أسأل الخبراءالمراجع

ما هو الفرق بين الثقة بالنفس والغرور

الفرق بين الثقة بالنفس والغرور1 | موسوعة الشرق الأوسط

غالبًا ما يتساءل الناس عن الفرق بين الثقة بالنفس والغرور وكيفية التعامل مع الأشخاص الذين يتصفون بالتغطرس. وهل يمكن تعديل سلوكهم أم أنهم سيظلون يتصفون بالغرور والوقاحة. وفي الواقع، يروي خبراء النفس أن الثقة بالنفس هي الصفة الأساسية التي تساعد على بناء مستقبل ناجح ومشرق.

في الوقت الذي تعزز فيه الثقة بالنفس صفات المرء وتجعله أكثر نجاحًا واستمرارية، يؤدي الغرور بالعكس إلى فقدان المصداقية والاستمرارية حتى لو كان المرء مؤهلاً ويتمتع بصفات فريدة من نوعها، فالغرور يجعل الشخص معزولًا عن الآخرين كحديقة مهجورة لا يدخلها أحد، ويشعر بالوحدة. ولذلك، سنستعرض في مقالنا في موسوعة الفروقات بين الثقة بالنفس والغرور، والأسرار والمفاتيح لتجنب الغرور. فتابعونا.

الفرق بين الثقة بالنفس والغرور

  • الغرور والثقة بالنفس هما متناقضان وليسا نفس الشيء، حيث أن الثقة بالنفس هي الأداة الفعالة التي إذا استخدمها الشخص، يحقق نجاحه في الحياة ويتمتع بالحرية والكرامة.
  • وإذا دخل الغرور إلى قلب الإنسان، فإنه يمثل بيت الداء الذي يسبب التكبُر والاستعلاء على الآخرين واحتقارهم، أو التقليل من شأنهم من أجل الأنا.
  • وقد نهى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن التكبر في الحديث الشريف الذي رواه مسلم: `لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر`.
  • وصانا الله تعالى في القرآن الكريم بضرورة التواضع والابتعاد عن التكبر والغطرسة، كما في قوله تعالى في سورة الإسراء الآية 37: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا).
  • تعني الثقة بالنفس شعور الإنسان بالاطمئنان والقدرات الحقيقية التي يمتلكها بدون مبالغة، ويترتب عليها شعور بالرضا والثقة بالله عز وجل الذي يسكن روحه.
  • والله تعالى وهب لكل شخص خير كبير في الحياة، وهي الإمكانيات التي يختلف بها عن الآخرين، ويجب عليه البحث عنها والاستفادة منها، وأما الغرور فهو داء يصيب من يمتلك مهارات وقدرات عالية عن الآخرين.
  • السر في الاعتدال هو أن الشخص يعرف مواضع التميز لديه، ولا يتفاخر بذلك ويسيطر على الآخرين، فالتعالي والتفاخر يؤدي إلى فقدان هذه الهبة التي يتمتع بها الشخص، وقد يتحول إلى غضب ويتجاهله الآخرون، أو يستغلونه لأغراضهم الخاصة ويتركونه يعود وحيدًا.

ماهو الفرق بين الثقة بالنفس والغرور

  • الفرق الرئيسي بين الثقة بالنفس والغرور يكمن في عدم الاصطناع أو ارتداء القناع، كما يُطلق عليه بعض الناس.
  • فإن الثقة بالنفس هي أحد الصفات الأساسية التي تعبر عن الشخصية الحقيقية وتعكس مدى ثقته في نفسه دون أي كذب أو خداع.
  • يمكن أن يتسبب الغرور في مشاعر مختلطة ومضطربة لدى الشخص المغرور، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في علاقاته مع الآخرين.
  • يحقق الشخص الواثق من نفسه والذي يثق بالله نجاحًا في حياته، ويحصد الثمار الجميلة من تعاملاته.
  • على الرغم من أن المغرور يجني ثمار تكبُره ووقاحته في المعاملة وتجاهله لمساعدة الآخرين، وتركهم في بعض الأحيان في منتصف الطريق ليواجهوا مصيرهم وحدهم، إلا أن الثقة بالنفس هي مفتاح النجاح والنجاة، وتساعد على تحقيق الأهداف والوصول إلى النجاح.

الفرق بين الثقة بالنفس والغرور بالمسيحية

  • ينبغي الإشارة إلى أن الثقة بالنفس لا تعني الغرور أو التعالي على الآخرين، فهي تمثل شكلًا من أشكال الثقة بالنفس التي تتراوح بين الثقة العالية والغرور، ويدرك العاقل هذه الفروق ويحذر من الوقوع في الغرور.
  • فالتعجرف هو من صفات المغرورين، في حين أن التواضع بالإضافة إلى الثقة بالذات وثقة بقدرات الآخرين هي من صفات الأشخاص الواثقين بأنفسهم وواثقين بالله.
  • الثقة بالنفس هي تقدير القدرات التي يملكها الشخص، بينما يتميز الغرور بتقدير زائد للقدرات التي يمتلكها الشخص.
  • تؤدي المقارنات بين الأشخاص إلى إغراء الشخص بالغرور أو عدم القدرة على المواكبة.
  • غير أن المغرور هو الشخص الذي يرى نفسه أفضل من الآخرين عندما يقارن بينهم، ويسعى لتحقيق النجاحات الشخصية التي لا يرونها البعض إلا بمجرد إنجازها، ولكنها لا تحمل الكثير من القيمة في نظر الآخرين.
  • فيما نجدُ أن الثقةَ بالنفسِ هي التي لا تجعلُ الشخصَ يضعُ ذاتَهُ موضعًا للمقارناتِ.
  • تملأ الثقة بالنفس قلب من يمتلكها بالفرح والطمأنينة، ويشكر الله على هذه النعمة التي تجعله مميزًا بين الآخرين حوله.
  • بينما يؤدي الغرور إلى عدم القدرة على بناء علاقات جيدة والتجاهل منح العون للآخرين في حياتهم، وهذا يجعله يعيش بمفرده بعيداً عن السعادة والبهجة. فالتكبر يجعل الآخرين ينفرون من المغرور.
  • لا تتكبر فتحبط الآخرين، بل كُن متواضعًا فتجد الرفقة الطيبة.

ما هو الغرور

  • يتم تعريف الغرور على أنه حب الشخص لذاته وشعوره بالأنا وقوتها، وتجاهل العيوب بطريقة تجعل الجميع يلاحظ انغماسه في ذاته وحبه لها بشكل أكثر من اللازم.
  • يمكن لحب الذات أن يتطور في الإنسان إلى شعور بالعظمة والفخر الزائد عن الحد، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي يمتلك العزة والعظمة، وبالتالي يشعر الإنسان بأنه وصل إلى الكمال.
  • يعكس الشعور بالنقصان في مرآة الآخرين عدم امتلاكهم الثقة الكافية في قراراتهم وأفعالهم، وتصرفاتهم ومواقفهم، ويقلل من شأنهم ومن مشاعرهم واحتياجاتهم.
  • يتجاهلون الواقع الصعب الذي يواجهه البعض ولا يقدمون لهم الدعم اللازم، مبررين ذلك بأنهم ارتكبوا أخطاء ويجب عليهم تصحيحها.

مظاهر الغرور

  • يعاني المغرور من الشعور بالنجاح اللامتناهي والتفوق والحصول على الكثير من المعرفة والقدرة على الإدراك.
  • وبالتالي، فإنه يمكنه السيطرة على كل جوانب الحياة من حوله، وهو ما لا يمكن لأفراد المجتمع الآخرين القيام به، سواء كان ذلك في الأسرة أو الجامعة أو مكان العمل.
  • يتعرض الشخص المغرور لرد فعل مباشر من جراء تصرفاته الغير مسؤولة التي تجعله في موقف يسخر منه الآخرون.
  • يجب تجنب التعامل مع الشخص الذي يتمتع بطريقة سحرية لتقليل وتشويه صورة الآخرين والتعدي على خصوصياتهم وحياتهم الشخصية.
  • لذلك، يتكون الهرم الثلاثي للمغرور من التجنب والتغاضي والنبذ، حيث ينتهي بالمغرور في النهاية في فخ الكراهية والأمراض النفسية التي تسبب له الكثير من المعاناة.

متى تهتز الثقة بالنفس

يعتبر موضوع الثقة بالنفس مهمًا جدًا، ولقد بحث العديد من العلماء في هذا الموضوع بحثًا عن أسرار وعوامل النفس، إذ يعاني الكثيرون من عدم الثقة بالنفس، الأمر الذي يؤثر على إمكانية الحصول على وظيفة أو شريك حياتي. وفيما يلي، سنذكر الطرق العلمية الرئيسية والأهم للإجابة عن تساؤلاتكم حول متى يمكن أن تهتز الثقة بالنفس:

  • مقارنة الذات وقدراتها وحياتها مع الآخرين، هي واحدة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس وعدم القدرة على توجيه النفس والآخرين، وحتى عدم القدرة على التعبير عن الرأي بشكل صحيح.
  • تُعد المقارنات من أهم المسببات لشعور البعض بنقص الثقة في النفس، حيث تختلف قدرات كل شخص عن الآخر، لذا يجب عدم المقارنة بين أنفسنا وبين الآخرين بطريقة لا تخرج بنتائج حقيقية حول قدراتنا أو قدرات الآخرين.
  • عدم الثقة بالله هو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى هز الثقة بالنفس وتقليل قدرة الشخص على التفاعل مع الآخرين، ولذلك يجب أن ندرك أسباب الثقة بالنفس وهي الثقة بالله عز وجل.
  • عدم مواكبة المعلومات وعدم الاطلاع على الثقافات الأخرى، وعدم متابعة آخر الأحداث والأخبار على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، هي أسباب رئيسية لعدم القدرة على التواصل مع الآخرين، وهذا يؤدي إلى هز الثقة في التفاعل مع الآخرين.
  • تؤدي السلبية في التفاعل مع الآخرين إلى جعل الجميع ينفرون من الشخص، ولذلك فإن الثقة بالنفس تتطلب الإيجابية والتفاعل الإيجابي مع الآخرين والتواصل المستمر والفعال معهم.

تنمية الثقة بالنفس

  • تعتبر الشخصية مرآة الذات وتوقعاتها وأحلامها، فكما يقول خبير الثقة في النفس الدكتور مصطفى الفقي: `إن الوجه مرآة العقل ويكشف أسرار القلب`، لذا فإن الشخصية المتضررة من الداخل هي التي تنعكس على الثقة بالنفس وعدم القدرة على التعامل مع الصعوبات أو التعبير عن الذات.
  • يكمن الحل الأمثل للتخلص من اهتزاز الثقة في النفس في الثقة بالله تعالى والاطمئنان إليه، وفي قراءة المزيد حول كيفية التأثير على الآخرين وفن الإقناع، وفي الاطلاع المستمر على الأخبار والمعلومات العامة وتنمية القدرات العقلية، كما يمكن دراسة لغة الجسد وطرق التعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين وإبداء الآراء بجُمل قصيرة ومفيدة.

مرض الغرور والتكبر

  • يُعتبر الغرور والتكبر من بين أنماط السلوك الاضطرابي التي يلجأ إليها الشخص نتيجة لوجود عيوب أو نقائص داخلية يعاني منها في حياته. يتصوّر الشخص المتكبر لنفسه أنه الأفضل والأعلى، وهذا الشعور غير الحقيقي ينبعث من صوت الأنا الذي يجعله متكبرًا ومتغطرسًا، ويفرض شخصيته ورأيه على الآخرين.
  • يتجلى الغرور في الرغبة في التحكم في آراء الآخرين وإجبارهم على قبول وجهة نظره الخاصة وتجاهل آرائهم، ويقوم المغرور بإلقاء اللوم والانتقادات على الآخرين.
  • بالإضافة إلى توجيه اللوم إليهم عند اتخاذهم خطوات في حياتهم، يحاولون خفض مستويات قدراتهم في سبيل التحيز ضدهم.
  • تعود هذه الشعورات التي يعاني منها المغرور والمتكبر إلى الاضطرابات النفسية التي يعاني منها، والتي تجعل الكثيرين يبتعدون عنه. هذا يدفعه لاتخاذ تصرفات غطرسة وغير واعية بأن الله تعالى هو الذي يمنح كل شيء للآخرين وأنه القادر على كل شيء.
  • يتميز المتكبر بصفات سلبية تؤثر عليه ويحاول السيطرة على الآخرين معتقدًا أنه بلغ الكمال واليقين في كل شيء، وينسجم ذلك مع حرمان الآخرين من حقوقهم وتقييمهم بطريقة تخدم مصالحه الشخصية.

الفرق بين الغرور والغطرسة

  • يرون بعض الناس أنه لا فرق بين الغرور والغطرسة، ومن الأحسن تسمية المغرور بأنه شخص متغطرس.
  • يعني الغرور في المعاجم العربية التجميل والتزيين للأفعال الخاطئة بما يوهم فاعلها بأنها صحيحة، ويمكن أن يكون مصدره الباطل. وهناك بعض التعريفات التي تشير إلى أن الغرور هو ميلاً للنفس إلى الهوى من الصفات، ويقوم الشيطان بتوسيسه للشخص المتغطرس. والجمع من الغرور غُرَرٌ.

قدمنا في مقالنا توضيحًا هامًا لأهمية التمييز بين الثقة بالنفس والغرور والغطرسة، وشرحنا مفهوم الغرور وكيف يؤثر على الثقة بالنفس، إذ إن الثقة بالنفس هي الصفة الحميدة التي تساعد الإنسان على تحقيق أهدافه، بينما الغرور هو الصفة السيئة التي نهانا عنها الله ورسوله، ولذلك يجب على الإنسان التواضع والاعتماد على الله تعالى وقدراته الشخصية.

المراجع

1-

2-

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى