قصة قصيرة عن الكرم
نعرض لكم في هذا المقال قصة قصيرة عن الكرم، يمكن للوالدين سردها لأطفالهم قبل النوم، وكذلك يمكن للمعلمين في المدرسة استخدامها لغرس تلك الصفة الحميدة في شخصيات الأطفال منذ الصغر. وقد قال الإمام الغزالي “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”، فلا يمكن نسيانه ولا يمكن محوه.
لا يقتصر معنى الكرم على الإنفاق فقط، بل يمتد إلى مفهوم أوسع وأشمل بكثير، ويتضمن التسامح وتقديم العون والمساعدة للمحتاجين في أوقات الشدة، ومن يتمتع بتلك الصفة العظيمة يحبه الله تعالى ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وكذلك يحظى بحب واحترام المحيطين به.
قصة قصيرة عن الكرم
فيما يلي نطرح قصة جميلة عن الكرم يمكن روايتها للأطفال لتعليمهم قيمة التحلي بتلك الصفة العظيمة:
- جمع الملك الشعراء في جلسة شعرية للاستماع إلى آخر قصائدهم الجديدة، وكان ذلك هوايته الأولى، وحضر عشرات الشعراء إلى ساحة القصر، بمن فيهم الغني والفقير.
- بدأ كل شخص منهم في قول أبيات شعرية عن الملك، وعبر الملك عن إعجابه بما قاله أحدهم بعد أن استمع إلى الجميع، وعندما طلب الملك مقابلته، جاء رجل يرتدي ملابس بالية وهو في وضع مثير للشفقة.
- بعدما قدم الشاعر قصيدته الجميلة، قرر الملك مكافأته بمقدار من الذهب، ولكن كانت نية الشاعر النبيلة تدفعه لتوزيع ذلك الذهب على الفقراء والمساكين.
- بعد أن علم الملك بما قام به الشاعر، أمر بمنحه مكافأة ضعف ما قدّمه من توزيع الصدقة على الفقراء كتقدير وامتنان على سخائه وكرم أخلاقه.
قصص عن الكرم حاتم الطائي
هو أمير قبيلة جاهلية وشاعر عربي مشهور بأشعاره وكرمه، ويتميز بأنه من أكثر العرب سخاءً وكرمًا. وسنذكر في الفقرة التالية قصة كمثال على كرمه:
- في يوم من الأيام، ناقش الأب وابنه قضية تقديم كل ما يملكونه من إبل لضيوفهم الذين كانوا ثلاثة، وهم (النابغة الذبياني، بشر بن أبي خازم، وعبيد بن الأبرص) الذين كانوا في رحلة، وقام الابن بذبح ثلاث من الإبل.
- قال له عبيد لما فعلت ذلك وكان بعض الحليب كافيًا لنا، فأخبرهم حاتم أنه بناءً على وجوههم وألوان بشرتهم، علم أنهم من أماكن مختلفة في الأرض، فأراد أن يحكي كل منهم لقومه ما رأوا من أشكال الكرم، فقاموا بقول الشعر في مدح كرمه.
- في الرد على الضيوف، قال حاتم: `أكرمتموني بطعامكم، فزدتموني كرمًا بأشعاركم. فإنما الإبل تبلى ولكن الشعر يظل باقيًا إلى الأبد. وعلى هذا، قام حاتم بإهداء ضيوفه جميع ما يمتلك من إبل ليأخذوها إلى النعمان.
قصة قصيرة عن كرم الرسول
كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أكرم خلق الله خلقاً وإنفاقاً، وسنوضح ذلك في القصة التالية:
- كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم معطف يحبه ويرتديه دائمًا عندما يذهب لأداء صلاة الجمعة، وفي يوم ما، طلب أحد الصحابة هذا المعطف من النبي الكريم، فعجَّل الحبيب المصطفى بالذهاب إلى المنزل وتغيير معطفه وإحضار معطف آخر للصحابي.
- بعد مرور عدة أيام، التقى رجل بذلك الصحابي الذي كان يرتدي معطف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسأله إذا كان يعرف أن النبي كان يحب هذا المعطف كثيرًا. حاول الصحابي إعادة المعطف إلى النبي، ولكن النبي رفض ذلك وطلب من الصحابي أن يدفن معطفه معه.
- روى موسى ابن أنس عن والده أنس قال: “لم يُسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام شيء إلا وأعطاه، فجاء رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فإنَّ محمَّدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة.
بهذا نكون قد عرضنا مجموعة من القصص البسيطة والهامة عن الكرم التي يمكن أن تروى للأطفال الصغار لتعليمهم الكرم وترسيخه في شخصيتهم، ولتصبح السلوك الكريم جزءًا لا يتجزأ من شخصيتهم، ولتحقيق هذا الهدف يجب أن يكون الوالدين قدوة لأولادهم، ويجب عليهم مكافأة الطفل عندما يتصرف بأفعال كريمة لتشجيعه على الاستمرار في السلوك الكريم طوال حياته.
