من الاسباب التي ساعدت على انتشار البطاله في العالم العربي والاسلامي
انتشار البطالة في العالم العربي والإسلامي يرجع إلى العديد من العوامل التي تشكل في العصر الحالي أحد أخطر المشكلات والأزمات التي تواجهها البلاد العربية والأجنبية، وانتشرت بين الكثير من الأفراد والفئات في المجتمع. والحكومات تتلفت لهذه المشكلة وتبحث عن أسرع الحلول وأنسبها للقضاء عليها. في هذا المقال على موسوعة، سنعرض أبرز أسباب انتشار البطالة وبعض الطرق التي يمكن أن تساعد على مقاومتها والقضاء عليها.
من الاسباب التي ساعدت على انتشار البطاله في العالم العربي والاسلامي
يتم تعريف البطالة عادةً على أنها عدد الأفراد الذين لديهم القدرة على العمل ولكنهم لم يجدوا فرصة للحصول على وظيفة. ويطلق مصطلح البطالة على الأفراد الذين لم يتمكنوا من الحصول على عمل في مجال تخصصهم أو خبرتهم ومهاراتهم، وبالتالي اضطروا للبقاء في المنزل دون تحقيق دخل مادي أو قيمة معنوية. وتتم معرفة معدلات البطالة في كل مجتمع أو دولة من خلال الإحصائيات التي تتم إجراؤها بشكل دوري.
تهدد البطالة استقرار المجتمعات، وتترتب عليها مجموعة متنوعة من الأسباب، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وسوف نناقش هذه الأسباب بشكل مفصل في الفقرات التالية:
الأسباب السياسيّة للبطالة
(تشمل أسباب البطالة السياسية جميع العوامل المتعلقة بها والتي تنبع من سياسات الدولة، ومن بينها:):
- تتسبب التّنمية السياسية في الدول النامية في ضعف التأثير على الوضعين الاجتماعي والاقتصادي.
- تنتشر الأزمات والحروب الأهلية في الدول، سواء داخل الدولة أو بين دول مختلفة.
- ضعف قدرة المنظمات الدولية على دعم قطاع الأعمال.
الأسباب الاقتصاديّة للبطالة
تعد الأسباب والعوامل الاقتصادية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة البطالة بين فئات المجتمع وفي الدول العربية عمومًا، مما يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة على المستوى العالمي، ويشمل ذلك العديد من الأسباب مثل:
- يتم اللجوء إلى العمالة الوافدة من خارج المجتمع، وهذا يرتبط بمفهوم العمالة الوافدة التي تستخدم بشكل كبير في المهن الحرفية، حيث يتم استقدام خبراء من خارج الدولة لتلبية الاحتياجات، مما يؤدي إلى عدم الحاجة إلى استخدام العمالة المحلية أو الموظفين.
- استخدام التقنية الحديثة في العمل، مثل الحاسوب، يؤدي إلى زيادة الفائدة الاقتصادية للشركات من خلال خفض تكاليف الدخل للموظفين، ومع ذلك، فإنه يؤدي إلى نتائج سلبية مثل زيادة معدلات البطالة.
- يقوم بعض الموظفين أو العاملين بتقديم استقالتهم من العمل للانتقال إلى عمل جديد، ويشار إلى هذا النوع من البطالة المؤقتة، حيث يشمل جميع الأشخاص الذين تركوا وظائفهم الحالية للبحث عن عمل بديل، ولكن يتطلب ذلك وقتًا طويلاً للنجاح في الحصول على عمل جديد، مما جعل هذه الفترة تصنّف عادةً على أنها فترة بطالة.
- تعد زيادة أعداد العاملين في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد نقصًا في الوظائف المتاحة من أهم المؤثرات التي تؤدي إلى الركود الاقتصادي، وخاصة في قطاع الأعمال، حيث يزداد عدد خريجي الجامعات دون توافر وظائف مناسبة لهم.
الأسباب الاجتماعيّة للبطالة
يوحي اسم البطالة الاجتماعية بأن أسبابها تتعلق بالظروف الاجتماعية للمجتمع الذي يتأثر بالاعتمادية، وبالتأكيد ترتبط بالوضع الاقتصادي والسياسي وعدم توفر فرص العمل. ومن بين أسباب البطالة الاجتماعية الأكثر شيوعًا:
- يتمثل ضعف التطوير المستمر في عدم الاستفادة من أفكار المشاريع الحديثة التي تساهم في توفير فرص عمل للأشخاص القادرين على تحمل المسؤولية وأداء العمل بكفاءة وخبرة.
- يشعر الكثير من الشباب الراغبين في العمل بالإحباط واليأس بسبب عدم قدرتهم على الحصول على وظائف تناسبهم وتوفر لهم دخلاً يلبي احتياجاتهم ومتطلباتهم.
- يعود غياب الاهتمام بتطوير قطاع التعليم وتقديم التثقيف الكافي لأفراد المجتمع، وخاصة الشباب، إلى نقص الوعي بأهمية مواجهة أزمة البطالة التي تعتبر من أبرز القضايا الاجتماعية.
- التقدم الاقتصادي للمنشآت يعتمد على تنمية المجتمع المحلي، والتي تستفيد من التأثيرات الإيجابية التي تقدمها المنشآت.
- زيادة معدلات النمو السكاني تتزامن مع انتشار ظاهرة الفقر، وعدم توفر وظائف كافية لعدد العمالة تتوافق مع هذا النمو.
سبل مكافحة البطالة
هناك بعض الحلول التي عمل خبراء الاقتصاد على وضعها للحد من انتشار البطالة في المجتمع العربي، ومن بينها:
- يُعد تنظيم إجراءات استقدام العمالة الوافدة من الخارج وفرض القيود المناسبة في هذا الصدد، من الأمور التي تُسهم في توفير الوظائف للأفراد والمواطنين القادرين على العمل، والتخفيف من حاجة المجتمع للعمالة الوافدة.
- يتم تشجيع العمل التطوعي عن طريق تقديم مكافآت مالية، مما يساعد على تحفيز الرغبة في الانضمام لهذه الأعمال، ويزيد من قبول فكرة العمل التطوعي، ويتحول مع الوقت إلى عمل رسمي يتم دفع أجر ومقابل مالي عليه.
- يُساهم تمويل المشروعات الريادية والصغيرة وتحفيز أدائها في إتاحة فرص عمل للكثير من الشباب، خاصةً حديثي التخرج من الجامعات الذين اكتسبوا مهارات أكاديمية تتناسب مع متطلبات الوظائف في تلك المشروعات الحديثة.
- يساعد استبدال النظرة الشائعة والمألوفة حيال بعض المهن على الحد من ارتفاع معدلات البطالة، حيث قد لا يكون الشباب مهتمين بتولي الوظائف اليدوية أو المهنية، مما يؤدي إلى تراكم البطالة في هذه المهن. لذلك، من الأهمية بمكان تشجيع الشباب على هذه الحرف والمهن من خلال عقد ندوات ودورات تعريفية لمساعدتهم على التعرف عليها بشكل أفضل.
احد أسباب انتشار الفقر في العالم العربي والاسلامي
عند الحديث عن الفقر، لا يمكن ذكر سبب واحد أو اثنين فقط لانتشاره، خاصةً في المجتمعات العربية، بل هناك العديد من الأسباب المتنوعة والمختلفة التي ساهمت في انتشاره، ويجب تعريف الفقر قبل عرض تلك الأسباب:
- تعريف الفقر في اللغة: تعني الفقر في اللغة الحاجة والعوز، ومضادها هو الغنى، وقد قام الإمام الشافعي رحمه الله بتعريف الفقراء على أنهم الأشخاص الذين ليس لديهم حرفة، أو هم أصحاب حرف لا تلبي حاجاتهم.
- تعريف الفقر اصطلاحاً: الفقر يعني افتقار الفرد أو الأسرة للوسائل المادية الضرورية لتلبية الحاجات الأساسية اللازمة للبقاء، والتي يتم تحديدها اجتماعيًا، وقد يؤدي هذا العجز في تلبية تلك الاحتياجات إلى الجوع وحتى الموت في بعض الحالات، أو عدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية للمسكن والمأكل والمشرب بطريقة تتناسب مع متطلبات الحياة الكريمة.
من أسباب انتشار الفقر في العالم العربى والاسلامى
- عدم توفُّر الماء والغذاء الكافيين.
- الكوارث الطبيعية والحروب.
- تدني مستوى التعليم.
- ضعف الاهتمام بالزراعة.
- تدني الأجور.
- التغيرات المناخية.
- سوء الأحوال الصحية.
- التمييز العنصري بين سكان المجتمع.
- زيادة السكان، وزيادة عدد أفراد الأسرة.
- انخفاض معدلات النمو الاقتصادي.
- ضعف الخبرة والكفاءة بين القوى العاملة.
- قلة عدد الوظائف والأعمال المتاحة.
من خلال ما سبق ذكره، قدمنا إجابة مفصلة عن أهم الأسباب التي ساهمت في انتشار البطالة في العالم العربي والإسلامي، ويتضح بوضوح لا يدع مجالًا للشك أن الفقر والبطالة يتبادلان الأسباب فيما بينهما، وهذا يعني أنهما يمثلان جانبي عملة واحدة، ولكي نتمكن من التغلب على أحدهما، يجب علينا التغلب على الآخر، وكذلك، فإن قدرتنا على مواجهة البطالة والتغلب عليها تنتج عنها علاجًا لأزمة الفقر التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية.
للمزيد يمكنك متابعة
بحث عن الاقتصاد في الوطن العربي
المراجع