تعرف على معنى كلمة “سديم” في اللغة العربية والمعاجم، ومعناها فيما يتعلق بالفضاء والفلك، فقد قال الله تعالى: “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”، فالكون مليء بالأسرار التي يكتشفها العلماء باستمرار، والتي تُظهر لنا عظمة الخالق وحجم الكون الذي يتمدد باستمرار، ويتم الكشف عن اكتشافات جديدة في عالم الفضاء كل يوم، والتي يتم تأكيدها من قِبَل الله تعالى، ويتضمن هذا المقال ملخصًا للسديم من الموسوعة.
معنى سديم
معنى سديم في لسان العرب
لفظة سديم تأتي من الجذر اللغوي (س د م)، والسديم هو: الضباب الرقيق يشير إلى الضباب الخفيف، ويشير السديم إلى التجمعات السديمية بضم السين.
يُطلق على الأجرام السماوية اسم `سديم` لأن السديم يتكون من أبخرة وغازات حارة مضيئة، ويظهر في الفضاء على شكل جرم سماوي.
سديم الفضاء
تظهر السدم في الفضاء بأشكال غير منتظمة، وتتكون من غازات الهيليوم والهيدروجين بالإضافة إلى نسبة من الغبار الكوني.
تتميز السدم بأنها أشكال غير متماسكة ومتحركة، حيث تتباعد جزيئاتها بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة الفجوات بينها.
يمكن رؤية السديم بوضوح في الفضاء ليلاً عبر المناظير التي تستخدم لرؤية الأجسام البعيدة.
تتواجد السدم بكثرة في كل من كوكبة الصياد وكوكبة الجبار، بالإضافة إلى وجودها بشكل واسع في الفضاء، وتتميز بكونها ضخمة الحجم، مما جعل العلماء يصفونها بأنها عناقيد نجمية حتى تم اكتشاف أنها في الواقع تجمعات من الغاز بعد دراسة طيفها والعثور على دلائل على ذلك.
تمكّن علماء الفلك في وكالة ناسا الفضائية من دراسة هذه التجمعات الغازية من خلال استكشاف الوسط الموجود بين نجوم مجرة درب التبانة.
أنواع السدم الفضائية
يتميز الفضاء بالتنوع، ويشمل هذا التنوع السدم، والذي ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:
السديم الانعكاسي
يُسمى هذا السديم “السديم العاكس”، وهو السديم الذي يعكس الضوء الساقط عليه من نجم قريب، أو من مجموعة قريبة من النجوم؛ فيقوم السديم بعكس الضوء في المناطق التي تكون كثيفة بالغبار.
تظهر السُدم العاكسة دائمًا باللون الأزرق، وذلك بسبب احتوائها على كمية كبيرة من غاز الكربون.
السديم الإصداري
تُعرف أيضًا باسم “السديم الإشعاعي” أو “السديم الانبعاثي”، وعادةً ما تكون السُدم الإشعاعية ساطعة ومضيئة، وذلك نتيجة لتجمع بروتونات الذرات مع الإلكترونات لتكوين جزيئات غاز الهيدروجين، وهذا الاتحاد يولد طاقة تعطي اللون الأحمر في جميع أجزاء السديم.
السديم الكوكبي
يتميز السديم الكوكبي بشكل صغير يشبه الكواكب، وهو نوع من السدم الإصدارية التي تظهر في نهاية عمر النجم ذو الكتلة الضئيلة، حيث يبقى جزء صغير من هذا النجم يسمى `القزم الأبيض`، ويتكون السديم الكوكبي من الغبار والبلازما.
أشهر السدم الكونية
سديم الجبار
سديم الجبار يندرج تحت نوع السدم الإصدارية أو الانبعاثية أو الإشعاعية، وهو أشهر السدم السماوية. ويسمى بسديم الجبار، أو مسييه 42، أو إنسيس، أو السديم الأعظم، ويقع هذا السديم في مجرتنا درب التبانة، ويمكن رؤيته بالعين المجردة من الأرض، حيث يعد أقرب السدم إلى الأرض، وأقرب منطقة توليد النجوم للأرض.
تحتوي مجموعة النجوم الثلاثة التي تمر في منتصف كوكبة الجبار (سيف الجبار) على مضمار جذاب للرصد.
سديم النسر
يطلق عليه أيضًا “مسييه 16″، ويقع في كوكبة “الحية”، ويتميز بشكل يشبه النسر بسبب تكوينه، ويحتوي على تجمعات من الغبار والغاز، ونشأ هذا السديم من إحدى السدم الإصدارية، ويحتوي على أبراج الخلق في مركزه حيث يتكون النجوم، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من النجوم وأعمدة غبارية عالية، وينتمي في الأساس إلى عناقيد نجمية مفتوحة.
تعرض هذه المقالة نبذة مُختصرة عن السُدُم، وأنواعها، وأشهر السُدم المعروفة في عالم الفضاء والفلك، الذي يمتلئ بالأسرار والعجائب، من موسوعة إليكم.
