الأرشيفالمراجع

قصة طريق الكويت القديم

قصة طريق الكويت القديم | موسوعة الشرق الأوسط

تحكي قصة طريق الكويت القديمة قصة مثيرة ومرعبة، ويكمن الجزء الأكبر من إثارتها في واقعيتها، فهي ليست مجرد خيال كاتب أو تهيؤات مؤلف، بل هي سرد حقيقي لأحداث حدثت بالفعل. فالواقع يمكن أن يصدمنا بدهشة أكبر من الخيال، والأحداث التي تثير الاستبعاد والاستنكار.

تعتبر قصص الرعب شائعة ومحبوبة من قبل الكبار أكثر من الصغار، وعلى الرغم من أن الأطفال يشعرون بالخوف منها ، فإن هذا لا يمنعهم من الطلب من الجدات والإلحاح على الأمهات لسردها والانغماس في تفاصيلها حتى لو تسبب ذلك في ليلة مليئة بالكوابيس والرعب. وأنا كنت واحداً من هؤلاء الأطفال، ولا يزال الشغف يأخذني لمتابعة أفلام الرعب وقراءة قصص الإثارة والتشويق. لذا، اطفئوا الأنوار واحتفظوا بالأنفاس واحضروا كوباً من الحليب الدافئ، وتعالوا معنا لنتعرف على قصة طريق الكويت القديمة من خلال الموسوعة.

قصة طريق الكويت القديم

هذه رواية حقيقية مروية من شخص شهد الأحداث ويحكيها بنفسه، تعالوا معنا لنتعرف عليها ونستمتع بأحداثها سويًا

على الرغم من بلوغي الخامسة والأربعين من العمر، وعلى الرغم من أنني لم أكمل عامي السادس بعد في ذلك الوقت، فإنني لا زلت أتذكر تفاصيل ذلك اليوم بوضوح، ولا أعرف ما إذا كان السبب في ذلك يعود إلى اختلاف الأحداث التي شهدتها في رحلتي تلك عن باقي الأحداث التي مرت في حياتي، أو إلى الرعب الذي تعرضت له في تلك الرحلة والذي يصعب نسيانه، أو إلى غرابة الأحداث التي جعلتها تحفر في ذاكرتي الباطنية بتأثير قوي، وعلى أي حال، فإنني كنت طفلاً في السادسة من عمري، مثل كل الأطفال، أحببت الرحلات وسماع القصص، وكنت سعيدًا جدًا برفقة جدتي في زياراتها التي كانت دائمًا ما تتميز بالدلال والرعاية الخاصة، وكوني أصغر أحفاد العائلة والأكثر مطيعًا لها، فقد كنت حفيدها المفضل.

زيارة لبيت الخال

كانت جدتي تقوم بزيارة أخي والدي، وهو خالي، بشكل منتظم كل عدة أشهر، وكانت تأخذ معها هدايا لأخيها وزوجته وأطفالهم. كان منزل الخال في منطقة الفحاحيل في الكويت. وفي إحدى الزيارات، قررت جدتي أن تأخذني معها فقط، ولو كنت أعلم ما يحدث لي، لما ذهبت في تلك الزيارة، أو لتظاهرت بالمرض.

خلال الرحلة، كانت جدتي توجه لي بالنصائح والتحذيرات التي كنت أشعر بالملل منها، وكانت هذه النصائح في الواقع تعتبر أسسًا للتربية الحسنة وقواعد الاحترام بين الصغار والكبار، وكنت أسألها عن بيت الخال وكانت تصفه لي بمظهر رائع، مما زاد من الرهبة التي شعرت بها عندما وصلنا إلى حديقة المنزل الذي يبلغ حجمه حوالي ألف متر، ورغم أنه كان أكبر بثلاثة أضعاف من حجمي، إلا أنني شعرت أنه أكبر بكثير.

كان المنزل مكونًا من ثلاثة طوابق، والطابق الأعلى به غرفة واحدة تطل على سطح المنزل، ولا يتم فتحها إلا للضيوف. وأثناء صعودي مع جدّي (كما كنت أسميه) وجدتي إلى غرفتنا بعد تناول العشاء مع أسرته، شاهدت ثمار الليمون المعلّقة على الأشجار في ظلمة الليل، فتخيلتها كأنها أعين شيطان يتربص بي ويستعد لابتلاعي. وقبل دخولي غرفتي، رأيت جدتي تتحدث مع زوجة أخيها بالتحية في الخارج، وسمعت صوتًا شديدًا فسألت ابن خالي عن مصدره، فأخبرني أنهم أهل الأرض. وكانت هذه الإجابة كافية لتحويل ليلتي إلى جحيم.

الليلة المرعبة

عندما لامست سادة رأسها، سقطت جدتي في نوم عميق. كانت متعبة جراء السفر طوال اليوم، ورغم تعبي أنا أيضًا، إلا أن كلمات ابن عمي لم تغادر أذهاني. كنت أعرف أن “أهل الأرض” هم الجن، وارتبط اسم الجن باللعب بالنسبة لي، ولكني لم أشاهد أي جن قبل ذلك الوقت. ويبدو أن تلك الليلة ستكون المرة الأولى التي أشاهد فيها جنًا. سمعت طرقًا على الباب فأيقظت جدتي سريعًا، ولحسن الحظ استيقظت في الحال وسألتني ماذا أريد. خفضت صوتي وهمست لها في أذنها بأن هناك شخصًا يطرق على الباب. صمتت جدتي للتأكد من كلامي، وفجأة سمعنا الطرق مرة أخرى. ارتجفت جدتي واحتضنتني بقوة وبدأت تتجه نحو الباب لفتحه. فتحت الباب فجأة ولكن لم نجد أحدًا.

أهل الأرض

دخلت جدتي الغرفة واحتضنتني بقوة في صدرها، وفجأة بدأ السرير يتأرجح بنا بقوة كزلزال قوته 7 على مقياس ريختر، وأنا بصوت عالٍ وأحاول الامساك بأي شيء، وقلت لها إنهم أهل الأرض، يا جدتي. وبعد ذلك بدأت جدتي في تلاوة المعوذتين وآية الكرسي، وبسبب ذلك تهدأت الأمور ولم نسمع أو نرى أي شيء حتى نمنا حتى الصباح. وفي الصباح، حكت جدتي لخالتي عن ما حدث، وقالت إنهم يتعرضون للعديد من المضايقات، ولكنهم اعتادوا على ذلك، وأن سكان الأرض يمكنهم تحمل المضايقات بشكل كبير دون إيذاء أي شخص.

ذات مرة كنت أستعد لأداء صلاة الفجر، فوجدت شخصًا يقف على باب منزلي، فسألته عن هويته، فأخبرني أنه ساكن في الأرض تحت منزلي، وسألني إلى أين أنا ذاهب، فأخبرته بأنني ذاهب لصلاة الفجر، فقال لي: “سأذهب معك، فأنا أيضًا مسلم”، ومنذ ذلك الحين لم أر أيًا منهم، ولكني أسمع أصواتهم.

مواجهة مع الجن

في الليلة التالية، عندما دخلت غرفة النوم الخاصة بي وجدت أن جدتي توقفت لفترة وجيزة لسماع دقات على الباب، ومن ثم ذهبت إلى النافذة التي تطل على السطح وفتحت الستار، ووجدت شبحًا طويلًا وأسود اللون وكبيرًا يقف في نهاية السطح. صرخت جدتي وطلبت منه أن يبتعد، وأنا كنت أرتعد من الخوف وأشعر بالرعب. بعد ذلك، بدأت جدتي بقراءة القرآن، وأخبرتني بأن الشبح لن يعود مرة أخرى. في الصباح، قررت العودة إلى منزلي على الرغم من وعود الخال والجدة بعدم حدوث ذلك مرة أخرى وبالرغم من الإغراءات التي عرضوها علي بالنزهات

لا يزال الناس يتداولون قصص ذلك المنزل في ليالي الشتاء، على الرغم من مرور أكثر من 40 عامًا بعد أن قام الخال ببيعه، وقد تم الكشف عن أن الشائعات في المدينة تفيد بوجود معبد للجن تحت الأرض في ذلك المنطقة.

أتمنى لكم نومًا هادئًا وأحلامًا سعيدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى