التعليموظائف و تعليم

بحث عن النكاح شامل

بحث عن النكاح شامل | موسوعة الشرق الأوسط

سنتعرف معكم على بحث شامل حول فقرات النكاح في الإسلام. خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وكل الكائنات الحية بهدف إصلاح الكون، وذلك من خلال العمل والتناسل وإنجاب ذرية جديدة تساهم في تعمير الأرض. ومع ذلك، رفع الله قدر الإنسان عن كل المخلوقات، وجعل تناسله في إطار علاقة شرعية كريمة تحفظ للرجل والمرأة ضوابط الكرامة والشرف وتصونهما من كل سوء، وهذه العلاقة هي الزواج الشرعي.

لتكون عملية النكاح أو الزواج بين الرجل والمرأة على نحو شرعي في الإسلام، يجب أن تتوافر ضوابط عقد النكاح الشرعي التي تعتبر من العقود البشرية الأكثر وثوقيةً وقداسةً ومتانةً، وقد وضع الله سبحانه وتعالى عددًا من الأحكام والشروط والقواعد السامية التي لا يمكن إتمام عقد النكاح بدونها، وذلك لضمان إتمام العقد بطريقة شرعية وسليمة، كما أنه ذكر في كتابه العزيز عددًا من المحظورات التي يجب تجنبها في إطار عقد الزواج.

واستكمالاً لكل ما سبق الإشارة إليه من تعريف لمفهوم عقد النكاح، شروطه، أحكامه، فوائده، محظوراته ستجدونها تفصيلاً في المقال التالي من موسوعة، إلى جانب احكام النكاح في الاسلام.

جدول المحتويات

بحث عن النكاح شامل

عرف النكاح لغة واصطلاحاً

تعريف النكاح في اللغة العربية

  • يأتي مصطلح `النكاح` في اللغة العربية من الفعل `نكح`، ومن المضارع `ينكح`، والشخص الذي يمارس النكاح يسمى `ناكح` (ذكر) أو `ناكحة` (أنثى)، والشخص المتزوج يسمى `منكوح`. ويعني نكاح المرأة أو مجامعتها في إطار شرعي الزواج منها، وتزويج المرأة يعني نكحها وإعلان زواجها. ويطلق على المرأة المتزوجة `ناكحة` مع إضافة التاء المربوطة، ويمكن استخدام المصطلح بدونها.
  • في اللغة العربية، يعني النكاح التداخل والتلاحم بين الأشياء، ويمكن استخدام الجملة “تناكحت الأشجار” للإشارة إلى اختلاط وتداخل فروع الأشجار بسبب الريح .

تعريف النكاح اصطلاحاً

يشير مصطلح النكاح إلى العقد الشرعي الذي يتم توقيعه بين الرجل والمرأة، بشروط وأحكام محددة، بهدف تحقيق العلاقة الحميمة بينهما بإطار شرعي وموثق، ويمكنهما بذلك تشكيل أسرة مستقرة وإنجاب أطفالا.

فالزواج في الإسلام هو التثبيت والسكينة، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: `ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة. إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون`.

حكم النكاح

وافق فقهاء الإسلام على أن جواز عقد النكاح يتوقف على خمسة أحكام شرعية رئيسية، وهي الوجوب والإباحة والكراهة والاستحباب والحرمة، ويتغير حال وجود كل حكم بتغير حال الرجل وقدرته على الزواج، ويمكن تفصيل ذلك في النقاط التالية:

وجوب النكاح

يجب على الرجل الذي يشعر بالشهوة نحو النساء ويخاف الوقوع في الزنا أن يتزوج فورًا للحفاظ على نفسه من الخطأ والحصول على الزواج الحلال. ويختلف تطبيق هذه الواجبات اعتمادًا على ظروف الرجل، سواء كان غنيًا وقادرًا على تكاليف الزواج أم فقيرًا وغير قادر، ومن يتجنب الحرام ويحمي نفسه من كل سوء سيكون غنيًا بفضل الله تعالى. ويأتي دليل هذا في قوله تعالى “وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

إباحة النكاح

يسمح بعقد الزواج للرجل الذي لا يشعر بالرغبة الجنسية ولا يميل نحو النساء، ويخشى الوقوع في الزنا والمعصية.

كراهة النكاح

يكره إتمام عقد النكاح إذا كان الرجل متزوجًا ويخشى أن يتزوج امرأة أخرى ويظلم زوجته ويحرمها من حقوقها، كما يوجد كراهية في إتمام عقد الزواج إذا كان الرجل لا يشعر بالرغبة نحو النساء ويروي أن الزواج يشغله عن العبادة الربانية المستحبة.

استحباب النكاح

يُنصح بإتمام عقد النكاح إذا كان الرجل يشعر بالشهوة الجنسية، ولكن لا يريد الوقوع في الزنا إذا لم يتزوج، وفي هذه الحالة يكون عقد النكاح مستحبًا وليس واجبًا لأنه يحميه من الوقوع في الزنا.

حرمة النكاح

يُمنَع إتمام عقد الزواج إذا كان الرجل لا يشعر بالشهوة تجاه النساء، لأنه لن يكون قادرًا على الاندماج معهن في الحياة الزوجية، وسينتج عن ذلك ظلمًا لحقوق زوجته الشرعية وتقليل حقوقها المادية والمعنوية.

شروط النكاح

حددت الشريعة الإسلامية عددًا من الشروط اللازمة لصحة عقد النكاح بين الزوجين، وهي كما يلي:

  • إجراءات عقد النكاح لا تصح إلا في حال وجود ولي واثنين من الشهود، وزوجين غير ممنوعين من الزواج، بالإضافة إلى الإيجاب والقبول، مثل قول الولي (زوجتك ابنتي)، وقبول الزوج قوله (وأنا قلبت زواجها)، مع ضرورة عدم إكراه أي من الزوجين على إتمام عقد النكاح دون رغبة صريحة منهما.
  • يسمح للرجل المسلم بالزواج من امرأة مسلمة، مسيحية أو يهودية، في حين لا يسمح للمرأة المسلمة إلا بالزواج من رجل مسلم.
  • لزواج الرجل من امرأة مسلمة، يجب أن يكون عاقلاً بالغاً وراشداً ومعروفاً، وألا يكون من المحرمين عليها، وأن لا يكون مرتبطًا في وقت إتمام عقد النكاح بفروض الحج أو العمرة.
  • تحتاج المرأة التي ترغب في الزواج إلى أن تكون ذات دين وعقل، وأن لا يكون على الرجل الذي تتزوجه حرمة دينية، كما يجب أن تكون محددة ومعروفة الهوية، وألا تكون مرتبطة بفريضة حج أو عمرة أثناء إتمام عقد النكاح
  • يمكن إتمام عقد الزواج في الإسلام بأي لغة إنسانية، شريطة أن يكون الشاهدان على عقد الزواج على دراية بتلك اللغة التي يتم عن طريقها عقد الزواج.

شروط وليّ الزوجة والشاهدين

  • يتطلب الولي والشاهدين أن يكونوا مسلمين، ولكن في حالة الزواج من امرأة مسيحية أو يهودية، يمكن عقد النكاح بشرط أن يكون وليها من نفس دينها وليس مسلمًا.
  • يشترط في الولي والشاهدين أن يكونوا عاقلين بالغين، ولا يجوز أن يكون أحدهما غير عاقل أو صبيًا، ويجب عليهم أن يكونوا عادلين ويتجنبون الكبائر، وأن يتمتعوا بنوايا صادقة وقلوب طيبة وأخلاق حميدة، وأن يتميزوا بمروءة الرجالة والشجاعة.
  • يشترط في شاهدي عقد النكاح، على وجه الخصوص، أن يكونا مبصرين وسامعين وقادرين على النطق والتحدث بلغة سليمة، وأن لا يخرج منهما قول أو فعل غير لائق، أو يعملا عملاً غير شريف، ولا يجوز أن يكون أحد الشاهدين أو كلاهما أعمى أو أصم أو أخرس، أو يفتقر إلى القدرة على ضبط الكلام، أو يعمل بعمل مكروه من الله والمجتمع.
  • من الضروري وجود ولي للزوجة لتزويجها في حال كانت عذراء، ولا يجوز أن تتزوج نفسها وفي وجود ولي. وتكون ولي الزوجة حسب الترتيب التالي: الأب، ثم الجد من الأب، ثم الأخ من الأب (العم، الخال)، ثم الأخ الشقيق، ثم الأخ من الأب (غير الشقيق)، ثم ابن الأخ الشقيق من الأب والأم، ثم ابن الأخ من الأب (غير الشقيق)، ثم العم من الأب والأم، ثم العم من الأب، ثم ابن العم من الأب والأم، ثم ابن العم من الأب. يجب أن يتم احترام هذا الترتيب بوجود ولي المرأة، وإذا قام شخص بتزويج المرأة في حضور شخص هو أقرب إليها وتتوافر فيه شروط الولاية، فإن عقد النكاح لا يكون صحيحا في ذلك.

فوائد النكاح

يتحقق العديد من الفوائد الهامة للزوجين والمجتمع بأكمله بعد عقد النكاح، ويُعَد ذلك من أهم هذه الفوائد:

  • يمكن للرجل والمرأة تحقيق رضا غرائزهما الطبيعية بطريقة شرعية، ولذلك لا يوجد إثم في الزواج.
  • غرض الخالق من خلق الإنسان هو تعمير الأرض وإصلاحها وضمان استمرار الحياة عليها، وهذا هو الهدف الأسمى.
  • الزواج يرضي الله تعالى ويضمن عدم الوقوع في المعاصي والذنوب.
  • يحفظ الزواج الأنساب من الاختلاط، ويضمن عدم ضياع حقوق الأبناء في ميراث الآباء من خلال ثبوت نسبهم إليهم.
  • يؤدي الزواج إلى تعزيز العلاقات الإنسانية والاجتماعية مما يجعل المجتمع أكثر تلاحمًا وتعاونًا في القيام بالأعمال الخيرية.

محظورات عقد النكاح

هناك عددٌ من المحظورات الشرعية التي إذا دخلت على عقد النكاح أفسدته وجعلته باطلاً، ومن ثم فإن العقد يُفسح بين الزوجين على الفور ويحدث انفصالٌ بينهما، ومن أهم تلك المحظورات في عقد النكاح:

  • يحق للرجل الزواج بامرأة خامسة، في حال كان لديه أربع زوجات أخريات في عصمته.
  • يُحظر على الرجل الزواج من بعض الأشخاص، مثل أخته، خالته، عمته، ابنة أخيه، وأي شخص يمنعه الشرع من الزواج منهن.
  • يشير إلى زواج الرجل من امرأة متزوجة والتي تكون بالفعل تحت عصمة رجل آخر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى