التعليموظائف و تعليم

قصة نبي الله نوح

قصة نبي الله نوح | موسوعة الشرق الأوسط

سنروي في هذا المقال قصة نبي الله نوح، عليه السلام، التي تعدُّ واحدةً من أفضل القصص التي تعلمنا قيمًا عظيمةً مثل الصبر والتمسك بحب الله وعبادته وطاعته حتى النهاية. فقد أرسل الله سبحانه وتعالى نوحًا كريمًا ليهدي الناس ويدعوهم إلى التوبة والتقوى، ويذكرهم بأن الله هو المدبر لكل أمر وأن البشر لا يملكون سلطةً على صنع أي شيءٍ في هذه الحياة. وتحكي القصة عن الأحداث التي وقعت في تلك الفترة الزمنية، وعن كيفية قضاء الله على قوم سيدنا نوح بعد طغيانهم وعدم اتباعهم لهدايته، وذلك مع ذكر العبر والدروس التي يمكن أن نستفيدها من هذه القصة الخالدة.

جدول المحتويات

قصة نبي الله نوح

هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ، ويعتبر الحفيد العاشر لسيدنا آدم عليه السلام. ولكن في ترتيب الرسل يحتل المرتبة الثالثة.

يعدونه الأب الثاني للبشر بعد سيدنا آدم، وذلك نسبةً لما حدث في قومه.

قصة سيدنا نوح مختصرة

  • أرسل الله سبحانه وتعالى نبيًا إلى قومه (لم يذكر اسمهم في القرآن)، ليدعوهم إلى التوحيد والابتعاد عن عبادة الأصنام، وكان نبيه صلى الله عليه وسلم يتميز بالصبر؛ حيث دعا شعبه ألف سنة تقريبًا إلا خمسين عامًا.
  • لكنهم فشلوا، فكذبوه وعاندوه، واتهموه بالكذب والجنون، وشككوا في مصداقيته حول النبوة. ولم يستفيدوا من النصح بعد كل تلك الفترة. وآمن قليل من سكان قبيلته به، ولكن الباقين ظلوا متمردين ووصفوا أتباعه بالفقراء والمساكين. وقالوا له: “قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” – سورة الأعراف.
  • بدأ يتوجه بالشكوى إلى الله ،فيقول في سورة نوح (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا).
  • بدأ سيدنا نوح يدعو خالقه ليلاً ونهارًا، ولكن دون جدوى، فأصبحوا يضعون أصابعهم في آذانهم عندما يرون النبي الكريم ويضعون ثيابهم على وجوههم كعلامة لرفض الحديث، ووصل الأمر إلى تهديدهم بالرجم إذا لم يتوقف عن دعوته.
  • وزين لهم الجنة والإيمان بالله فقال لهم ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (12) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا). ولكن لم يبالوا.

بداية انتقام الله تعالى من قوم نوح عليه السلام

أمر الله سبحانه وتعالى نبيه نوح ببناء سفينة، وأخبره أن الله سينزل عقابًا عليهم بطوفان يدمرهم جميعًا. وعلى الرغم من عدم معرفته كيفية صنع السفينة، إلا أنه كان على ثقة بأن الله سيوفقه في ذلك.

وبالفعل استجاب لأمر الخالق، وبدأ يعد السفينة، وكان محط سخرية واستهزاء من قِبل كل من مر عليه من قومه. (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37)وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)_ سورة هود.

مصير قوم سيدنا نوح عليه السلام

أمر الله سيدنا نوح بوضع كل من آمن معه في السفينة، ووضع من كل زوجين اثنين، حتى عندما جاء أمرنا وفيض التنور، قلنا حمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن، ولم يؤمن معه إلا قليل.” – سورة هود.

بدأت السماء بالهطول الغزير للأمطار، وبدأت الينابيع بالخروج من الأرض، وبدأت السفينة في الحركة، وحاول الكفار الباقون اللحاق بأنفسهم إلا أنهم لم يتمكنوا، فكلما ارتفعت المياه، علت السفينة.

نادى نوح عليه السلام ابنه، ولكن لم يستمع له وقال أنه سيحتمي بالجبل. ولكن لا يعلم بأنه لا أحد اليوم ناجي من عقاب الله. ونستشهد بقول الله في سورة هود (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ).

أمر الله بأن تبتلع الأرض ماءها وتقف السماء عن الهطول، وهلك الطغاة جميعًا، واستقرت السفينة وبدأت حياة جديدة للخلق، ولكن لمن يوحدون الله وحده.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى