التعليموظائف و تعليم

الاقليات الاسلامية في اسيا وأهم المشكلات التي تواجههم

الاقليات الاسلامية في اسيا1 | موسوعة الشرق الأوسط

تواجه الأقليات الإسلامية في آسيا بعض المشاكل، ويعود السبب في ذلك إلى كونهم أقلية، أي جماعة صغيرة العدد تعيش بين جماعة أكبر منها، وفي تلك الفترة تعمل على تكوين مجتمع خاص بها ترسم له ملامحه، وفي كثير من الأحيان تعاني تلك الأقليات من تسلط الجماعة الأكبر عدداً واجتماعياً، والذي يترتب عليه حرمان الأقليات من ممارسة العديد من حقوقهم، وقد يصل الأمر إلى حرمانهم من ممارسة الطقوس الدينية في بعض الأحيان.

تم تقدير عدد المسلمين في جميع دول العالم بحوالي مليار وستين مليون مسلم تقريباً، وهذا يمثل حوالي خمسة وعشرين بالمائة من إجمالي عدد السكان الذين يعيشون على كوكب الأرض والذي يقارب سبعة مليارات نسمة. وينتمي الباقي من السكان إلى ديانات مختلفة مثل المسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية وغيرها، وهم موزعون على أكثر من مائتي دولة حول العالم في مختلف القارات. ومع ذلك، يعيش حوالي اثنان وستون بالمائة من المسلمين في العالم في مناطق المحيط الهادئ والقارة الآسيوية. وتتضمن موسوعتنا المعلومات الأساسية حول الأقليات الإسلامية في آسيا.

الاقليات الاسلامية في اسيا

  • ربما يكون هذا الأمر غريباً بالنسبة لبعض الناس، ولكن الواقع يؤكد أن الكثير من المسلمين يعيشون في بلدان لا يعتبر الإسلام ديناً رئيسياً فيها، ويبلغ عدد المسلمين الذين يعيشون في تلك البلدان حوالي 300 مليون مسلم، وهو يمثل خمسة أخماس إجمالي عدد المسلمين في العالم. ولتوضيح المزيد، فإن عدد المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا يفوق عدد المسلمين الذين يعيشون في لبنان، وعدد المسلمين في الصين يتجاوز عدد المسلمين في سوريا.
  • منذ ظهور الإسلام، لم يتوقف عند منطقة بدأ منها وهي مكة المكرمة، بل انتشر بسرعة إلى أنحاء مختلفة من العالم من خلال الأنشطة التجارية والتفاعل بين الشعوب المختلفة. وساعد في انتشاره وتقبل الشعوب والبلدان له خلقيات المسلم السمحة وطريقته المهذبة في التعامل، كما كان يفعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام مع غير المسلمين.
  • دخل الإسلام إلى آسيا عبر شبكات الطرق الداخلية في بلاد شبه الجزيرة العربية التي تربط المدن والدول. ساعدت هذه الشبكات المسلمين على التوسع والانتشار في آسيا، حيث تعرف المسلمون من خلالها على الإسلام وتعايشوا مع المجتمعات الأخرى. كما ساعدت الطرق التي تربط بين العراق والجزيرة العربية وما حولهما من بلاد، بما في ذلك الصين والهند والسند، على انتشار الإسلام في آسيا. كانت القوافل التجارية المسلمة التي كانت تسافر إلى أراضي آسيا الشرقية أيضًا عاملاً قويًا في تشعب الإسلام وانتشاره في آسيا حتى وصل إلى الكثير من سكان تلك القارة.

أسباب ظهور الأقليات الإسلامية

  • الإسلام هو آخر رسالة سماوية أنزلها الله تعالى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت هناك رسالات وأنبياء كثيرون قبله، مثل الإبراهيمية واليهودية والمسيحية. ولذلك، عندما جاء النبي محمد، كان الناس يدينون بما يعتقدون به من قبل، ومع اعتناق الناس للإسلام وتوسعه في الأرض وفتوحات الرسول وأصحابه، انتشر الإسلام في مختلف أنحاء العالم وضواحيها، إلى جانب الرحلات التجارية.
  • يعود سبب ظهور الأقليات الإسلامية في مختلف البلدان إلى الدعوة التي كان يدعو بها الأئمة والصالحون، وتشير الإحصائية التي أجريت عام 2010م إلى أن أكثر من 73% من مجموع المسلمين في العالم يعيشون في دول تمثل أغلبية سكانها المسلمين، في حين يعيش حوالي 27% من المسلمين الآخرين كأقليات إسلامية، والعدد الإجمالي لهم يتجاوز 300 مليون مسلم.
  • يعيش حوالي 240 مليون مسلم، أو ما يعادل ثلاثة أرباع الأقليات الإسلامية، في دول غير إسلامية، مثل الصين وإثيوبيا والهند. وهناك أقليات إسلامية في أستراليا والأمريكتين الشمالية والجنوبية وبعض الدول الأوروبية، ويقدر عدد المسلمين في الأقليات التي تعيش في أمريكا الشمالية وأوروبا بأقل من ثلاثة في المائة من إجمالي عدد الأقليات المسلمة.

مشكلات الأقليات الإسلامية وحلولها

  • تواجه الأقليات الإسلامية تحديات وصعوبات مختلفة، وتختلف هذه التحديات وفقًا للمنطقة أو الدولة التي تقع فيها وتنتمي إليها. فبالتأكيد، تؤثر الظروف الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية المحيطة بأي أقلية، مهما كان نوعها أو تصنيفها. وعلى سبيل المثال، فإن الأقليات التي تعيش في قارة أفريقيا تواجه العديد من التحديات، بما في ذلك الصراع الذي يدور بين الإسلام والوثنية.
  • واجهت الأقليات الإسلامية في الدول الأوروبية تحديات عديدة، وأبرز هذه التحديات كانت في الصراع القديم الذي استمر لعدة قرون، لكن نجحت الدعوة الإسلامية في الانتصار والظهور بشكل واضح أمام الشعوب في جنوب أوروبا وغربها وشرقها، وفي القرن العشرين تحولت تلك المشكلات والتحديات إلى ما يُعرف بالصراع الذهبي بين الإسلام والمسيحية.
  • وفي سياق المشاكل التي ذُكرت سابقًا، لا يُمكن تجاهل المحاولات الشاقة التي يبذلها مسلمو الأقليات للحفاظ على هويتهم الدينية واللغوية والثقافية والوطنية، رغم مواجهتهم للفقر وصعوبة العثور على فرص عمل والتدهور في مستويات المعيشة، بالإضافة إلى التهميش السياسي وحرمانهم من المشاركة في العملية السياسية، مثل الحرمان من الحق في التصويت أو الترشح للانتخابات.

حل مشكلات الأقليات الإسلامية

يشير مصطلح (الإسلاموفوبيا) إلى المشكلات والتحديات التي تواجه الأقليات المسلمة في الدول الغربية، وتتضمن هذه المشكلات الصعوبات الاجتماعية والسياسية والإعلامية والثقافية، وتم تقديم العديد من الحلول التي يمكن من خلالها التغلب على هذه المشكلات وحلها:

  • زيادة الوعي الديني وتعزيز العلاقة بين المسلم ودينه وخالقه وتعزيز الحماية الذاتية له عن طريق زيادة الوعي بالتدين الصحيح والعمل على توحيد صفوف الأقليات في دولة ما أو في مناطق مختلفة من العالم.
  • يتم توعية غير المسلمين بعظمة الدين الإسلامي من خلال نشر المفاهيم الخاصة به بشكل إيجابي، عن طريق التواصل معهم بشكل صحيح من قبل الأقليات، بهدف إبراز صورة مشرفة للمسلمين والإسلام في عقولهم.

يجب الإشارة إلى أن معظم دول العالم، إن لم تكن دولاً إسلامية، فإنها تضم أقليات إسلامية تعيش فيها، حيث جعل الله تعالى اسمه ينطق به في الأرض من مشارقها إلى مغاربها، ومن أمثلة ذلك وجود أقلية إسلامية في وسط الهند بولاية حيدر أباد، ووجود أقلية في جزيرة سولو ومندناو جنوب الفلبين، كما تتمركز أقلية داخل منطقة الحزام الإسلامي في غرب الصين وولاية تركستان.

المراجع

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى