مفهوم التعلم النشط واستراتيجياته
في هذا المقال، سنتحدث عن مفهوم التعلم النشط واستراتيجياته، وهو فلسفة تربوية يتم الاعتماد فيها على إيجابية المعلمين في العملية التعليمية، وتشمل الإجراءات التدريسية المختلفة والممارسات التربوية التي تُساهم في تفعيل دور الطالب المتعلم، وسنتناول هذا الموضوع في موسوعة اليوم.
يركز التعلم النشط على العمل الجماعي والتعاون وحل المشكلات، ويساعد على تنمية القدرة على التفكير، دون الاعتماد على الحفظ والتلقين.
يستند التعلم النشط إلى عدة وسائل مختلفة، منها البحث والعمل والتجريب، بمساعدة المتعلم ليعتمد على نفسه ويكتسب المهارات المختلفة ويحصل على المعلومات، مع تشكيل اتجاهات وقيم متعددة.
وخلال السطور التالية سنتحدث بشيء من التفصيل عن تعريف التعلم النشط واستراتيجياته، وسنتعرف على أهدافه وعناصره والإستراتيجية الخاصة به فقط عليك أن تتابعنا.
مفهوم التعلم النشط واستراتيجياته
نلاحظ أنه قد حدث تقدم تكنولوجي ومعلوماتي هائل في الآونة الأخيرة، وهذا يُشجعنا على مواكبة هذا العصر ومواجهة التحديات والبحث عن وسائل تعليمية أكثر تقدماً من الماضي، تعتمد على التفاعل بين المعلم والطلاب ولا تعتمد على الحفظ، مع إيجاد طرق جديدة لتطوير المنظومة التعليمية.
يجب إعطاء الأولوية للمتعلم لأنه أحد العوامل الرئيسية داخل نظام التعليم، وبالتالي يجب استخدام الوسائل التي تساعد على تنمية مهاراته وزيادة ذكائه، حيث إن شباب اليوم هم مستقبل الغد، وعلينا تعليمهم جيداً لمساعدتهم على الارتقاء بالمجتمع.
نلاحظ أن التعلم النشط يشمل الممارسات والأنشطة التي يقوم بها المتعلم، والتي تساعده على اكتساب عدة قيم وسلوكيات إيجابية، حيث يعتمد المتعلم على المشاركة والتفاعل والتواصل مع الآخرين والمعلم، واستخدام مصادر تعليمية متنوعة واستراتيجيات مختلفة تناسب أنماط التعلم وقدرات المتعلمين ودرجة الذكاء لديهم، وغير ذلك.
إستراتيجيات التعلم النشط
هناك مجموعة من إستراتيجيات التدريس التي تتلاءم مع التعليم النشط، وتعتمد وتستند على جهود ونشاط المعلم خلال عملية التعلم.
لا يوجد ما يسمى بالاستراتيجية المثالية بشكل عام، ولكن هناك استراتيجيات تناسب خصائص وطبيعة المعلمين، وتشمل ما يلي
إستراتيجية دورة التعلم
تتكون هذه الاستراتيجية من أربع مراحل مختلفة، وتهدف إلى تنمية مهارات المتعلمين في عملية الاستقصاء، وتأتي هذه المراحل على النحو التالي: –
يتكون العمل البحثي من مرحلة الاستكشاف والتفسير، ثم مرحلة التوسع، وأخيرًا مرحلة التقويم.
إستراتيجية حل المشكلات
وفي هذا المجال، يواجه المتعلم مشكلة حقيقية، ويسعى لحلها باستخدام المهارات والمعارف السابقة، أو المعلومات التي جمعها، ومن ثم يبدأ في كتابة الخطوات بشكل علمي، حتى يصل في النهاية إلى الاستنتاج وحل المشكلة. وعليه، يتبع هذه الخطوات:-
- الشعور بالمشكلة.
- تحديد المشكلة بشكل دقيق.
- افتراض عدد من الحلول المقترحة.
- اختبار صحة الفروض التي وضعها المُتعلم.
- الوصول لحل.
- التعميم.
استراتيجية الحوار والمناقشة
هي واحدة من الطرق الشائعة لتعلم فعّال ونشط، وتستخدم عادة لتحفيز المتعلمين على مواصلة العملية التعليمية، وتذكر المعلومات لفترة طويلة، وتنمية مهارات التفكير، وتطبيق المعارف في مواقف أخرى جديدة. يمكن لهذه الطريقة أن تكون مفيدة في دراسة مجموعة كبيرة من الأشخاص.
يجب أن يتمتع الأفراد المتعلمون بمهارات ومعرفة تساعدهم على إدارة المناقشات، وطرح الأسئلة والأفكار والتساؤلات بطرق مناسبة.
ولذلك، يمكن استخدام هذه الوسيلة بشكل مستقل، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون جزءًا من استراتيجيات التعلم الأخرى.
استراتيجية المشروعات
تُستخدم هذه الإستراتيجية في تعليم المواد العلمية والرياضية، وتركز على تفاعلات وميول المتعلمين، وكذلك تركز على الحقائق والمعلومات، وتم تصميمها بناءً على ميول وأهداف المتعلمين.
ويتم تنفيذ هذه الإستراتيجية من خلال المراحل الآتية:-
- اختبار المشروع.
- وضع خطة من أجل تنفيذ المشروع.
- تنفيذ المشروع بشكل فعلي.
- تقويم المشروع.
- كتابة تقرير خاص بالمشروع.
استراتيجية التعلم بالاكتشاف
تعني استراتيجية التعلم الذاتي أن المتعلم يقوم بالوصول إلى المعرفة بنفسه، ويعتمد في ذلك على جهوده وعمله وأفكاره، وتعتمد هذه الاستراتيجية على توفير موقف يواجه فيه الطالب تحديًا يولد داخله الحيرة ويطرح العديد من الأسئلة، ويراجع ويبحث للعثور على الإجابات المناسبة لتلك الأسئلة.
وبالتالي، يكتشف المتعلم شيئًا جديدًا من خلال موقف تعليمي نشط.
ونجد أن التعلم بالاكتشاف ينقسم إلى نوعين مخلفين وهم:-
الاكتشاف الحر: هو ما يقوم به الطالب من اكتشاف وتعلم وتحقيق بدون توجيه مباشر من المعلم.
الاكتشاف الموجه: يقوم المعلم بتوجيه المتعلمين والإجابة على أسئلتهم، ويعرض عليهم مجموعة من الإرشادات والتوجيهات والأسئلة التي تساعدهم في اكتشاف العلاقات والروابط بين الأشياء، وكذلك في فهم الموضوع الذي يتم دراسته.
اهمية التعلم النشط
- له دور في تشجيع المتعلمين وزيادة الإنتاجية.
- يساهم في تعزيز التكامل بين المتعلمين خلال عملية التعلم.
- يتميز الجو التعليمي الفعال بالكثير من الأساليب والوسائل المتنوعة التي تستخدم في عملية التعلم والتدريس.
- يزيد من رغبة الطلاب في التعلم والاحتراف.
- يساعد على التعبير عن الآراء وزيادة الثقة بالنفس.
- توطيد العلاقة الاجتماعية بين الطلاب المُتعلمين.
- يعمل على تطوير الرغبة في البحث والتفكير لدى المتعلمين.
- يمكن للمتعلمين من خلاله اكتشاف ميولهم ورغباتهم، وتلبية احتياجاتهم.
اركان التعلم النشط
يستند التعليم النشط على مجموعة من الأسس والأركان، والتي تشمل ما يلي
- المشاركة في تحديد الأهداف التعليمية واختيار القواعد والنظام العمل من قبل المتعلمين.
- يتم خلق جو من المتعة والمرح والاطمئنان أثناء العملية التعليمية.
- يوفر التواصل في جميع الجوانب بين المعلِّم والمتعلِّمين.
- يتم استخدام استراتيجيات تعليمية مختلفة ومناسبة للمتعلمين حسب اهتماماتهم وقدراتهم ومستويات ذكائهم وأنماط التعلم.
- التنويع في مصادر التعلم المختلفة.
- السماح للأشخاص المُتعلمين بأن يديروا ذاتهم.
- يعتمد الأفراد المتعلمون على تقويم أنفسهم وأقرانهم.
- يتم تعليم كل طالب وفقاً لقدراته.
- يساهم هذا في تعزيز فهم المتعلم لنفسه، واكتشاف نقاط الضعف والقوة الداخلية لديه.
مميزات التعلم النشط
يوجد العديد من الميزات المختلفة التي يحصل عليها الطالب من خلال التعليم النشط، وتتعلق بالعلاقات الإنسانية والجوانب الأكاديمية، مما يسمح بالتواصل بين المعلمين والطلاب بشكل أفضل.
ومن المميزات الهامة المرتبطة بالتعلم النشط الآتي:-
- يمكن للمتعلمين المشاركة في مواقف تعليمية فعالة.
- يساعد في اكتشاف ميول الطلاب ورغباتهم وتلبية احتياجاتهم التعليمية.
- يكتسب المتعلمون جوانب انفعالية ومهنية، ويتعلمون مهارات مختلفة ويكتسبون خبرات اجتماعية، ومن هذه المهارات تضبط النفس والتعاون والإبداع وتحمل المسؤولية.
- تتميز عملية التعلم بالمرح والمتعة، مما يزيد من التكامل بين المتعلمين.
- يمكنك أن تتعلم منه ما يصعب تعلمه في البيئة الخارجية.
- يساعد في تعلم الأفراد لاستراتيجيات التعلم وطرق الحصول على المعرفة.
- تشجيع وتحفيز جميع الطلاب على الإنتاجية والتنوع.
- تنمية الرغبة في البحث والتفكير.
- يُساهم في تنمية مهارة التعامل مع الآخرين الذين يختلفون عن المتعلم.