من اسباب التصحر وتدهور الأراضي الزراعيه
تتسبب العوامل البشرية والعوامل المناخية في تدهور الأراضي الزراعية وتصحرها، وهذه المشكلة تؤثر على العالم بأسره وليست مقتصرة على دولة أو دولتين، خاصة في الوطن العربي. لذلك، تعمل الحكومات بجهود كبيرة لمواجهة هذه المشكلة والتصدي للآثار السلبية التي ترتبط بها. في هذه المقالة، سنقدم لكم مزيدًا من المعلومات حول هذه المشكلة من خلال موسوعتنا.
التصحر ليس مشكلة حديثة، بل هي ظاهرة قديمة تعود لسنوات عديدة، وبسبب هذا العراق القديمة، أصبحت تهدد مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وتسبب أضرارًا كثيرة لحياة البشر في مختلف النواحي الحياتية، مثل الغذاء والشراب وغيرها، وسنشرح في الفقرات القادمة مفهوم التصحر وأهم أسبابه.
من اسباب التصحر وتدهور الأراضي الزراعيه
لا يمكن التعرف على أسباب التصحر والعوامل المؤدية إلى حدوثه دون الوقوف على تعريفه والمقصود منه أولاً وقبل كل شيء وهو ما سوف نعرضه فيما يلي ومنه يمكن الوصول إلى الأسباب المؤدية للتصحر وفهمها.
تعريف التصحر
- وفقا لتعريف التصحر الذي ورد في مؤتمر الأمم المتحدة (UNCOD) عام 1977، فإنه يهدف إلى تدمير وتدهور الإمكانيات البيولوجية للأرض والتي تؤدي في النهاية إلى تحول الأرض إلى شبه صحراء، وتم إعادة صياغة هذا التعريف في عام 1991، حيث يشير إلى حالة تدهور الأراضي الجافة والشبه قاحلة والقاحلة والمناطق شبه الرطبة نتيجة للتأثير الضار للبشر.
- بالإضافة إلى ما تم ذكره سابقاً، فإن ظاهرة التصحر، وفقًا لبعض العلماء، تحدث بسبب التعرية الريحية للأراضي الرملية الرعوية أو الأراضي البعلية الزراعية. وهناك اعتقاد آخر يتعلق بذلك، حيث يرجع التصحر إلى سبب وحيد وهو الرعي الجائر للأراضي الرعوية الزراعية. وفي تعريف للتصحر، يتم تعريفه كحالة من تغير المناخ نتيجة لعوامل طبيعية وبشرية مختلفة، مما يؤدي إلى الجفاف. ويرى آخرون أن التصحر يعني تحول الأراضي الزراعية إلى أراض صحراوية غير قادرة على الإنتاج.
- في اتفاقية قمة الأرض (ريو) عام (1992م)، ذُكر عن التصحر أنه يشير إلى التدهور الذي يحدث في الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة وشبه الرطبة، وذلك بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك التغيرات المناخية والأنشطة البشرية.
- وبالتالي، فإن التصحر يشير إلى تدهور الأرض الخصبة سواء كانت مراعي طبيعية أو أراضي زراعية، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان كامل للخصوبة، حيث تفقد المناطق الرعوية غطائها النباتي الطبيعي وتحل محلها النباتات غير الفعالة والشائكة.
أسباب التصحر الناتجة عن العامل البشري
في الفقرات التالية، سنستعرض أهم أسباب التصحر الناجم عن العوامل البشرية، التي أدت إلى تفاقم مشكلة التصحر:
إزالة الغابات
- وفقًا لتقارير منظمة الزراعة والأغذية، يعاني العديد من دول العالم النامي من مشكلة التصحر، حيث تتفشى قطع الأشجار في هذه الدول، ويتم قطع ما يصل إلى 4 ملايين هكتار من الأراضي القاحلة سنويًا، وهذا يتجاوز بكثير معدل إنتاج الغابات للأشجار بعشرات المرات. ويتم تسليط الضوء على الوضع الحرج في أفريقيا بسبب إزالة حوالي 90٪ من أشجار إثيوبيا منذ بداية القرن الحادي والعشرين.
- تراجعت مساحة غابات غطاء أوغندا الحرجي من ٣١ ألف كيلومتر مربع إلى أقل من ٦ آلاف كيلومتر مربع في السنوات التسعين الماضية، كما انخفضت مساحة الغابات في قارة آسيا إلى خمسة بالمائة، وهذا يقل عن الحد الأدنى المقبول دولياً البالغ ٢٥٪.
الزراعة المُفرطة
- يشير مصطلح الزراعة المفرطة إلى الضغط الزراعي، وهو استخدام الأراضي الزراعية بما يفوق قدرتها على إنتاج المحاصيل بشكل طبيعي، وبشكل عام، تعتبر المناطق الجافة وشبه الجافة الأكثر عرضة للتضرر والتأثر بالضغط الزراعي، نظرًا لعدم توفر الماء الكافي خلال تكوّن التربة، مما يؤدي إلى تبخر المياه من التربة وتراكم الأملاح الذائبة قرب سطح الأرض، مما يترتب عليه نقص هائل في العناصر الهامة للتربة مثل الفوسفور والنيتروجين، وعدم وجود محتوى كافٍ من الدبال في التربة مما يجعلها عرضة للتعرية بشكل كبير.
التملح والري
- يحدث التصحر والجفاف في الأراضي الزراعية نتيجة التخطيط السيء لمشاريع الري، حيث يؤدي استخدام الماء بشكل سيء وعدم تصريف الزائد منه إلى تراكم الأملاح القابلة للذوبان بالتربة ومنع تدفق الماء المالح، كما يؤدي التوسع في أنظمة الري إلى ارتفاع مستوى المياه الجوفية وزيادة ارتفاع الأملاح في التربة، مما يؤثر على نمو النباتات وخصوبة التربة وتبادل المواد بين الغلاف المائي والجوي الذي يزود الغلاف الحيوي بالغذاء.
الرّعي الجائر
- يشير هذا المصطلح إلى حدوث تصحر الأراضي الجافة نتيجة لرعي الحيوانات لنباتات المنطقة بشكل مكثف، وهذا يعتبر أحد أسباب التصحر الرئيسية في الأراضي الجافة التي تستخدم لرعي الماعز، الخراف، والأبقار.
عوامل التصحر المناخية
- توجد خلافات حول دور العوامل المناخية والظروف البيئية في حدوث التصحر. أقر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 1991 أن النشاط البشري وحده هو ما يسبب مشكلة التصحر، بينما أكد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية في العام التالي أن التصحر ينتج عن كل من التغيرات المناخية والعوامل البشرية.
- بالتأكيد، تلعب العوامل المناخية دورًا كبيرًا في مسألة التصحر، ولكن من الصعب تحديد مدى مساهمة العوامل المناخية مقارنة بالعوامل البشرية في حدوث التصحر. ومع ذلك، يؤدي اختلاف هطول الأمطار من عام إلى آخر إلى اختلاف في الكمية الإجمالية للأعلاف المنتجة، وبالتالي يحدث تباين في الغطاء النباتي في المناطق الجافة والصحراوية وغيرها من المناطق القاحلة جدًا. ومع العلم أن تناثر الغطاء النباتي يؤدي إلى التعرية وبالتالي يسرع من حدوث التصحر.
التصحر واثره على البيئة
- من بين أشكال التصحر، يتميز اختفاء الشجيرات والأشجار من المناطق الزراعية والرعوية بأنه يحل محلها نباتات لا فائدة منها ولا جدوى، ويؤدي التصحر إلى تأثير كبير على المراعي والأراضي الزراعية الهامة في توفير الهواء والماء والغذاء، وبالتالي تقل إنتاجية المزارعين وتقلص مصادر المياه، مما يضطر السكان في تلك المناطق إلى الانتقال إلى مناطق أخرى للعيش براحة.
- بجانب أن تتبعد الغابات يؤدي إلى تغير المناخ وتأثيره على الأرض والنظام البيئي، فإنه يؤثر أيضًا على الإنسان، حيث تتضمن الآثار التي تحدث نتيجة للتصحر، فيما يتعلق بصحة الإنسان، انتشار الأمراض التي يتم نقلها عبر الغذاء والماء، ويعود السبب في ذلك إلى ندرة مصادر الماء النظيف وضعف مستوى النظافة، إلى جانب ما يحدث من سوء تغذية وضعف عام نتيجة نقص الماء والغذاء الصالحين للاستخدام البشري.
- إضافة إلى ذلك، تنتج تلوث الهواء بالأتربة والغبار المتراكم على الملوثات والتعرية الريحية العديد من الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي. وبالإضافة إلى ذلك، يؤدي التصحر إلى انتشار الأمراض المعدية ونقلها من منطقة إلى أخرى نتيجة لتحرك سكان المناطق المتصحرة إلى مناطق أخرى للعيش.
إذاً، في الخلاصة، يمكننا القول إن تدهور الأراضي وتصحرها ينجم عن عدة أسباب، منها التغيرات المناخية القاسية مثل الجفاف، والأنشطة البشرية المختلفة التي تؤثر سلباً على جودة التربة وتؤدي إلى تقليل الإنتاج الزراعي وإعاقة الخدمات وتوفير السلع. وبالتالي، يتعلق التصحر بتدهور النظم الإيكولوجية في المناطق شبه الجافة والجافة وغيرها من المناطق الرطبة والقاحلة التي تتأثر بالعوامل المناخية أو الناتجة عن سوء استخدام الإنسان للأراضي.
المراجع