هل من الممكن التنبؤ علميًا إلى متى سيستمر فيروس الكورونا

يتساءل الكثيرون عن مدى استمرارية فيروس كورونا وإمكانية انتهائه مع قدوم فصل الصيف، بعد انتشار العديد من الأقاويل التي تشير إلى أن الفيروس المستجد قد يكون موسمياً وينتهي مع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف. وعلى الرغم من تصريحات بعض المسؤولين في وزارة الصحة الأمريكية بأن نهاية الوباء ستكون مع انتهاء فصل الربيع وحلول فصل الصيف، يبحث الكثيرون عن الدلائل العلمية التي تثبت صحة هذه الأقاويل، وذلك لمعرفة متى سينتهي هذا الفيروس المميت الذي انتشر في جميع أنحاء العالم. لذلك، سنشرح لكم في هذا المقال حقيقة استمرارية الفيروس وفقًا للتنبؤات العلمية.

هل من الممكن التنبؤ علميًا إلى متى سيستمر فيروس الكورونا

• تم إجراء العديد من الأبحاث لمعرفة استمرارية فيروس كورونا وصحة المعلومات التي تم تداولها حول انتهاء تفشي الوباء مع قدوم فصل الصيف والربيع، وقد أجريت دراسة في جامعة “سون يات سين” الصينية، حيث صرح المشرفون على الدراسة بأن درجة الحرارة المرتفعة ستؤثر بشكل كبير على انتهاء فيروس كورونا، مما يعطي أملاً لانتهاء هذا الوباء مع قدوم فصل الصيف، وذلك باستنادهم إلى أن فيروس كورونا المستجد قد يتشابه مع فيروس الإنفلونزا الذي ينتشر في درجات الحرارة المنخفضة ويموت في درجات الحرارة المرتفعة.
• أجاب فريق من جامعة هارفارد على تلك الدراسة، وأوضح أنه لا يمكن مقارنة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بفيروسات البرد والإنفلونزا، لأن فيروس كورونا انتشر في فترة قصيرة في جميع أنحاء العالم وأصاب الآلاف في درجات حرارة مختلفة، وتحرك من المناطق الحارة إلى المناطق المدارية بسرعة، ولذلك يصعب التنبؤ بتأثيره في فصل الصيف ولا يمكن تحديده.
• بما أن الدراسة التي تم تقديمها لم تستند إلى أي أدلة علمية، فإن حجتها ضعيفة، وأشار بعض العلماء إلى أنه لا يمكن التنبؤ بمدى استمرار فيروس كورونا أو انتهائه بناءً على حالة الجو، والطريقة الوحيدة للسيطرة على انتشار المرض هي اتباع الإجراءات الوقائية التي تساعد في تقليل عدد الحالات المصابة والحاملة للفيروس.

تقارير منظمة الصحة العالمية حول استمرارية فيروس كورونا

1. تم عقد مؤتمر في منظمة الصحة العالمية، وأدلى المسؤولون بتصريحات هامة للصحافة، حيث أشاروا إلى أن احتمالية التنبؤ بتفشي الفيروس واستمراريته ضعيفة للغاية، وحتى الآن لم يتمكن العلماء من فهم كيفية انتشار هذا الوباء بتلك السرعة. كما أنه لم يتم اكتشاف أي لقاح لعلاجه. وعلى الرغم من وجود بعض الفيروسات الأخرى التي يمكن للعلماء توقع استمراريتها بطريقة علمية من خلال فهم آليات انتقالها وانتشارها، فإن التنبؤ بالاستمرارية العلمية لفيروس كورونا المستجد يعد أمرًا صعبًا في الوقت الحالي.
2. أوضح مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في المنظمة، أن الافتراضات حول استمرارية انتشار الفيروس في الوقت الحالي هي مجرد شائعات من دون وجود دلائل علمية قوية، وأن من يعتقد بأن انتشار الفيروس سينتهي مع قدوم فصل الصيف لا يستند إلى أي دليل علمي موثوق. وبالعكس، يمكن أن تؤدي هذه الشائعات، التي لم يتم تثبيت صحتها، إلى تفاقم المرض وانتشاره، وذلك لأنها تؤدي إلى الاستهتار بالوباء وتعزيز الآمال الزائفة.
3. بشكل عام، فإن السياسات التي تتبعها الشعوب في الوقاية من الإصابة بالفيروس وعلاج الحالات المُصابة، تحكم استمرارية الفيروس وتحد من انتشاره. فهناك العديد من الدول التي نجحت في السيطرة على الأزمة وتقليل عدد الحالات المُصابة، بينما تزداد أعداد المصابين يومًا بعد يوم في دول أخرى، ولذلك فإن قرار الاستمرارية يعتمد على الدول والشعوب والإجراءات الوقائية والعلاجية التي يتم اتباعها.

المراجع

1

2