ما هو الفرق بين الوحدة والعزلة
دعونا نتعرف سويًا من خلال هذا المقال على الفرق بين الوحدة والعزلة في الطب النفسي؛ حيث يخلط الناس في كثير من الأحيان بين الحالات النفسية المختلفة مثل الاكتئاب والحزن والوحدة والعزلة وغيرها، وهذا الخلط يؤدي إلى التعامل بطريقة غير صحيحة مع الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات، مما يجعل الأمر أسوأ بكثير. لذا، يقدم موقع موسوعة في هذا المقال الفارق بين حالتي الوحدة والعزلة بالتفصيل، وكيفية التعامل مع كل منهما.
الفرق بين الوحدة والعزلة
تناولت العديد من الدراسات العلمية الفارق الجوهري بين الشعور بالوحدة والشعور بالعزلة الاجتماعية، وذلك لتشابههما كثيرًا في المفهوم العام، مما يجعل الكثيرين غير قادرين على التمييز بينهما.
الشيء المشترك بين العزلة الاجتماعية والوحدة هو انسحابك من تكوين علاقات اجتماعية جديدة ووقف التفاعل تدريجيًا مع الأشخاص المختلفين الذين لديك علاقات اجتماعية مختلفة معهم، وفيما يتعلق بالاختلافات فسنتطرق إليها بالتفصيل فيما يلي :
- الوحدة هي شعور وتجربة غير اختيارية للفرد، حيث لا يرغب الشخص في أن يكون وحيدًا ولكنه يمر بهذه الحالة دون إرادته، ويعتبر هذا الشعور مكرهًا عليه، بينما العزلة هي تجربة يختارها الشخص ويعرف بوضوح ما يفعله عند الابتعاد عن الآخرين.
- الشعور بالوحدة لا يعني أن يكون الفرد وحيدًا تمامًا ولا يوجد أي أشخاص حوله، بل قد يشعر المرء بالوحدة رغم وجود العديد من الأشخاص معه أو حوله، أما العزلة فهي الانعزال عن جميع الأشخاص والبقاء وحيدًا.
- عادة ما يشعر من يعانون من الوحدة بالحزن الشديد والاكتئاب، فيما يستمتع البعض بالعزلة ويشعرون بالراحة والمتعة في الانعزال عن الآخرين.
- تؤثر الوحدة بشكل خطير على الصحة النفسية والعضوية بسبب الشعور بالاكتئاب والضغط، بينما توفر العزلة حالة من الاستقرار والهدوء على المستوى النفسي، كما تحمي الإنسان من الإصابة ببعض الأمراض العضوية المصاحبة للوحدة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.
- من ذلك الماضي، يتضح أن العزلة الاجتماعية تحمل آثارًا إيجابية، بينما الانفراد يحمل فقط سلبيات.
أسباب الوحدة والعزلة
نستنتج من الفرق بين العزلة والوحدة أن كل منهما له سبب مختلف ومحدد يؤدي إليه، وهذه الأسباب سنعرضها لكم بالتفصيل فيما يلي :
الوحدة
للوحدة العديد من الأسباب المختلفة ومنها :
- تحدث الوحدة نتيجة شعور الفرد بالحرمان مثل الحرمان العاطفي.
- قد يحدث الشعور بالوحدة نتيجة عدم رضا الفرد عن وضعه الاجتماعي.
- الشعور بالاختلاف عن المجتمع المحيط به.
- تكون الوحدة من الأعراض التي يُصاب بها المريض في بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب.
- يتعرض الشخص للعديد من خيبات الأمل والصدمات من حوله، مما يولد لديه شعورًا بالوحدة.
- عدم القدرة على التواصل والتفاهم مع المحيطين به والوصول إلى نقطة تلاقي معهم.
العزلة
أما عن الأسباب التي تقف وراء العزلة الاجتماعية فهي :
- اختيار الشخص للاستنفاد بعيدًا عن الآخرين.
- يمكن أن تكون العزلة بسبب فقدان الشغف في التعامل مع الآخرين.
- أو يمكن أن يكون رغبته في عدم التعامل مع المجتمع المحيط به.
- يختار بعض الأشخاص العزلة للحصول على بعض الخصوصية.
- يميل بعض الأشخاص إلى الانعزال لإعادة تقييم ذاتهم وتقييم علاقاتهم الاجتماعية.
كيفية التعامل مع العزلة والوحدة
- تكون العزلة عادة مؤقتة ولا تستمر طويلاً، حيث يعود الشخص سريعًا إلى حياته الطبيعية بعد ترتيب أموره، وفي بعض الأحيان يستمر الشخص في الحياة الهادئة والعزلة عن الجميع لفترات أطول وربما حتى الأبد.
- يحتاج الشخص المصاب بالوحدة إلى مساعدة من طبيب مختص لتجنب تفاقم الحالة وتطورها، والحد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
- وبخصوص التعامل مع الشخص الوحيد، فمن المفترض أن يبقى من يربطهم به علاقات اجتماعية بجانبه طوال الوقت وتقديم الدعم النفسي له لمساعدته على التغلب على هذه الحالة، وبالنسبة للشخص المنعزل، فعادةً ما لا يحتاج إلى مساعدة، لأنه قد عزل نفسه من تلقاء نفسه ولا يشعر بالألم أو الحزن.
