الأرشيفالمراجع

لماذا سميت الخنساء بهذا الاسم

الخنساء | موسوعة الشرق الأوسط

تُعَدُّ الخنساء واحدة من أشهر السيدات الذين اشتُهروا ببراعتهم في الشعر الجاهلي، واشتُهرت بقصائدها المتنوعة، وكانت من أشهرها قصيدة الرثاء التي ألَّفتها لأخيها صخر، والذي تُوفِّيَ قبل اعتناقها الإسلام. وسوف نتعرف من خلال هذا المقال على تفاصيل قصتها وأهم معلوماتها وسبب تسميتها بهذا الاسم 

جدول المحتويات

لماذا سميت الخنساء بهذا الاسم 

الخنساء هي تماضر بنت عمرو بن حرب بن الرشيد السلمية، واشتُهِرت باسم أم عمرو، وهي صحابية اشتُهِرَت بكتابة الشعر، وُلِدَت الخنساء في نجد بالمملكة العربية السعودية في عام 575 ميلادي، وتوفيت في عام 664 ميلادي، وعاصِرَتْ العصر الجاهلي والإسلامي، لذلك هي واحدةٌ من الشعراء المخضرمين، وقد قامت بتدوين الكثير من القصائد في الرثاء والمدح والذم، وعاشت غالبية عمرها في العصر الجاهلي، لذلك تأثرت بالشعر الجاهلي كثيرًا، ولكنها اعتنقت الإسلام وأصبحت واحدةً من أشهر الصحابيات، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الاستماع إلى شعرها 

يعود سبب تسمية الخنساء بهذا الاسم إلى قصر أنفها وارتفاع ارنبيطها، فقد ورد في معجم اللغة العربية أن الخنس هو قصر الأنف مع تأخره، ويشبه أنف الظباء الذي يزيد من جمال الوجه 

ما هي قصة الخنساء 

الخنساء هي واحدة من أشهر شعراء العرب في العصر الجاهلي والإسلامي، وكانت تشتهر بالعصبية القبلية ولذلك رفضت الزواج من خارج قبيلتها، ورفضت الزواج من بني الصمة. وفي وقت لاحق، تزوجت ابن عمها رواحة بن عبد العزى السلمي 

تم إنجاب العديد من الأبناء الذكور، ومن بينهم زيد ومعاوية وعمرو وعباس ويزيد وعمرة. وكانت الخنساء أختًا لمعاوية وصخر، وكانت تحب الأخير كثيرًا. وفي عام 612 ميلاديًا، قتل معاوية على يد بني هاشم ودريد في يوم حوزة الأول، وحرضت الخنساء أخيها صخر على الثأر لمقتل أخيه وتمكن من قتل دريد، لكنه أصيب بطعنة نافذة في الصدر في يوم كلاب عام 615 ميلاديًا وتوفي أيضًا 

تأثرت تماضر كثيرًا بوفاة أخيها وظلت تبكي لسنوات متتالية حتى فقدت بصرها. وكتبت أشهر قصائد الرثاء في العصر الجاهلي لأخيها صخر. فيما بعد، أسلمت الخنساء وتحسن إسلامها. قادت أبناءها في الجهاد في سبيل الله ورفعت راية الإسلام. وقد استشهد أربعة من أبنائها في معركة القادسية، ولكن عندما وصلتها الأخبار، لم تبكِ أو تظهر أي من سلوكيات الجاهلية، وقالت عبارة شهيرة: “الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأتمنى أن يجمعني الله بهم في مستقر رحمته 

قصة الخنساء والرسول 

في عام 630 ميلاديًا أعلنت الخنساء إسلامها، وهو العام الثامن هجريًا، وذهبت مع قوم بني سليم وأبنائها وأبناء عمها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعلنت إسلامها، وكان عمرها في هذا الوقت يتراوح بين الخمسين والستين 

يُفترض أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب شعر خنساء ويستمع إليها، وعندما جاءت إليه مع قومها، قيل إن الرسول قال لها: هيه يا خنساء 

اشتهرت هذه المدينة بالصبر وتحمُّل الكثير من الابتلاءات، مما حفّز أبناءها على الانضمام إلى الجهاد والخوض في ساحة القتال واستشهادهم، وقد قوِّي إيمانهم ولم يظهر منهم إلا الثبات والصمود، كما أن عمر بن الخطاب نهاها عن الندب والرثاء والبكاء على أخيها صخر، فتوقفت هذه الأعمال.

أشهر قصائد الخنساء

واشتُهرت الخنساء بالعديد من القصائد الشعرية المميزة التي تم تداولها منذ العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا، ومن أشهر قصائدها القصيدة التي جعلت ابن سلام يدرجها ضمن تصنيف الشعراء الذين يكتبون شعر الرثاء.

  • قصيدة وما يبكون مثل أخي ولكن.
  • قصيدة حمال ألوية هباط أودية.
  • قصيدةٌ إنَّ الزَّمَان، وَمَا يَفْنى لَهُ عَجَبٌ.
  • قصيدة الخنساء في رثاء أخيها صخر

شعرت الخنساء بالحزن الشديد بعد وفاة أخيها صخر، وفقدت بصرها بسبب شدة الحزن والبكاء، وكتبت هذه الأبيات الشعرية: 

هل ترى الشرر بعينيك أم أنه على وجهك؟ أم هل سالت دموعك عندما تركت منزلك؟

كلما ذُكِرَ اسمه، تدفق الدموع على خديَّ الباسمين

تبكي خناس بشدة ولا تتوقف حتى تموت… لها صوت يصدر نغمات وهي تتألم

تبكي خناس على صخر، وهي مستحقة للبكاء، لأن الدهر يجعل الضرر يصيبها

لا بد من الموت في تدفق الزمن، والحياة تتغير بحسب الأحوال والظروف

كان فيكم أبو عمرو يسودكم …… نعم المعمم للداعين نصار.

ومن بين قصائد ابن سلام التي جعلته يصنف في طبقة المراثي: إن الزمان وما يفنى له عجب، فالذنب يبقى لنا ونستخرج الرأس، وإن الجديدان في طول اختلافهما لا يفسدان، ولكن الناس هم الذين يفسدون 

وفاة الخنساء 

توفيت الخنساء في عام 664 ميلاديًا، وبقيت مشهورة في الإسلام حتى وفاتها، وقبل وفاتها ورثت الشعر لابنتها عمرة وابنها عباس بن مرداس، وكانت ابنتها أيضًا تختص بشعر الرثاء، وورث ابنها عباس الشعر عنها 

قد رثت ابنة صخر أخيها عباس عندما توفي في الشام، ورثت يزيد عندما قتل على يد هارون بن النعمة بن الأسلت، وكان رثاءً قويًا يشبه رثاء والدتها لأخيها صخر 

لقد انتهينا الآن من الإجابة على سؤال لماذا سميت الخنساء بهذا الاسم، والذي يرجع إلى قصر أنفها وارتفاع أذنها الأرنبية، وقد تعرفنا على قصة استشهاد أبنائها الأربعة بعد الإسلام، وكذلك أشهر وأهم قصائدها وكتاباتها في الرثاء، وخاصة رثاء أخيها صخر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى