متى تم إقرار الدينار الكويتي كوحدة نقدية ؟ ربما قد يعتقد الكثيرين أنها العملة المتداولة منذ مئات السنين لكن هذا أمرًا غير صحيح حيث يعتبر النظام السائد في العالم في الوقت الحالي والنظم السياسية في الوطن العربي هو نظام حديث تم وضعه من بعد الانتهاء من حقبة الاحتلال وبعد أن حصلت الدول على استقلالها التام لذلك في هذا المقال يقدم لكم موقع موسوعة كل ما يخص الدينار الكويتي.
متى تم إقرار الدينار الكويتي كوحدة نقدية
يُعد الدينار الكويتي واحدًا من أهم العملات العربية، نظرًا لحجمها في أسواق التداول وسعرها مقابل العملات العربية الأخرى، وتعود تاريخ هذه العملة إلى:
- في عام 1960 ميلادي، أقر مجلس الأمة الكويتي مع مجلس النقد الكويتي أن البلاد ستبدأ في التعامل بالعملة الوطنية التي تم إصدارها منذ ذلك الحين.
- كان يتم التعامل بالروبية الهندية في السابق، وذلك يعود إلى أن دولة الكويت كانت في الماضي واحدة من أهم الدول التجارية، ونظرًا لاستقرارها منذ بدايتها أصبحت واحدة من الدول التي تتمتع بالانفتاح الاقتصادي وهو ما دفعها للتعامل بالعملات المختلفة.
- “ونظراً لمسيطرة الإحتلال الإنجليزي على المنطقة وتوطُّد علاقاته التجارية مع الهند، بما أنّها من أهمّ مستعمراته الإنجليزية، وقد أُنشئت شركة الهند الشرقية الإنجليزية التي كانت رمزاً للتجارة القديمة في جميع أنحاء العالم، فانتشرت الروبية الهندية في العديد من دول العالم، وكانت الكويت من بين هذه الدول التي استخدمتها، وذلك لأنّ الكويت كان لها علاقات وثيقة مع هذه الشركة وكانت تتعامل معها كثيراً، إذ أنّ الكويت كانت الممرّ التجاريّ الرسمي الذي كانت تستخدمه الهند لنقل بضائعها إلى دول أوروبا.
- بعد انتهاء عصر الاحتلال وخروج بريطانيا من الهند، بدأت الهند تواجه ضغطًا اقتصاديًا لأنها كانت تطبع العملات لنفسها وللدول التي تتعامل بالروبية، بما في ذلك الكويت.
- في تلك الفترة، بدأت الهند في التواصل مع تلك الدول والوصول إلى اتفاق لتخفيف تأثير الروبية، ومن هنا وصلت الهند إلى قرار بأن تقوم الدول التي تستخدم الروبية بتغيير تلك العملات والبدء في طباعة عملة مستقلة لكل دولة.
مراحل صدور العملة النقدية بالكويت
بعد سحب عملة الروبية والبدء في إصدار العملة الكويتية، لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها العمل على هذه الفكرة، حيث:
- في عام 1886 ميلاديًا، اعتمدت حكومة الكويت بقيادة الشيخ عبد الله بن صباح الصباح فكرة إصدار عملة كويتية لتؤكد أن الكويت هي دولة وطنية مستقلة بقيادة حرة ولا تتبع أي دولة أخرى، ولكن لم تنجح تلك العملة وتم سحبها بعد وقت قصير جدًا من إصدارها.
- بعد اتخاذ الهند قرارها، أعلنت الحكومة بعد عام كامل من العمل على إصدار العملة الوطنية، أن الكويت ستقوم بإستبدال الروبية الهندية بالدينار الكويتي، وتم في ذلك الوقت تأسيس مجلس النقد الكويتي ليكون هو المؤسسة الرسمية المسؤولة عن العملة داخل الكويت.
- ساعد استخدام الكويت لعملتها الوطنية ونجاحها بشكل كبير في الاعتماد عليها بعد اكتشاف حقول النفط، حيث أصبحت الكويت واحدة من الدول المصدرة لكميات كبيرة من النفط، وتحولت إلى دولة مصدرة للنفط.
- بقي الدينار الكويتي الأول الذي تم إصداره عام 1960 في الاستخدام لمدة عشر سنوات، وكانت الورقة النقدية تحمل صورة أمير الكويت.
- في الفترة الزمنية من 1970 إلى 1980، تم إصدار عملة جديدة، وكان الفرق بينها وبين العملة الأولى هو أنه تم تغيير لون العملة من الأزرق إلى الأحمر الفاتح، وتم تصغير حجم الورقة النقدية، وأضيف إلى العملة توقيع وزير المالية الكويتي.
- في فترة السبعينيات، تم إصدار عدة أشكال للعملات، حيث كانت العملة الأولى هي العشرة دنانير، ولكن فيما بعد تم إصدار الخمس دنانير، وبعدها الدينار، ومن ثم ربع الدينار.
التغير المستمر في عملة الكويت
كانت الكويت تغير عملتها كل عشر سنوات، إذ كان الدينار ثابتًا ولكن شكله كان يتغير باستمرار، وذلك بسبب:
- في عام 1980 ميلادي، أصدر مجلس النقد الكويتي شكلاً جديدًا للعملة النقدية بقيمة عشر دنانير، حيث كانت ذات ألوان أكثر من الإصدارات السابقة.
- الجديد في هذا الإصدار هو طباعة شعار دولة الكويت على العملة وإزالة صورة أمير البلاد، وذلك بأمر من أمير الكويت جابر الأحمد الصباح، لجعل العملة دائمة وثابتة مهما تغير الحاكم.
- في هذا الإصدار، طرح مجلس النقد العملة الورقية بقيمة 20 دينار كويتي للمرة الأولى، ولكنها لم تدم طويلاً بسبب الغزو العراقي للكويت الذي وقع في ذلك الوقت والذي كان أبرز الأحداث في تلك الفترة.
- في ذلك الوقت، تعرض البنك المركزي الكويتي للاستيلاء من قبل الحكومة العراقية، مما أدى إلى إلغاء العملة ومنع تداولها داخليًا وخارجيًا، حتى لا تكون الأموال في أيدي العراقيين بلا قيمة.
- هذا أدى بالضرورة إلى إصدار النسخة الرابعة من العملة الوطنية الكويتية، حيث لم تجرِ الكويت أي تعديلات على العملة في هذا الإصدار، سواءً في الألوان أو غيرها، حيث تم تقليل عدد الألوان في العملة السابقة التي كانت ملونة بشكل كامل إلى لون واحد فقط وهو الأحمر.
- في عام 1994، تم الإعلان عن تغيير عملة دولة الكويت. وكانت العملة الجديدة تحمل تصميمًا أكثر ابتكارًا ومليئًا بالألوان المختلفة، حيث تم وضع شعار دولة الكويت بألوان زاهية، وعلم الكويت بألوانه الطبيعية. كما تم وضع علامة مائية على الأوراق لمنع التزوير.
ما هي الإصدارات التذكارية لدولة الكويت
عندما تحل أي مناسبة وطنية أو مناسبة خاصة في دولة الكويت، يتم إصدار عملات تذكارية خاصة لا تتداول بصورة واسعة داخل البلاد، ولكنها تكون في نفس الوقت ذات قيمة كبيرة:
- تم إصدار أول عملة تذكارية لدولة الكويت في عام 1960 ميلادي، وذلك لأنها السنة التي يصادف فيها عيد الجلوس لأمير دولة الكويت آنذاك الشيخ عبد الله السالم الصباح.
- في عيد الكويت الوطني لعام 1976 ميلاديًا، تم إصدار عملة تذكارية بهذه المناسبة للاحتفال بتحقيق الاستقلال وتأكيد أن الكويت دولة مستقلة ذات سيادة، ورُصدت على العملة صورة الشيخ عبد الله السالم وبجانبه الحاكم صباح السالم الصباح في ذلك الوقت.
- في عام 1980 ميلادي، تم إصدار عملة تذكارية لاحتفال بحلول القرن الخامس عشر من الهجرة، وتم إصدار عملة فضية وعملة ذهبية بتصميم مشترك بينهما.
- في الاحتفال بالذكرى العشرين لليوم الوطني الكويتي، تم إصدار عملات تذكارية من الذهب والفضة تحمل شعار السفينة والذي يدل على القيادة الحكيمة للبلاد وشبكة الصيد وصور للمصانع والآبار المخصصة للبترول والنفط.
- تم إصدار عملة تذكارية تحمل شعار الشمس الذهبية في الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لاستقلال دولة الكويت، وهذا يرمز إلى المستقبل المشرق الذي تعيشه الكويت تحت قيادة حكومتها الحكيمة.
وبهذا نكون قد قدمنا لكم الإجابة على سؤال متى تم إقرار الدينار الكويتي كوحدة نقدية كما يقدم لكم موقع الموسوعة العربية الشاملة أهم المعلومات التاريخية الهامة التي تبحثون عنها.
المراجع