يتم شرح مراحل تطور الطفل في الجلوس، حيث يعد الحصول على طفل جديد في العائلة من أكثر الأشياء التي تسعد الأسرة، وعندما يتم الإعلان عن الحمل، تبدأ الأم بمراقبة التغييرات التي يحدثها الجنين في رحمها، وبعد الولادة تستمر في مراقبة نمو الطفل، وتسأل دائمًا عن متى يبدأ بالكلام، ومتى يبدأ بالتسنين، ومتى يتمكن من الوقوف والحركة بمفرده
تعد مرحلة الزحف والجلوس والوقوف من أهم التغييرات التي تحدث في نمو الطفل خلال أول أشهر عمره، وسوف نقدم لكِ اليوم، عزيزتي الأم، تفاصيل عن مراحل تطور جلوس طفلكِ بالتفصيل على موقع موسوعة.
مراحل تطور الطفل الجلوس
متي يبدا الطفل بالجلوس والحبو
يبدأ الطفل في تعلم الجلوس بمفرده دون مساعدة الأم، وفي نفس الوقت يمكنه اكتساب مهارة التدحرج والتقلب من جوانبه إلى الآخر ورفع رأسه بمفرده، وتتطور عضلات الرأس والرقبة والكتفين التي تساعد الطفل على تنفيذ هذه المهارات منذ اليوم الأول لولادته، وتصبح قوية بما يكفي للجلوس بين الشهر الرابع والشهر السابع من عمره.
عادةً ما يبدأ الطفل بالجلوس بمفرده من دون مساعدة الأم في بداية الشهر الثامن من عمره، وعادةً ما يستطيع جميع الأطفال الجلوس بمفردهم تمامًا في الشهر التاسع من عمرهم.
من الممكن أن تساعد الأم طفلها على الجلوس مستندًا إذا كان ذلك ملائماً منذ اليوم الأول، ولكن يجب عليها معرفة أن الطفل لن يستطيع الجلوس بمفرده قبل أن يتحكم برأسه بشكل كامل، لأن السيطرة على الرأس هي بداية القدرة على الجلوس لدى الطفل.
وتتطور مراحل جلوس الطفل تبعاً لشهور عمره على النحو التالي:
بداية من الشهر الثالث إلى الشهر الرابع
عندما يصل الطفل إلى الشهر الثالث أو الرابع، تصبح عضلات رأسه ورقبته أقوى، ويحاول رفع رأسه قليلاً أثناء النوم، ومن ثم يستطيع الاستلقاء على بطنه ورفع جسده قليلاً عن الأرض، ويحاول رفع صدره باستخدام ذراعيه الصغيرين كأنه يمارس بعض التمارين الرياضية البسيطة.
بداية من الشهر الخامس إلى الشهر السادس
مع بداية الشهر الخامس، يتمكن طفلك من اتخاذ وضعية الجلوس بمساعدة أحد الوالدين، ويمكنه رفع رأسه حتى يصبح ظهره مستقيمًا، وربما يتمكن بعض الأطفال من الجلوس لفترة قصيرة من دون مساعدة، وسرعان ما يتقن الجلوس بمفرده ويحافظ على توازنه باستخدام ذراعيه دون مساعدة.
ومع ذلك، تحتاج الأم في هذه المرحلة إلى مراقبة طفلها باستمرار وعدم تركه لوحده حتى تتمكن من تقديم المساعدة عندما يحتاج إليها، ومن الممكن أيضًا وضع وسائد ناعمة حول موضع جلوس الطفل لتجنب الألم والحفاظ على سلامته.
بداية من الشهر السابع إلى الشهر الثامن
يمكن للطفل البدء في الجلوس بمفرده دون أي وسائل حماية أو مساعدة من والديه بدءًا من الشهر السابع وحتى الشهر الثامن، ويتعلم ظهره الاستقامة أثناء الجلوس ويجلس مستقيمًا دون الحصول على مساعدة، كما يتوقف عن الاعتماد على يديه للأستناد أثناء الجلوس لأنه يستخدمها في استكشاف ما حوله من أشياء.
أثناء جلوس الطفل، سيحاول الالتفات إلى المناطق المحيطة به محاولاً جذب انتباه من حوله، ويستطيع في هذا الوقت الانتقال من وضع الاستلقاء على بطنه إلى الجلوس مستقيم الظهر بسهولة باستخدام يديه لدفع جسمه لأعلى.
مرحلة الحبو أو الزحف لدى الطفل
بعدما يصل طفلك إلى الشهر التاسع، ويصبح قادراً على الجلوس بشكل مستقيم دون مساعدة ويتعلم كيفية الاستدارة، سيبدأ في محاولة التحرك والانتقال لاستكشاف العالم الصغير من حوله، وبهذا يدخل في مرحلة الزحف أو الحبو.
بعد مرور عام كامل على حياة طفلك، ستجدين أنه قد تعلم تماماً كيفية تحريك جسمه والزحف إلى الأمام والخلف باستخدام أربعة أطراف، وقد يبدأ بعض الأطفال في مرحلة الحبو في الشهر السادس أو السابع، ولكن الأمر الطبيعي هو أن يبدأ الطفل في هذه المرحلة بعد الشهر العاشر وحتى عامه الأول.
عندما يصل طفلك إلى مرحلة الزحف، يجب عليك أن تدرك تمامًا أنه لن يتوقف عن استكشاف العالم من حوله، لذا يتعين عليك إزالة أي شيء أو غرض قد يشكل خطرًا عليه، مثل الأدوات الحادة أو الصلبة أو الأشياء الساخنة التي يمكن أن تؤذيه.
اضرار جلوس الطفل مبكرا
تعمل بعض الأمهات على مساعدة أطفالهن على الجلوس بشكل كامل والاعتماد على أنفسهم بدءًا من الشهر الثاني، وهذا يمثل وقتًا مبكرًا جدًا لهذه العملية التطورية في نمو الطفل، حيث يمكن أن يتسبب جلوس الطفل في وقت مبكر في بعض الأضرار الصحية والجسدية الخطيرة ومنها:
حدوث انحناء دائم بالظهر
- عند ولادة الطفل في الأيام الأولى، يميل ظهره الصغير قليلاً إلى الانحناء، نظرًا لأنه لم يتمكن بعد من تمام تطوير العضلات التي تساعده على الجلوس بشكل مستقيم ومريح، ولذلك، إذا عملت الأم على مساعدة طفلها على الجلوس بشكل تام ولفترات طويلة في بداية عمره، فقد يتسبب ذلك في انحناء دائم لظهره.
ضعف بالغ في فقرات الظهر
- يولد الطفل بجسد ضعيف لا يتحمل القدرة على الجلوس واتخاذ وضعٍ متزن، خاصة في الشهور الأربعة الأولى من عمره. لذلك، فإن جلوس الطفل بشكلٍ مبكرٍ عن هذا الوقت، سيضعف فقرات ظهره الصغيرة التي سيتزايد ضعفها بتطور شهور عمره، مما قد يجعل ضعف فقرات الظهر أمرًا يلازمه طوال حياته. لذا، يجب على الأم عدم إجبار طفلها على الجلوس بمفرده، إذا لم يجد منه مبادرات للقيام بذلك من نفسه.
تشوهات في العظام
أظهرت بعض الدراسات الألمانية الحديثة أن جلوس الطفل بشكل مبكر قد يؤدي إلى انحناء وتشوه في عظام جسمه، نظرًا لأن عظام الطفل لا تزال هشة ولينة في الأشهر الأولى من عمره، ولا يستطيع الحفاظ على توازن جسده بمفرده نظرًا لعدم اكتسابه مبادئ الاتزان الجسدي التي تحافظ على توازنه وتحميه من السقوط.
الموت المفاجئ للأطفال الرُضع
أثبتت بعض الدراسات الطبية أن هناك ثلاثة من كل مائة رضيع يتعرضون للموت المفاجئ بسبب تراجع نسبة الأكسجين في دمهم، نتيجة جلوسهم لفترات طويلة من اليوم وعدم تمكين الأكسجين من الانتشار في أجسامهم، لذا ينبغي عدم الإسراع في جلوس الرضع أو إطعامهم خلال فترات الجلوس لتجنب الإصابة بالموت المفاجئ، وهو ما يترتب عليه العواقب الخطيرة.