بحث عن الوالدين وواجباتنا نحوهم شامل

نعرض عليكم اليوم بحثًا حول الوالدين، الذين هما السبب في وجودنا في هذه الحياة. فالأب والأم هما الأشخاص الذين يحبوننا بشكل غير مشروط في هذه الحياة، مهما فعلنا، وهما يحرصان دائمًا على رؤيتنا في أفضل حال وأفضل وضع، ويبذلان جهودًا كبيرة لتوفير سبل الحياة الكريمة لنا. وبدونهما، تصبح الحياة بلا معنى. ووصانا الإسلام ببر الوالدين، في حياتهم وبعد وفاتهم. وسنتحدث في هذا المقال الذي يقدمه موقع موسوعة عن هذا الموضوع، لذا تابعونا.

مقدمة عن بحث عن الوالدين

للأب والأم فضلٌ عظيمٌ علينا، ولا يمكننا أن نوفيهما حقهما حتى لو بذلنا حياتنا في محاولة إرضائهما. فالتضحيات التي قدموها لنا لا تقدر بثمن، ويتضمن بر الوالدين الطاعة لهما والإحسان إليهما، والتعامل معهما بالمرونة والمحبة والاحترام، ومساعدتهما عندما يحتاجون إلينا، والتقرب إليهما بجميع الوسائل الممكنة، سواء بالجهد أو المال.

بر الوالدين في الإسلام

أمر الإسلام ببر الوالدين وقرن برهما بطاعة الله وتوحيده، وهذا يدل على أهمية البر بهما، ولذلك أعطى الإسلام لهذا الأمر أهمية كبيرة، لأن الأم هي من حملت الابن ورعته بالتعاون مع الأب، وأغدقت عليه الحب والحنان، وكانا هما القدوة والمثال الذي يحتذى به، ولذا فإن برهما يعد من أهم الأمور التي يثاب عليها، وكذلك يجب على الإنسان تجنب عقوقهما لأنه من أشد الأمور التي تستوجب العقاب الإلهي.

يحث القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على بر الوالدين في عدد من الآيات:

• عندما قمنا بتأسيس عهد مع بني إسرائيل، كان الشرط الأساسي عدم عبادة أي شيء سوى الله، وأن تكونوا محسنين للوالدين وذوي القربى والأيتام والمساكين، وأن تتعاملوا مع الناس بلطف، وتقيموا الصلاة وتؤدوا الزكاة، ولكنكم تركتم ذلك وأنتم قلة قليلة منكم وتحولتم عنها 
• ووصينا الإنسان بالبر والإحسان لوالديه. حملته أمه وهي تعاني ووضعته وهي تعاني، وحمله وفصاله استغرق ثلاثين شهرا. حتى بلغ أشده وبلغ أربعين سنة، فقال: “رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمتها علي وعلى والدي، وأن أعمل بالخير الذي ترضاه، وأصلح لي في ذريتي. إني تائب إليك ومن المسلمين 
• ووصانا الإنسان ببر وإحسان تجاه والديه. وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علما، فلا تطعهما. إلي مرجعكم فأنبئكم بأعمالكم
• يقول عبد الله بن مسعود، سألت النبي صلى الله عليه وسلم، ما هو العمل الأفضل عند الله؟ فأجاب: “أداء الصلاة في وقتها.” ثم سألته مرة أخرى: فماذا بعد ذلك؟ فأجاب: “بر الوالدين.” ثم سألته مرة أخرى: فماذا بعد ذلك؟ فأجاب: “الجهاد في سبيل الله.
• وقال صلى الله عليه وسلم: من وافق والديه فقد وافق الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله

حقوق الوالدين على الأبناء

للأب والأم حقوق كثيرة واجبة على الابن في الإسلام، بما في ذلك:

• طاعتهما في الأمور الواجبة والنواهي المستحبة، طالما أنهما لم يأمرا بمعصية الله، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
• يتوجب على الابن الامتثال لأوامر والديه في الطاعات التي يتقرب بها إلى الله تعالى.
• من حقوق الوالدين الواجبة على الابن أيضًا أن يتكفل بنفقاتهما وتلبية احتياجاتهما ومتطلباتهما، وأن يراعي ضعفهما، خصوصًا عندما يتقدمان في السن.
• عندما يتقدم الأب والأم في العمر، يحتاجان إلى شخص يهتم بخدمتهما ورعايتهما، والقيام بالأمور اليومية التي يحتاجان إليها، ويجب على الابن في هذه المرحلة أن يقوم بهذه المهام، ويعد الاهتمام براحة الوالدين في عمرهما الكبير واجبًا ومن أعظم القربات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى.
• عندما يتحدث الوالدين مع ابنهما، يجب عليه أن يظهر الأدب والاحترام في حديثه معهما، ولا يجب رفع صوته عند الحديث معهما، ويجب عدم إساءة استخدام الكلمات التي قد تؤذيهما بشكل نفسي أو جسدي.
• إذا قام والدا الابن بفعل شيء يُكره، فيجب عليه أن يصبر على فعلهما ولا ينهرهما، ويكون صحبتهما جيدة ومحترمة حتى وإن كانا كافرين.

بر الوالدين بعد موتهما

يعتقد الكثيرون أن بر الوالدين ينتهي بوفاتهم، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح، حيث يمكن للأبناء أن يبروا والديهم بعد وفاتهم، من خلال القيام بأشياء مثل:

• يمكن الدعاء والاستغفار للأموات، وقراءة القرآن وإهداء ثوابه لهما.
• يجب على الشخص إخراج الصدقات عنهما بحسب إمكانياته، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “عندما يموت الإنسان، ينقطع عمله إلا من ثلاثة أشياء: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.
• تأسيس صدقة جارية للمتوفين والنية بأن يكون ثوابها لهما.
• يجب الاهتمام بصلة الرحم وعدم قطعها بعد وفاة الأب والأم، والاهتمام بالأشقاء والأقارب والاستفسار عنهم باستمرار دون انقطاع.
• يتم الاهتمام بالأشخاص الذين يحبونهم ويسألون عن حالهم بشكل مستمر.
• الالتزام بالأخلاق الحميدة، وتجنب القيام بالأفعال السيئة.

فضل بر الوالدين في الإسلام

أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن بر الوالدين هو الطريق الذي يجب على المسلم اتباعه ليحصل على الخير في الدنيا والآخرة، ومن أهم فضائل بر الوالدين:

• بر الوالدين ودخول الجنة هي واحدة من الأسباب التي تجعل الله تعالى يرضى عن الإنسان ويسمح له بدخول الجنة.
• يعد الصلاة على وقتها وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله من الأعمال التي يحبها الله تعالى، ويدل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن العمل الأحب إلى الله.
• من الحديثِ السابقِ نستنتجُ كذلكَ أنَّ برَّ الوالدينِ هو أفضلُ عندَ اللهِ تعالى من الجهادِ.
• يسبب تفريج الهم، والنجاة من المشكلات.
• بر الوالدين يعدُّ سببًا من أسباب الحصول على رضا الله تعالى، وغضبهما يستوجب غضبه سبحانه وتعالى.

عقوق الوالدين في الإسلام

عقوق الوالدين هو عكس البر، وهو من الأمور المكروهة في الإسلام، ويعتبر من أكبر الذنوب التي يعاقب فاعلها، وتجعله مستحقا لغضب الله تعالي عليه.

وهناك العديد من الأحاديث الشريفة التي تبين عاقبة العاق لوالديه، ومنها:

• قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قاطع” أي قاطع رحم.
• روى بعض الصحابة عن النبي أنه قال :هل أُخبِرُكُم عن أكبر الكبائر؟.”، فقلنا: بلى يا رسول الله، فقال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين. وكان متكئًا وجلس فقال: والزور وشهادة الزور، فأستمر في ترديدها حتى قلنا: ليته سكت.

مظاهر عقوق الوالدين

تتجلى مظاهر عقوق الوالدين بأشكال متعددة وواضحة كضوء الشمس في سلوكيات وأفعال بعض الأبناء تجاه والديهم، وتتمثل تلك الأفعال في الأمور التالية:

• يعتبر العبث في وجه الوالدين من أهم أشكال العقوق، حيث يضحك المرء عليهما ويتصرف بطريقة غير احترامية، ثم يلتقي بالآخرين بابتسامة عريضة وكلمات ترحيبية.
• يعد رفع الصوت على الوالدين من أخطر أشكال العقوق التي تستهدفها المجتمعات، وذلك بتحديد الله سبحانه وتعالى عدم نهر الوالدين وإساءة المعاملة معهما. وجاء في سورة الإسراء الآية 23: `ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما`.
• يمكن تخفيف العبء عن الوالدين من خلال عدم مساعدتهما في شراء طلبات المنزل وتحمل هذا العبء بشكل مستقل، وتخفيف العبء الذي يتكبدانه في شراء المشتريات.
• يتعارض التدخين أمام الوالدين وإدخال بعض المحرمات إلى المنزل مع الأخلاق والقيم الإسلامية.
• تجاهل الوالدين وعدم الاهتمام بهما أو الاطلاع على أحوالهما.
• يعتبر الاعتداء على الوالدين بالضرب أو السب من أسوأ أنواع العقوق.
• يشير إلى المنّ على الوالدين عند منحهما المال أو الإنفاق عليهما.
• التبرأ من نسب الوالدين في حالة الشهرة والوصول إلى القمة يعتبر علامة على القسوة والأصل الضعيف وعدم النزاهة.