التعليموظائف و تعليم

قصص واقعية مؤثرة

قصص واقعية | موسوعة الشرق الأوسط

يقدم هذا المقال مجموعة مميزة من القصص الواقعية التي تحمل العديد من الحكم والعبر، وتمثل تلك القصص نافذةً إلى العالم الخارجي الذي يمكن من خلالها للقارئ استكشاف العالم المحيط به، وخاصةً للأطفال، فضلًا عن كونها وسيلةً من وسائل الترفيه والتسلية.

تعني القصة في مفهومها عملية سرد لحكاية قديمة أو حديثة، سواء كانت من وحي الخيال أو مستمدة من الواقع. كما تعني القصة أيضًا تسجيل تفاصيل حدث ما في فترة محددة من الزمن، سواء كان حدثًا واحدًا أو مجموعة من الأحداث التي يكتبها الأديب بطريقة منهجية. وتعد القصص الواقعية نتيجة لتجارب الآخرين، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ويستفيد القارئ منها بالدروس المستفادة منها. وفي هذه الموسوعة، سنسرد أبرز هذه القصص.

قصص واقعية

قصة المزارع والفراشة

في يوم من الأيام، كان مزارع متجهًا إلى حقله كعادته لزراعة المحاصيل، ولكنه لاحظ وجود فراشة تحاول الخروج من شرنقتها، وأذهله لونها الزاهي. وكانت الفراشة محاصرة في ثقب صغير، فقرر المزارع متابعتها لفترة طويلة، حيث بقيت الفراشة في نفس المكان لعدة ساعات. وفجأة، توقفت الفراشة عن الحركة، مما جعل المزارع يعتقد أن جميع محاولاتها للخروج باءت بالفشل. فشعر بالحزن على الفراشة وقرر مساعدتها للخروج.

قام المزارع بجلب مقص صغير من منزله وبدأ في قص الشرنقة التي تعيق الفراشة من الخروج منها، ولكن النتيجة كانت عكسية لما كان يتوقعه المزارع، فأصبحت الفراشة غير قادرة على الطيران بسبب ضعف جسمها وذبول أجنحتها.

تعلم العبرة من هذه القصة أن بعض الناس قد لا يدركون حكمة الله في الأمور الكثيرة، وأن بعض الخدمات التي نقدمها لبعضنا البعض قد تكون سبباً في إحداث الأذى بدلاً من المنفعة، فالحكمة وراء وجود الفراشة محبوسة داخل شرنقتها هو التحضير الجيد للطيران من خلال تغذية أجنحتها بالسوائل التي تفرزها جسمها.

قصة أوراق الشجرة

في يومٍ ما، كانت هناك فتاة تعاني من مرض مزمن في معدتها يسبب لها ألمًا شديدًا مما جعلها تبقى طوال اليوم في الفراش، وفي ذلك الوقت من العام كان فصل الخريف. وعندما استيقظت الفتاة من نومها، وجدت والدتها تعطيها الدواء، وعندما انتهت، سألتها عن عدد الأوراق المتساقطة من الشجرة التي تقع أمام المنزل، وتعجبت الأم من هذا السؤال وسألتها عن سببه؛ فأجابتها الابنة بأن عدد الأوراق المتساقطة يمثل عدد الأيام المتبقية لها في هذه الحياة.

شعرت الأم بحزن شديد عندما سمعت هذا الرد، وحاولت تخفيف ما تشعر به ابنتها ونصحتها بعدم التفكير بطريقة سلبية وأن تستمتع بكل لحظة في حياتها. ومع مرور الأيام، تساقطت جميع أوراق الشجرة باستثناء ورقة واحدة، وكانت الفتاة تراقب تلك الورقة الأخيرة من شرفة غرفتها، ولكن الورقة استمرت في التمسك بالغصن ولم تتساقط.

بقيت الورقة على الشجرة حتى بعد فصل الخريف، وفي تلك الفترة بدأت الفتاة تتعافى تدريجياً من مرضها حتى شُفيت تماماً، وأول ما فكرت به عندما خرجت من منزلها كان الذهاب إلى الشجرة التي كانت تراقب أوراقها، وعندما وصلت ولمست الورقة التي لم تسقط، اكتشفت أن الورقة غير حقيقية ومجرد ورقة بلاستيكية.

أدركت الفتاة أن والدتها هي التي وضعت هذه الورقة على الشجرة لتشعل في داخلها الأمل من جديد، فالدرس الذي يمكن استخلاصه من هذه القصة هو عدم الاستسلام واليأس، والثقة في الله والتفاؤل.

قصة الأب العجوز وابنه الشاب

في يوم من الأيام، كان هناك رجل عجوز يسافر مع ابنه الشاب في القطار، وكان الشاب يتصرف كالأطفال ويخرج يديه من النافذة، مستمتعًا بالهواء النقي الذي يلامس وجهه ويديه، ويحكي لوالده عن الأشجار الجميلة التي شاهدها في الطريق.
في هذا الوقت، كان زوجان يجلسان في المقاعد المقابلة لشاب يتصرف مثل الأطفال الذين ينادون على والدهم ليراهم الأشجار والزهور. وعندما بدأت الأمطار تهطل بغزارة، فرح الشاب وقفز من مقعده ليرى هذا المشهد. وتعجب الزوجان من سلوك الشاب، وسأل الزوج عن سبب عدم ذهاب ابنه لزيارة الطبيب، فأجاب الأب بأنه كان خارجًا من المستشفى ولم يستطع الذهاب لأن ابنه خضع لعملية جراحية في عينيه ونجحت العملية وتمكن من الإبصار لأول مرة. والدرس الذي يمكن استخلاصه من هذه القصة هو أنه لا ينبغي الحكم على الأمور بدون معرفة الظروف والعوامل التي تحيط بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى