التعليموظائف و تعليم

حوار عن بر الوالدين

Dq34EpsWwAEB7fU | موسوعة الشرق الأوسط

سنقدم لكم في هذا المقال في الموسوعة حواراً حول بر الوالدين، حيث يُعلمنا الله عز وجل بأن نكون بريًّا تجاه والدينا ونبتعد عن كل أشكال العقوق، وأن نطيع أبوينا ونحترمهما بكل لين ورفق، وأن نتعامل معهما بلين القول وحسن السيرة، سواء كانت تصرفاتهما صحيحة أو خاطئة، وأن نكون مُحسنين إليهما حين يصبحان كبيري السن، ونعطيهم كل أنواع الإحسان؛ فقد عانى الآباء والأمهات كثيرًا في تربية أولادهم، وتحملوا مسؤولية رعايتهم وتوفير حياة كريمة لهم، وسنُقدِّم في الفقرات التالية حوارًا سلسًا يوضح أهمية بر الوالدين.

حوار عن بر الوالدين

نظم ثلاثة أخوة (سارة، وأحمد، ومحمد) حوارًا حول بر الوالدين بعد أن أجروا بحثًا حول هذا الموضوع، وتبادلوا المعلومات في هذا الحوار، ويحتوي هذا الحوار على معلومات قيمة حول بر الوالدين..

سارة: أحمد، ما هو معنى بر الوالدين وما المقصود به؟

أحمد: يعني بر الوالدين إظهار الطاعة والإذعان لكلام الوالدين، وطلب رضاهم وتلبية طلباتهم حتى وإن كانت غير مرغوب فيها. كما يتضمن بر الوالدين النفقة على الولدين، حيث قاما الوالدين بالنفقة عليكم وأنتم صغار، ويتضمن أيضًا إكرام كل من يحبه الوالدين ومحاولة إسعادهما، والدعاء لهما بعد موتهما، وكل ذلك يدخل تحت بر الوالدين.

سارة: محمد سوف يشرح لنا أهمية بر الوالدين في الإسلام وكيف حثنا الله ورسوله عليها، وقد أشاد بأحمد على الفهم الجيد لهذا الموضوع.

محمد: أوضح الله تعالى لنا أن بر الوالدين ليس مجرد فضل، بل هو أمر أوجبه الله علينا، وأن الأمر ببر الوالدين يترتب على التوحيد بالله تعالى، وذلك لإبراز أهمية بر الوالدين، وأن العقوق للوالدين يرتبط بالشرك بالله، وهذا أمر عظيم جداً، والتأكيد على أن هذا الأمر كبير جداً في الإسلام، حتى أن الله تعالى ربط البر والعقوق بالتوحيد والشرك بالله في القرآن الكريم، وأمرنا بأن نصل إلى أعلى درجات البر بوالدينا، ونرضيهم بجميع الطرق، ونحاول جعلهم سعداء، ونهانا الله تعالى عن الأمور الصغيرة التي قد تثير غضبهم، والله تعالى ذكر ذلك لتنبيهنا على عظمة العقوق للوالدين وأن الكلمة القليلة “أف” تعتبر عقوقاً للوالدين.

وقال الله عز وجل في كتابه في موضوع بر الوالدين: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” صدق الله العظيم “سورة الإسراء (24)”.
من أهم مظاهر رعاية الإسلام للوالدين هو أن الله أمرنا بطاعة الوالدين وبرهم، حتى وإن كانوا غير مسلمين، والأمر الوحيد الذي يسمح الله لنا بعصيانهما هو إذا أمروا ابنهما بفعل شيء محرم، مع التأكيد على برهما وترك مصيرهما لله عز وجل.

فقال الله عز وجل في ذلك: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” صدق الله العظيم “سورة العنكبوت (8)”.
تُوضّح هذه الآيات أهمية بر الوالدين في الإسلام، وأمر الله بطاعتهما والابتعاد عن عقوقهما، وأنه ينتظر العقاب الشديد لمن يخالف هذه الأوامر.

لم يقتصر الإسلام في شرح مكانة الوالدين في الدين فقط على الآيات القرآنية، بل ذكر الكثير من الأحاديث التي صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم والتي توضح حكم عقوق الوالدين وتؤكد على ما جاء في القرآن الكريم.

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أن أكبر الكبائر هي الشرك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس. وذكر الحديث أن عقوق الوالدين ليس أمرا سهلا، ولكنه يعتبر من الكبائر، وليست مجرد كبيرة، بل هي من الكبائر مثل الشرك بالله عز وجل، وهذا هو الخطيئة الأكبر التي يمكن لأي مسلم ارتكابها.

سارة: أحسنت، يا محمد، لقد ذكرت كل المعلومات المهمة التي يجب على كل مسلم معرفتها، واستفدنا كثيرًا من معرفتك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى