كيفية تحقيق أكبر استفادة من قراءة الكتب وعدم نسيان محتواها
كيفية استخدام القراءة لتحقيق أكبر استفادة من الكتب وعدم نسيان محتواها؟ فمعظم القراء يعانون من هذه المشكلة بسبب كثرة الكتب المحيطة بهم، فدائمًا ما ينسون الكتب التي قرأوها بالفعل وما تتضمنه من محتوى وأفكار رئيسية، وأحيانًا يواجهون مشكلة أخرى وهي عدم فهم المغزى من الكتاب ووجهة نظر المؤلف. لذلك يحتاج القارئ إلى بعض العادات الخاصة التي تساعده على الاستفادة القصوى من الكتاب الذي يقرأه، فالحقيقة هي أن كل كتاب نقرأه يعمل على تعزيز مهاراتنا اللغوية وزيادة دائرة معارفنا وتحسين أسلوبنا في الكتابة واختيار المعاني. وفي هذا المقال يقدم موقع الموسوعة كيفية الاستفادة القصوى من كل كتاب يقرأه الشخص.
كيفية تحقيق أكبر استفادة من قراءة الكتب وعدم نسيان محتواها
القراءة تساهم في تطوير شخصية الإنسان وزيادة ثقته بنفسه، حيث تثري الجانب الثقافي والمعرفي والإدراك الفكري، كما تساعد على تنمية قدراته وزيادة معرفته وإفادة من حوله بما يعرفه، وتشمل الكتب العديد من المجالات المختلفة مثل الكتب الأدبية والتنموية والسياسية والدينية والعلوم الاجتماعية والطبيعية واليوميات وغيرها، ويمكن الحصول على أكبر قدر من الاستفادة عند قراءة أي كتاب عن طريق:
تعرف على كتابك
ابدأ قراءة المقدمة لتهيئ ذهنك لما ستدخل فيه، ولا تحكم على الكتاب من العنوان. استعرض العناوين الرئيسية والفرعية في قائمة المحتويات ولاحظ العناوين التي لفتت انتباهك بلون مميز. اقرأ بتركيز وابتعد عن أي مشتتات انتباه. تحتاج فقط إلى إضاءة جيدة، وتجنب العوامل الأخرى مثل الموسيقى التي تشتت تركيزك. حاول تطوير مهاراتك اللغوية عند القراءة، انتبه للكلمات الجديدة واكتبها في دفتر حتى لا تنساها. وبذلك ستتذكر الكتاب دائما عند استخدام تلك الكلمة. حاول أن تقرأ بحواسك الخمسة لتكون قراءتك مركزة وتحصل على أقصى قدر من الاستفادة.
استخلص الفكرة العامة
المؤلف لم يضيع وقته ولم يبذل الجهد في كتابة كتاب بلا معنى أو فائدة. ويجب عليك، عزيزي القارئ، أن تدرك أن كل كلمة في الكتاب لها حكاية كبيرة وذكرى تخص من كتبها، وأن كل حرف كتب بمغزى. ولذلك، يجب أن تتخيل ما وراء السطور وتحاول فهم الفكرة الرئيسية للكتاب وما يريد المؤلف التعبير عنه. ولا يجب عليك أن تربط ذاتك وأهدافك بالكتاب، فقد يحتوي الكتاب على رسالة مهمة في مجال غير مجالك. وعليك أن تستخلص الفكرة العامة من الكتاب وتستفيد منها بأكبر قدر ممكن، وتذكر دائمًا أن الكتب الجيدة لا يمكن اكتشاف أسرارها في مرة واحدة.
أستخدم التفكير الناقد
نحن كبشر لا نتشابه بعضنا البعض، حيث لكل منا طريقة تفكيره وآراؤه الخاصة. لذلك، حتى وإن كنت من معجبي كتابك الحالي، فمن الممكن أن تختلف مع المؤلف في بعض الآراء. في هذه الحالة، يمكنك استخدام تفكيرك الناقد والبحث عن الرأي الأصح، من خلال الاطلاع على المراجع والمصادر التي استخدمها المؤلف لبناء أفكاره. وبذلك، يمكنك توسيع دائرة تفكيرك وحصولك على مزيد من المعلومات من خلال الاطلاع على كتب جديدة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكنك التواصل مع المؤلف لمناقشة وجهات النظر والوصول إلى فهم إيجابي.
بعد الانتهاء من الكتاب، يمكنك تجنب نسيان محتواه عن طريق:
تلخيص الكتاب
بعد قراءة آخر صفحة من الكتاب، يجب عليك الحصول على دفتر وقلم وبدء تدوين ما تتذكره. ستجد أنك تكتب النقاط المهمة التي استفدت منها وتعرفت عليها لأول مرة. لا تبحث عن ملخص من شخص آخر لنفس الكتاب؛ لأن الأشياء المهمة بالنسبة لك قد لا تكون كذلك بالنسبة للآخرين. لذلك، قم بتلخيص الكتاب بنفسك ودون كل العبارات التي لفتت انتباهك لتتذكرها فيما بعد. بعد ذلك، قم بكتابة رأيك حول الكتاب وكيف شعرت أثناء قراءته وما هي الاستفادة التي استخلصتها منه، لتتمكن فيما بعد من تذكر محتوى الكتاب بسهولة.
المشاركة مع الأصدقاء
إن إنشاء نادي القراءة بينك وبين أصدقائك يمثل فكرة رائعة، وذلك عبر اختيار كتاب يقرأه الجميع في فترة زمنية محددة، ومن ثم العمل على مناقشة الكتاب في جلسة حوارية، حيث يتم تبادل العناوين الرئيسية والفرعية التي لفتت انتباه كل منكم، وتوضيح النقاط القوة والضعف من وجهة نظر كل فرد، إضافة إلى توضيح مدى الاستفادة من الكتاب وما هي الرسالة التي يحملها. كل هذه الأمور تجعل المحتوى الكتابي لا ينسى أبدًا، وتتيح لكم فرصة اكتشاف الأشياء التي غفلتم عنها في الكتاب، وتوضيح رأيكم أمام الآخرين، وبالتالي يصبح هذا النقاش حوارًا بناءً يملؤه الثقافة والمعرفة.
