بالإضافة إلى ظهور أعراض انتفاخ في بطن الرضيع، وثني وقبض اليدين والساقين والذراعين ناحية البطن، واحمرار الوجه، وابتلاع الطفل الهواء خلال البكاء مما يؤدي إلى خروج غازات منه.
البكاء بسبب الإصابات
- تعتبر الإصابات، وخاصة تلك التي تحدث في الدماغ، من أهم أسباب بكاء الأطفال، حيث يدل هذا البكاء على وجود شيء غير طبيعي.
- عندما يتعرض الطفل للإصابة في المخ، يعاني من أعراض عصبية ونوبات بكاء حادة.
- تظهر على الأطفال المصابين بمتلازمة داون عدة أعراض، بما في ذلك حركات غريبة تشبه رخوة العضلات ونقص في المرونة، بالإضافة إلى مشاكل في الرضاعة سواء كانت طبيعية أو اصطناعية.
- يعاني الطفل في بعض الأحيان من نوبات من التشنجات التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوعي وتصلب الأطراف، وبعد ذلك ينام الطفل نومًا عميقًا لمدة ساعة، وقد يلاحظ المرء تحرك بؤبؤ عينيه إلى الخلف قبل أو بعد النوبة.
سبب بكاء الطفل المفاجئ وهو نائم
تسمى بكاء الأطفال المفاجئ في الليل بـ `الصرخة الليلية`، ويمكن أن يحدث لعدة أسباب، وهي:
- يمكن أن يكون بكاء الطفل المفاجئ خلال نومه سببه الألم الناتج عن الإصابة بأمراض مثل التهاب الأذن والحنجرة والحمى.
- الانزعاج وعدم الراحة من أسباب بكاء الطفل المفاجئ أثناء نومه، وقد يكون سببه تبول الطفل أو تبرزه في حفاضته وحاجته إلى تغييرها.
- يمكن أن يستيقظ الطفل فجأة ويبكي بسبب الشعور بالبرد أو الجوع، أو بسبب حدوث ضوضاء مفاجئة أفزعته، أو بسبب تغيير في روتين نومه، أو بسبب توهج الإضاءة بشكل قوي.
- الطفل يعاني من حالة الرعب الليلي، وهي حالة من اضطراب النوم، حيث يستيقظ الطفل بشكل غير كامل ويصرخ أو يبكي بشكل هستيري، ويمكن أن يصاحب ذلك تسارع في دقات القلب وتعرق، وتعود أسباب تلك الحالة إلى الإصابة بضربة في الرأس أو الإصابة بالحمى، أو الإحساس بالضغوط النفسية والتوتر.
- يعود سبب بكاء الطفل المفاجئ أثناء النوم إلى عدم انتظام النوم وقلة ساعات النوم، مما يؤدي إلى عدم شعور الطفل بالراحة الكافية.
- هناك اختلاف في وجهات نظر الباحثين حول رؤية الرضع للأحلام المزعجة أثناء النوم التي يمكن أن تؤدي إلى فزعهم واستيقاظهم فجأة وبدء البكاء، فالبعض يرون أن الطفل يحتاج إلى ما لا يقل عن عام أو سنتين لتنضج دماغه ويستطيع التعامل مع الأحلام، في حين يرون البعض الآخر أن الأطفال يمكنهم رؤية الأحلام المزعجة أثناء النوم.
- إذا أُصيب الطفل بارتجاع في المريء، فذلك بسبب عدم نضج الصمام الذي يمنع عودة محتويات المعدة إلى المريء.
- قد يبكي الطفل أثناء نومه بسبب شعوره بعدم الراحة جراء تغيير درجة حرارة جسمه بعد النوم.
سبب بكاء الرضيع الهستيري
كما سبق وذُكر، يستخدم الطفل الرضيع البكاء كوسيلة للتعبير عن احتياجاته المختلفة مثل الجوع والانزعاج والحاجة للنظافة وغيرها، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يتعرض الطفل لنوبات بكاء هستيرية، وتكون أسبابها واحدة أو أكثر من بين التالي:
- يقوم الطفل بالعبث بوجهه ويتسبب في خدش منطقة العين، الأمر الذي يجعله يشعر بالألم والانزعاج.
- قد يعاني الرضع من مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك، أو التهاب في الأذن أو الحنجرة، أو الحساسية الغذائية.
- إذا رفض الطفل تناول بعض الأدوية المحددة، فقد يعبر عن هذا الرفض بالبكاء بشكل هستيري.
- شعور الرضيع بمغص شديد في البطن.
- يؤدي شعور الرضيع بالملل والوحدة ونقص الاهتمام إلى شعوره بالخوف الشديد ومن ثم البكاء بكثافة.
- تحدث حالة البكاء العصبي عند الرضع بسبب فرط حساسية الجهاز العصبي تجاه عوامل خارجية.
- شعور الرضيع بالجوع أو بالعطش.
- يمكن أن يكون بكاء الرضع الشديد بسبب الإرهاق والتعب، أو بسبب الألم خلال التبول أو التبرز.
- قد يعاني الرضع من ألم شديد بسبب شعرة ملتفة حول إصبعهم، ويجب إزالتها بحرص.
- يُعد التسنين سببًا للبكاء الهستيري والمستمر لدى الرضع.
- معاناة الرضيع من مشكلة في البلع.
- يتأثر الطفل بشدة بسلوكيات والديه، لذلك فقد يبكي بشكل هستيري إذا شاهد شجارهما أو صراخهما.
- يتسبب إصابة الرضيع بجرح أو خضوعه لعملية جراحية في إحساسه بآلام شديدة.
- يمكن أن يكون انزعاج الرضيع بسبب تلوث حفاضه، أو شعوره بالبرد، أو اضطرابات الهضم مثل الانتفاخ والغازات.
- يعاني الطفل من مشاكل في جهازه العصبي أو المناعي.
- يشعر الطفل بالحرارة الشديدة بسبب ارتدائه الكثير من الملابس، أو بالبرد الشديد بسبب نقصها، أو بالانزعاج بسبب ضيقها.
- قد يرغب الطفل في النوم، ولكنه قد لا يجد الظروف المناسبة للنوم، فينهار ويبكي بشدة.
علاج بكاء الطفل المستمر
يشعر الكثير من الأمهات بالحيرة عندما يبكي أطفالهن الرضع بشكل مستمر أو هستيري، ولكن يمكن اتباع بعض الإرشادات المفيدة التي تساعد على تهدئة الطفل وتخفيف بكائه:
- يجب تغيير حفاض الطفل بانتظام ومراقبة مدى تبوله أو تبرزه بشكل مستمر، وذلك حسب الحاجة.
- إذا كان بكاء الطفل ناجمًا عن التهاب الحفاضات، فينصح بعلاج هذا الالتهاب باستخدام الأدوية الموضعية.
- يجب اختيار الملابس المناسبة للطفل وتوافق حالة الطقس، وينبغي أن تكون مريحة ولا تزعجه أثناء النوم، كما يجب أن تكون خفيفة في الأجواء الحارة وثقيلة في الأجواء الباردة.
- عندما يعاني الطفل من الإمساك أو الانتفاخ أو ارتجاع المريء، يُفضل استخدام الحليب الصناعي المناسب.
- إذا كان السبب في بكاء الطفل هو تسنين الأسنان، فيجب على الوالدين تسكين الألم الذي يشعر به الطفل باستخدام مسكنات الألم أو الجل المسكن للثة.
- لعلاج الغازات التي يعاني منها الطفل بعد الرضاعة وتؤدي إلى بكائه، يجب تحريك الطفل بحمله عموديًا والطبطبة الخفيفة على ظهره حتى يتجشأ.
- إذا كان السبب وراء بكاء الطفل هو الشعور بالنعاس، فينبغي تهيئة الظروف المناسبة التي تساعده على النوم، من خلال وضعه في وضعية مريحة وتخفيف الإضاءة والأصوات المحيطة به.
- الاستجابة بهدوء لبكاء الطفل وحمله والطبطبة عليه برفق، والمشي به في أرجاء الغرفة حتى ينام، هي الخيار الأفضل عند بكاء الطفل.
أسئلة شائعة
هل يمكن ترك الطفل يبكي حتى ينام؟
نعم، أشارت دراسة علمية إلى عدم وجود ضرر على الطفل إذا تركه يبكي حتى ينام دون محاولة لإسكاته، حيث يؤدي ذلك إلى انخفاض مستوى هرمون التوتر (كورتيزول) لديهم، ويساعد الطفل على النوم بمفرده دون مساعدة كلما تقدم في العمر، كما يساعد على تقليل نوبات الغضب لديهم.
هل كثرة البكاء يضر الطفل؟
نعم، قد يؤدي ترك الطفل يبكي لفترات طويلة دون محاولة تهدئته إلى زيادة مستوى هرمون التوتر لديه وارتفاع درجة حرارة جسمه، أو الإصابة بالتقيؤ المستمر نتيجة استمرار بكاءه، سرعة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، أو انخفاض هرمون النمو وشعوره بالأذى النفسي نتيجة تجاهله، ويمكن أن يعاني من فرط الحركة ونقص الانتباه عند الكبر.
المراجع
