كيف أقوي توكلي على الله
في مقالنا اليوم، سنتحدث عن كيفية تقوية التوكل على الله، فقد يشعر الكثير منا بالضياع والحيرة في الطريق، وقد لا يعرف من أين يبدأ وما هي الخطوات الصحيحة التي يجب عليه اتباعها، وفي هذه الحالة يمكن للإنسان أن يتوكل على الله بعد أن يبذل الجهد ويتخذ الإجراءات اللازمة، فالتوكل لا يعني التواكل، وقد أوضح رسولنا الكريم هذا الأمر عندما وصل إليه رجل مع ناقة ولم يعرف إذا كان يجب عليه تركها والتوكل على الله أم إبقائها والتوكل عليه، فأجابه الرسول بـ “اعقلها وتوكل”، وهذا يعني أنه يجب على الإنسان السعي والعمل والاجتهاد، ولا يمكنه الاكتفاء بالدعاء والانتظار دون بذل الجهد، وإلا فإن هذا الاعتقاد خاطئ.
لذلك، سنشرح لك في الأسطر التالية كيفية الاعتماد على الله تعالى وحده، فقط استمر في المتابعة.
كيف أقوي توكلي على الله
يمكن التقرب إلى الله عز وجل بطرق مختلفة، منها أداء الفرائض مثل الصلاة والصوم والزكاة، بالإضافة إلى الصدقة وكف الأذى وإخلاص النية لله، والقيام بالأعمال الصالحة، مع التوكل على الله عز وجل.
فالتوكل على الله من العبادات التي اشتُهِرت في القصص الدينية للصالحين والمتقين والرسل، لذا يجب على المسلم أن يتعرف على تلك القصص والأحداث التي وقعت في الماضي، لكي يتعلم منها ويفهم المعنى الحقيقي للتوكل.
فقد حثنا الله سبحانه وتعالى على أن نتوكل عليه ونترك شأننا له، فهو الحكيم الذي لا يأتي سوى بالخير لعباده المُخلصين، وهو من بيده الرزق ويعطيه لمن يستحق، فقد قال الله في كتابه العزيز في سورة الفرقان:”وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا(58)”.
يتعين على الإنسان أن يسلم أمره لله ويتوكل عليه، ويعمل بكل صالح، وأن يسعى دون ربط بين الأسباب والنتائج، حيث يجب أن يدرك الإنسان أن التوفيق يأتي من عند الله عز وجل، وذلك يحفز الإنسان على بذل المزيد من الجهد والإنشغال بالأنشطة، ويشعره بالطمأنينة والرضا في نفسه.
من المهم أن يدرك كل شخص أن الله عز وجل يحب المتوكلين عليه، وأن كل شيء يحدث للإنسان هو مكتوب مقدَّر له.
عليك أن تعرف أن الله الواحد الأحد هو القادر على تصريف همومك وتغيير أحوالك، فإذا كنت ترغب في تقوية توكلك على الله، عليك أن تفكر بكل ما حولك وتركز على الأمور الصالحة وتسعى جاهدًا في الطريق الذي يمكن أن يعيدك إلى الله، ولا تترك أي فرصة إلا وتستغلها في الخير، حتى يرزقك الله ويجبر بخاطرك ويعطيك من كرمه الواسع.
ثمرات التوكل على الله
- التوكل هو من العبادات العظيمة التي تجعل الإنسان في مقام المقربين إلى الله، حيث يمثل نصف الإيمان.
- تجعل الإيمان بالله الفرد يعمل ويسعى برضا وطمأنينة، ويفوض أمره لله، على أمل الحصول على مكافأة خيرة على عمله.
- تجعل الإنسان يشعر بالكرامة والعزة، حيث لا يعتمد إلا على الله عز وجل ولا يستعين بأي شخص آخر سواه.
- تبث الرضا والقناعة بداخل الإنسان.
- يدل على ثقة الإنسان المسلم في ربه.
- تجعل التوكل على الله الشخص يحصل على ما يريده، ويمنحه الرزق الوفير، ويحيط به رعاية الله في جميع جوانب حياته.
- يساعد التوكل على الله في التخلص من الأحزان والهموم التي تؤرق المسلم.
- يتحقق حب الله ورضاه، ثم يتم دخول الإنسان الجنة، ويتم حمايته من النار.
التوكل على الله في القرآن الكريم والحديث الشريف
تحتوي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على الكثير من المواضع التي يتم فيها التحدث عن التوكل على الله والاعتماد على الأسباب والجهود، ويجب علينا التأمل في ذلك والتعرف على أن الله ورسوله الكريم حثوا المسلمين على ذلك، وسنذكر بعض من هذه المواضع في النقاط التالية:
- قول الله عز وجل من سورة الأنفال:”إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)”.
- قول الله سبحانه وتعالى من سورة الطلاق:”وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)”.
- كما قال النبي صلى الله عليه وسلمعندما يخرج أحدكم من منزله ويقول `بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله`، يُقال له: `هديت وكفيت ووقيت`، ويبتعد عنه الشيطان.
- كان ابن عباس رضي الله عنه يسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: `يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، واحفظ الله تجده أمامك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت لنفعك بشيء لم ينفعك إلا بما كتبه الله لك، وإن اجتمعوا ليضروك بشيء لم يضروك إلا بما كتبه الله عليك، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُحُفُ`.
