الحالات المرضيةصحة

أسباب التوحد عند الطفل

التوحد عند الطفل e1633167946514 | موسوعة الشرق الأوسط

تعرفوا معنا على أسباب التوحد عند الأطفال، فقبل الحديث عن الأسباب الرئيسية لإصابة الأطفال بالتوحد، يجب التعرف على التوحد وهل له أنواع مختلفة أم أن جميع حالات التوحد متشابهة.

يعد مرض التوحد اضطرابًا عصبيًا يؤثر على الدماغ، ويحدث عندما يتعرض الطفل لخلل في وظائف الدماغ. يتمثل تأثير التوحد في إعاقة نمو الطفل وتطوره خلال فترة الطفولة، وخاصةً قبل السن الثالثة، ويؤثر على قدرة الطفل على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين. ويتفاوت شدة المرض والأعراض التي يعاني منها الطفل، ويمكن أن يستمر تأثير التوحد على الفرد طوال فترة حياته.

أسباب التوحد عند الطفل

يُعَد مرض التوحد من الأمراض التي زادت انتشارها في الفترة الأخيرة، إذ وصل معدل الإصابة به إلى 3 إلى 6 أطفال من كل 1000 طفل، وذلك وفقًا لدراسة أُجريت في الولايات المتحدة. وزادت نسبة الإصابة بالتوحد عند الأطفال مع مرور الوقت، ولم يتم تحديد سبب هذا الارتفاع بشكل دقيق، حيث يمكن أن يكون سببه زيادة فعلية في الإصابة بالتوحد، أو أن يكون بسبب تطور طرق الكشف عن المرض، ومن الممكن أن يكون السبب الفعلي هو اجتماع السببين معًا. وعند دراسة أسباب إصابة الأطفال بالتوحد، لا يوجد أسباب محددة وذلك بسبب وجود اختلافات بين الأطفال المصابين، ولكن بشكل عام، يمكن أن يرجع سبب إصابة الطفل بالتوحد إلى الأسباب التالية:

العوامل الوراثية

  • يمكن أن تكون الجينات سببًا في الإصابة بالتوحد، ومن أمثلة الاضطرابات التي يتعرض الطفل للإصابة بها نتيجة لخلل جيني هي اضطرابات التوحد:
    • متلازمة ريت.
    • متلازمة الصبغي إكس الهش.
  • تزيد الطفرات الجينية والتعرض لخلل في الجينات من خطر إصابة الطفل بالتوحد، وتؤثر تلك الجينات على:
    • تطور خلايا الدماغ.
    • طريقة تواصل خلايا الدماغ.
    • شدة الأعراض.
  • قد تكون هذه الطفرات الجينية وراثية، أو قد تحدث نتيجة طفرة جينية يصاب بها الطفل بشكل تلقائي.
  • أثبتت بعض الدراسات أن الجينات هي المسؤولة عن الإصابة بالتوحد، وأن أي خلل جيني يسبب مجموعة من اضطرابات التوحد.

العوامل البيئية

  • هناك دراسات تبحث في العلاقة بين العوامل البيئية والإصابة بالتوحد، حيث يمكن أن تكون العوامل التالية هي أحد الأسباب:
    • العدوى الفيروسية.
    • الأدوية.
    • المضاعفات التي يتعرض لها الأم خلال فترة الحمل.
    • ملوثات الهواء.

العوامل الأخرى

  • تدرس الآن عدة عوامل يمكن أن تؤثر في زيادة خطر الإصابة بالتوحد لدى الأطفال، بما في ذلك:
    • المشاكل الصحية التي تنشأ لدى الأم خلال فترة الحمل.
    • تتعرض الأميجدالا Amygdala، الجزء المسئول عن الإحساس عند الطفل، للخلل.
  • تشير بعض الأحاديث إلى أن التطعيمات التي يتم إعطاؤها للطفل في الفترة الأولى من عمره قد تكون المسؤولة عن بعض الآثار الجانبية، وهناك دراسات تتحدث عن تأثير التطعيمات المختلفة على دماغ الطفل:
    • الحصبة.
    • النكاف.
    • الحصبة الألمانية.
    • تحتوي التطعيمات التي تحتوي على مادة الثايمروسال على كمية قليلة من الزئبق.
  • ومع ذلك، أكدت تلك الدراسات عدم وجود أي صلة بين هذه التطعيمات والإصابة بمرض التوحد.

عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة بالتوحد

الأمراض

هناك بعض الأمراض التي تزيد من خطر الإصابة بالتوحد ومنها:

  • هو اضطراب أيضي يعرف باسم بيلة الفينيل كيتون (Phenylketonuria).
  • الحصبة الألمانية.
  • متلازمة الكروموسوم إكس الهش، هي عبارة عن متلازمة وراثية تؤدي إلى خلل ذهني يسبب تكون وتطور أورام في الدماغ.
  • يعرف الاضطراب العصبي باسم متلازمة توريت Tourette syndrome.
  • نوبات الصرع.
  • التصلب الحدبي Tuberous sclerosis.
  • التصلب الدرني.

فترة الحمل والولادة

كل ما تتعرض له الأم خلال فترة الحمل أو الولادة يؤثر على الطفل ويؤثر على مراحل نموه:

  • الولادة قبل اكتمال النمو: إذا تم وضع الجنين خلال الأسابيع الستة والعشرين الأولى من الحمل، فإن الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.
  • يمكن للأم تناول بعض أنواع الأدوية أو المواد الكيميائية، ومن أمثلة تلك الأدوية:
    • الثاليدوميد Thalidomide.
    • حمض الفالبرويك Valproic acid.
  • تناول الأم الكحول.
  • الإصابة بالسكر أو السمنة المفرطة.

التاريخ العائلي

  • يزيد احتمالية إصابة باقي أطفال الأسرة بالتوحد في حال وجود طفل مصاب بالتوحد في العائلة.
  • قد يكون سبب إصابة الأطفال بالتوحد هو تعرض والديهم لبعض الاضطرابات المعينة.

جنس الطفل

  • تزداد نسبة الإصابة بالتوحد لدى الذكور أكثر من الإناث.
  • أظهرت الدراسات أن معدل إصابة الأولاد بالتوحد أعلى بمعدل 4 مرات من معدل إصابة البنات.

عمر الوالدين

  • يعتقد الباحثون أن خطر الإصابة بالتوحد يزداد إذا كان عمر الوالدين متقدمًا عند ولادة الطفل.
  • تشير بعض الدراسات إلى أن نسبة إصابة الأطفال بالتوحد تزداد إذا كان عمر الوالدين أكبر من 40 عامًا مقارنة بالوالدين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا.

أنواع التوحد عند الأطفال

التوحد ليس نوع واحد، وبما أن شدة المرض وأعراضه تختلف بناءً على جينات الطفل، فإنه ينتج أعراضًا مختلفة، ومن هنا يمكن القول بأن التوحد يندرج تحت عدة أنواع:

متلازمة أسبرجر Asperger’s syndrome

  • تعتبر هذه الصورة الأقل شدةً بين أنواع التوحد وأشهرها وأكثرها انتشارًا بين الأطفال.
  • تختلف أعراض متلازمة اسبرجر عن تلك الموجودة في أنواع التوحد الأخرى، حيث يعاني المصابون بالتوحد:
    • لا يعانون من ضعف القدرات الذهنية واللغوية، حيث يكون مستوى الذكاء لديهم طبيعيًا.
    • تتمثل مشكلتهم الرئيسية في ضعف التواصل وعدم القدرة على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
  • المصابين بمتلازمة اسبرجر تظهر عليهم الأعراض التالية:
    • يواجه الفرد صعوبة في التواصل البصري مع محيطه.
    • عدم القدرة على إظهار العواطف والمشاعر.
    • عدم القدرة على إدراك الإشارات الاجتماعية للأشخاص المحيطين مثل:
      • لغة الجسد.
      • تعبيرات الوجه في المواقف المختلفة.
    • عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين.
    • وجود صعوبة في النطق ومشاكل في اللغة.
    • التعرض لتكرار السلوكيات.
    • عدم القدرة على تأسيس وإقامة العلاقات الاجتماعية.

التوحد الكلاسيكي Autistic Disorder

  • يُعرف بالتوحد الكامل أو اضطرابات التوحد.
  • تظهر أعراض متلازمة اسبرجر على الأشخاص المصابين بالتوحد الكلاسيكي بشكل مكثف.
  • تعد ظهور أعراض أخرى على المريض، والتي لا تظهر على مرضى متلازمة أسبرجر، من بينها:
    • التأخر اللغوي وعدم القدرة على الكلام.
    • صعوبة في التواصل.
    • وجود إعاقة ذهنية.
    • يكون له اهتمامات غير عادية.
    • يتصرف بسلوكيات غير عادية بالنسبة للأطفال.
  • يظهر مرض التوحد الكلاسيكي عند الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 3 سنوات.
  • في حال عدم علاج متلازمة اسبرجر، يمكن أن يتطور المرض ويصاب الطفل بالتوحد الكلاسيكي، وهو المرض الذي يعتبر الدرجة الثانية من التوحد.

متلازمة هيلر Heller’s syndrome

  • يعرف باسم اضطراب الإنحدار الطفولي Childhood Disintegrative Disorder.
  • يتطور الطفل خلال العامين الأول والثاني من عمره بشكل طبيعي في مهارات اللغة والفهم والمهارات الاجتماعية، وقد يستمر هذا التطور حتى سن 4 سنوات.
  • يعتبر هذا نوعًا شديدًا من اضطراب التوحد، حيث يعاني الطفل من نوبات صرع وفقدان كافة المهارات التي تعلمها خلال سنواته السابقة.
  • تتمثل أعراض متلازمة هيلر عند الأطفال المصابين بها في فقدان بعض المهارات، على الأقل واحدة منها، مثل:
    • تتجلى مهارات اللغة في عدم القدرة على التحدث والتواصل اللغوي مع الآخرين.
    • تتضمن مهارات الاستقبال عدم القدرة على فهم اللغة والاستماع، وضعف القدرة على الفهم بشكل عام.
    • تتضمن المهارات الاجتماعية سلوكيات التكيف مع الآخرين وتكرار بعض السلوكيات بشكل نمطي.
    • مهارات اللعب مع الأطفال.
    • مهارات القيادة Motor Skills.
    • عدم القدرة على التحكم في المثانة والأمعاء.

التوحد غير النمطي Atypical Autism

  • يُعرف باسم اضطراب التطور الشامل وهو اضطراب في التطور والنمو الذي يؤثر على القدرات الاجتماعية والاتصالية للشخص
  • يعتبر أكثر حدة من متلازمة اسبرجر ولكنه أقل حدة من التوحد الكلاسيكي.
  • يصبح الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بعد سن 3 سنوات، وتشابه الأعراض التي تظهر على الطفل مع أعراض متلازمة أسبرجر.
  • يكمن الفرق بين أعراض التوحد غير النمطي ومتلازمة اسبرجر في شدة الأعراض، حيث تكون الأعراض أكثر حدة عند الأطفال المصابين بالتوحد غير النمطي.

متلازمة ريت

  • تشير الدراسات إلى أن البنات فقط يمكن أن يتعرضن لمتلازمة ريت، وتوصلت الدراسات إلى هذا الاستنتاج بعد الكثير من الأبحاث حول هذا النوع من التوحد.
  • تبدأ أعراض متلازمة ريت على الإناث من سن 8 أشهر، ويُلاحظ ذلك بوضوح:
    • توقف نمو محيط رأس الطفلة.
    • قد يتعرض بعض الفتيات لتصغير حجم الرأس عن الحجم المعتاد.
    • فقدان السيطرة على الأطراف، مثل الساقين والرجلين، وحركتها بشكل عشوائي.

هل التلفاز يسبب التوحد

هناك اعتقادات كثيرة حول أن الإدمان على التلفزيون ومشاهدته طوال اليوم يؤدي إلى الإصابة بالتوحد، وربما يكون السبب الرئيسي، وسنتعرف على ذلك في هذه الفقرة.
  • لم تثبت الأبحاث عدم ارتباط متابعة الأطفال للتلفاز بشكل مستمر بالإصابة بالتوحد، إذ يوجد بعض الأطفال المصابين بالتوحد والذين لم يتعرضوا للتلفاز.
  • قد تؤدي مشاهدة التلفزيون بشكل مستمر إلى ظهور بعض الأعراض التي تشبه أعراض التوحد، ولكنها ليست أعراضًا للتوحد.
  • يؤدي مشاهدة التلفزيون باستمرار إلى تقليل قدرة الطفل على التفاعل مع المحيط والاعتماد على السلوكيات واللغة فقط.
  • بناءً على ذلك، تشدد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال على أنه يجب تجنب مشاهدة التلفزيون للأطفال الذين لم يتجاوزوا عمر العام الثاني.
  • يمكن الحصول على معلومات إضافية حول علاقة التلفزيون ومرض التوحد من خلال قراءة المقال التالي
في نهاية هذا المقال، سننهي حديثنا عن مرض التوحد عند الأطفال، حيث سنتحدث عن أسباب هذا المرض وأنواعه، بالإضافة إلى أهم الأعراض التي قد تظهر على الأطفال المصابين بأي نوع من أنواع التوحد.

للمزيد من المعلومات عن التوحد عن الأطفال نقدم لكم:

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى