مما تتكون الحكاية في النص السردي
مما تتكون الحكاية في النص السردي
يتم تحديد السرد في اللغة على أنه تسلسل وترابط الأحداث، وهو يعرض حكاية ويروي تلك الحكاية من خلال أحداث مترابطة وتسمح للقارئ بالتخيل والتفاعل مع القصة، وتتألف الحكاية في النص السردي من عناصر يتم تنظيمها لبناء الحكاية بشكل صحيح، وتتكون عناصر الحكاية من:
- الحدث المحرك: يشير هذا المصطلح إلى الجزء الأول من الحكاية الذي يتم عرضه، ويتضمن عرضًا مختصرًا ومشوقًا لأحداث القصة، مما يجعل القارئ يتعرف على نوع الحكاية التي يقوم بقراءتها ويشعر بالتشويق لمعرفة أحداث القصة.
- العقدة: العقدة هي عنصر أساسي في القصة ولا يمكن الاستغناء عنها، ولا توجد قصة بدون عقدة، إذ تمثل المشكلة الرئيسية التي تدور حولها القصة وتحاول أحداث القصة حلها، بالإضافة إلى أن العقدة تمثل الصراع الأساسي في الحكاية.
- النتيجة: يعد النهاية المكون الأساسي للحكاية، وهو العنصر الذي ينتظره القارئ لمعرفة ما سيحدث في النهاية، حيث يحاول القارئ إنهاء الأحداث والصراعات والمشاكل المطروحة في القصة، ليصل في النهاية إلى النتيجة التي تحتوي على حل المشكلة في كل حدث تم طرحه.
- الحكاية: تُعد القصة المحور الأساسي لتلك القصة بأكملها، فهي الأساس الذي يتم الاعتماد عليه لوضع العناصر فيه، وبعد ذلك يتم سرد الأحداث بشكل مترابط ومتتالي.
خصائص النص السردي
يجب على الكاتب أن يولي اهتماما لخصائص السرد، فالسرد يتمتع بخصائص مميزة تساعد على تمييزه وتطويره، ويعتبر الكاتب جيدا إذا كان قادرا على استخدام تلك الخصائص بدقة لكتابة سرد صحيح، وتتمثل تلك الخصائص في:
- يهتم النص السردي بعناصر الزمان والمكان، لذا يجب على الكاتب أن يرتبط بدقة بزمن ومكان الأحداث، فإذا تحدث عن زمن ماض، فإن تلك الأحداث وقعت في الماضي وفي أماكن قديمة.
- يتعلق بنقل الأفكار التي تدور حولها القصة بشكل جيد ودقيق، وهنا يظهر قدرة الكاتب على سرد النص بشكل صحيح، فكلما كان الكاتب دقيقا وماهرا، كلما كان قادرا على توضيح الأفكار وروايتها بشكل سهل ومشوق.
- يستخدم الكاتب في السرد الخارجي مجموعة من الأحداث الاجتماعية التي يربطها بشكل واضح ودقيق، بالإضافة إلى تفضيل استخدام الأحداث الواقعية على الأحداث الخيالية، لتكون مألوفة للقارئ وتساهم في فهم النص بشكل أفضل.
- يجب على الكاتب الابتعاد عن المعاني المعقدة واستخدام المعاني البسيطة التي يمكن للقارئ فهمها بسهولة، ويجب على القارئ الابتعاد عن الأفكار المعقدة أو الشائعة، والاعتماد على البساطة في السرد.
- تعتمد الحكاية على تحفيز خيال القارئ، حيث تقوم بمهمة تحفيز الخيال لدى القارئ وتنشيطه، مما يتيح للقارئ أن يتخيل الأحداث والمشاكل والصراعات التي تحدث كأنها تجري أمامه في الواقع.
- يجب الاهتمام بالأساليب الجمالية التي تساعد على تحسين النص، بالإضافة إلى كتابة النص بشكل مميز وغير تقليدي، وتجنب الأخطاء البلاغية أو النحوية في النص.
- يتحكم الكاتب في سرعة قراءة القارئ لأحداث النص من خلال استخدام بعض الأدوات، مثل طول الجمل وعلامات الترقيم وتكرار الكلمات وأنماط أخرى، التي تؤثر في شكل قراءة القارئ.
- يتم استخدام ضمائر مختلفة عن ضمير المتكلم في رواية القصة، لأنه يتم سرد الأحداث من خارج القصة وتقديم شخصيات مختلفة بأسماء مختلفة، ويمكن الإشارة إلى تلك الشخصيات باستخدام الضمائر “هو، هي، هم.
- يجب على الكاتب أن يسيطر على عقل القارئ، وأن يجعل الصراعات والأحداث التي تحدث في القصة تنشأ في عقل القارئ لتشجعه على المشاركة في الأحداث المتكونة في القصة.
- تختلف أشكال الحكايات التي يقوم الكاتب بعرضها، وتعتمد الأحداث المترابطة على نوع الحكاية التي قد تكون نثرية أو شعرية، وتختلف الأحداث حيث يمكن أن تكون حقيقية ومتوارثة، أو أحداث وهمية.
- تختلف أغراض القصة التي يكتبها الكاتب، حيث يمكن أن تكون للتسلية أو التعليم أو نقل حكمة ما للمستمع أو القارئ.
عناصر الحكاية
تتكون الحكاية من عدة عناصر مترابطة تساعد على توصيل الفكرة أو المشكلة أو الغرض من الحكاية بشكل سهل وبسيط، وتتضمن العناصر الرئيسية للحكاية:
البطل
يُعَدُّ هذا العنصر أحد العناصر الأساسية في الحكاية؛ إذ يُعَدُّ محركًا رئيسيًّا للأحداث، وترتبط جميع أحداث الحكاية بمصير البطل وبكل ما يحدث له في الحكاية.
- يشير مصطلح البطل إلى الشخصية التي تواجه المشاكل والتحديات في القصة، وتتابع الأحداث بشكل متتالٍ، وفي النهاية هو الذي يحل تلك المشاكل والتحديات ويصل إلى النتيجة النهائية للقصة.
- ويتمثل دور البطل في الحكاية في إيجاد العديد من الحلول غير المألوفة للقارئ لحل المشاكل وتجاوز الصعوبات التي يواجهها وتحقيق الأهداف في النهاية وتحقيق الأحلام وتجاوز كل الأشرار والمواقف السيئة.
الزمان
من العناصر الأساسية في القصة التي يجب على الكاتب الاهتمام بها، والتي تعتبر معروفة ومألوفة لدى القارئ، هي بداية الحكايات والروايات بجملة “كان يا ما كان في قديم الزمان.
- فيما يتعلق بتفسير الحكايات، يرتبط في عقل القارئ أنه تمت أحداث تلك الحكاية في وقت ما، ولكن يظل الزمان غامضًا في كثير من الأحيان، ولكن هناك بعض الحكايات التي يتم فيها تحديد الزمان الذي وقعت فيه أحداث تلك الحكاية، على سبيل المثال يذكر الكاتب عهد الملك فلان أو بداية القرن لتحديد التاريخ وما إلى ذلك.
- في بعض الأحيان، يمكن للقارئ تحديد زمن حدوث الأحداث المذكورة في الحكاية، بناءً على بعض العادات والمعايير التي ظهرت في الحكاية، والتي كانت موجودة في بعض العصور. على سبيل المثال، عندما يتم ذكر الجواري في الحكاية، أو احتلال دولة معينة لدولة أخرى، أو ذكر حدث تاريخي، فإن هذه الأشياء تشير إلى زمن حدوث الأحداث المذكورة في الحكاية.
- ومع ذلك، فإنه ليس دائمًا ممكنًا تحديد الزمن والمكان بدقة لبعض الأحداث بسبب عدد العلامات التي ورثتها الأجيال المتعاقبة، بالإضافة إلى تحريف بعض الأحاديث عبر الزمن، ولذلك فإن هذه العلامات لا يمكن أن تكون دقيقة في تحديد الزمان والمكان.
المكان
يولي الكاتب اهتمامًا بعنصر المكان في الحكاية، لأنه يؤثر على خيال القارئ وترابط الأحداث، والأماكن التي يتعرف عليها القارئ هي التي تساعده على فهم حركة البطل.
- بالإضافة إلى دور المكان في إبراز بعض الأحداث الرئيسية، والتي تلفت انتباه القارئ بشدة وتساعد على التركيز وتخيل الأحداث وتوقع تطورها.
- يظهر الحكاية العديد من التفاعلات الهامة المتعلقة بالبطل، والتي يذكرها الكاتب في الأماكن التي يحدث فيها التفاعل بين القارئ والبطل. وهناك بعض الحكايات التي تبدأ بسرد النص دون التركيز على مكان الحدث في البداية، ثم يتم ذكر المواقع والانتقال من مكان إلى آخر واجتماع الشخصيات في أماكن محددة يحددها الكاتب.