المراجعموسوعة كيف

كيف اعرف شخص على حقيقته

كيف اعرف شخص على حقيقته | موسوعة الشرق الأوسط

كيف اعرف شخص على حقيقته من خلال آليات منهجية واضحة يمكن اتباعها في شتى الحالات والظروف، لا تقتصر على الإحساس العاطفي الفطري الغير ملموس الذي يقبل الخطأ أكثر من الصواب..ذلك ما سوف نتناوله تفصيلًا من خلال موضوعنا لمعرفة كيف اعرف شخص على حقيقته من خلال موقع موسوعة.

كيف اعرف شخص على حقيقته

يتكوَّن التفاعل البشري من رسائل لفظية ورسائل غير لفظية، والرسائل اللفظية هي تلك التي ينقلها الإنسان للآخر بكامل وعيه وإدراكه من خلال “العقل الواعي”، مثل الرسائل النصية والرسائل المنطوقة.

  • على الرغم من أن الظن الشائع عند معظم الناس هو أن الرسائل اللفظية هي الرسائل الكاملة التي نريد إيصالها، فإن الدراسات العملية أثبتت أن الرسائل النصية تمثل فقط 7% من الرسالة المرسلة إلى المستقبل، وهذا هو النقطة الأساسية التي يمكن من خلالها معرفة كيفية التعرف على شخص حقيقيًا.
  •  يتم إيصال باقي الرسالة للمستقبل من خلال نبرة الصوت ولغة الجسد، وهذا هو مخرجنا للرد على سؤال “كيف أعرف شخصًا على حقيقته.
  • وبما أن الدراسات النفسية تؤكد أن لغة الجسد ونبرة الصوت تمثل 93% من الرسالة المرسلة، فإن الصوت يمثل 38% من الرسالة في حين تمثل لغة الجسد 55%. وبالتالي، يمكن لأي شخص أن يتعرف على حقيقة شخص آخر، حيث إن لغة الجسد ونبرة الصوت تعبر عن الرسائل الغير لفظية التي يخرجها الإنسان عن طريق عقله اللاواعي والتي لا يستطيع التحكم بها. ويمكن من خلالها تحديد كيفية التعرف على حقيقة شخص آخر.
  • الرسائل الحقيقية التي يصدرها العقل البشري للتعبير عن الذات تكون غير لفظية، وعندما يكذب اللفظ، يكشف الجسد الحقيقة، ويتم استخدام أدوات تحليلية لقراءة لغة الجسد لفهم الرسائل اللفظية التي قد تكون كاذبة، والرسائل الغير لفظية التي تكون صادقة دائمًا.

حقائق عن قراءة لغة الجسد 

قبل أن أستكشف بعمق عملية التحليل التي تجيب على سؤال `كيف أستطيع معرفة صدق شخص ما؟`، يجب أن نتعرف على بعض الحقائق المتعلقة بلغة الجسد، ومن بينها:

  • لغة الجسد لا تكذب: لغة الجسد هي رسائل العقل اللاواعي التي تعبر عن حقيقته وأفكاره ومشاعره ومعتقداته. يحاول الإنسان دائمًا إخفاء هذه الأشياء، لكن الجسد يظهرها. إذا كنت تريد معرفة حقيقة الشخص الذي أمامك، فالحل الوحيد هو قراءة لغة جسده.
  • لغة الجسد ليست معطيات ثابتة: يقع العديد من المحللين لغة الجسد في الفخ الخاطئ، وهو التعامل مع لغة الجسد كمعطيات رياضية ثابتة، بينما لا يمكن تحليل لغة الجسد إلا بقراءة كل عناصرها، مثل التعبيرات الوجهية، ونظرية العين، والصوت، وحركة اليد، والهيئة، والحركة، بالإضافة إلى السياق العام للموقف، وبدون ذلك لا يمكن تحليل لغة الجسد.

بهذا يمكننا البدء في استكشاف الأدوات التحليلية للغة الجسد لنتعرف على الإجابة المفصلة للسؤال: كيف يمكنني معرفة شخصٍ حقيقته؟ .

كيف تكشف حقيقة الشخص الذي أمامك

يُمكننا الآن البدء في دراسة وسائل معرفة حقيقة الشخص، من خلال الاستعانة بمرجعية علمية جمعت بين المعرفة النظرية الأكاديمية في مجال تحليل السلوك والخبرة العملية في الـ FBI، وهي الدكتورة بيان غلاس، مؤلفة كتاب “لغة جسد الكاذبين”، لنتمكن من الإجابة على سؤال: كيف يُمكننا معرفة حقيقة الشخص من خلال ملاحظة علامات الكذب، وهي:

كشف الكذب من وضعية الرأس 

يمكننا كشف حقيقة الشخص من خلال ملاحظة وضعية رأسه وتحريكها، وتتمثل وضعيات الرأس في (الرجوع بالرأس للخلف، النزول به لأسفل، الإنحناء لليمين، الانحناء لليسار)، فإذا حدث أيٍ من تلك العلامات فإن الشخص غالبًا يكذب.

عملية التنفس لكشف حقيقة الشخص

عندما يكذب الشخص، يتعارض رسائله اللفظية مع رسائله غير اللفظية، مما يتسبب في رفض الجسم لهذا الأمر، ويحدث تغيير في تدفق الدم مما يؤدي إلى تغيير في دقات القلب، ويتأثر سلوك الشخص بشكل سلبي، مثل التنفس الصعب وانخفاض نبرة الصوت بسبب ضيق التنفس.

تصلب الحركة لتوضح الحقيقة

 لا يبدأ الشخص في الحركة في أي مكان إلا بعد أن يشعر بالارتياح الداخلي، وهذا ينطبق أيضًا على السلوك الجسدي، فإذا كان الشخص كاذبًا، فلن يشعر جسده بالارتياح ولن يتحرك بأي حركة طبيعية بسبب هذا الاضطراب بين جسده وكلماته، وبالتالي، يبدو الشخص الكاذب عابسًا ومتصلبًا كقطعة خشب. 

التكرار الكلمات والجمل عند الكذب

 عندما يقتصر طلاب الدراسة على دراسة فصول قليلة فقط من المنهج الدراسي قبل الامتحان، لا يكونون قادرين على الإجابة على أسئلة الفصول الأخرى، ولكنهم يبدأون في تكرار الإجابة في كل سؤال، وهذا يشبه الشخص الكاذب الذي يبدأ في تكرار الجمل والكلمات كطريقة للعقل الإبداعي لإيجاد إجابة مقنعة للسؤال.

محاولة حجب الفم لإخفاء الحقيقة

يكشف الجسد دائمًا الحقيقة، حتى عندما يحاول الشخص الكذب يرفض الجسد هذا السلوك ويحاول منعه بالعديد من الطرق مثل تغطية الفم باليد عند التحدث، وهذا السلوك الغير متعمد يكشف عن شخصية الشخص الحقيقية.

 انكماش جسد الشخص الكاذب

الكذب ليس أبدًا سلوكًا مريحًا، فعندما يحاول الشخص الكذب، يبدأ صراع داخلي يتجلى في سلوك غير مألوف للشخص الكاذب، مثل الانكماش وتغطية بعض الأجزاء من جسده وتقليل مساحته، في محاولة للهروب من الموقف غير المريح. من خلال ملاحظة مثل هذا السلوك، يمكننا معرفة كيفية كشف كذب الشخص، وبالتالي الإجابة على سؤال “كيف يمكنني معرفة حقيقة الشخص؟

الحركة الاضطرابية توضح حقيقة الكاذب

تلك النقطة تبدو متعارضة مع النقطة السابقة، ولكنها في الواقع مكملة لها، فعندما يلاحظ الشخص الكاذب أن جسده يبدأ في الانكماش، فإنه يلجأ إلى سلوك دفاعي مبالغ فيه، مثل التحرك بشكل زائد والتلويح باليد والذراعين، وهذا يشير بدوره إلى عدم صدقه.

التعمق في التفاصيل الهامشية عند الكذب

 يقال إن `أسهل طريقة للوصول إلى الحقيقة هي الخط المستقيم`، ويحتوي هذا المثال على مبدأ هام للكشف عن الكذب، حيث يستخدم الكاذبون طرقًا ملتوية لتشويه الحقيقة وتجاهل الموضوع الرئيسي بالتركيز على التفاصيل الثانوية والتفاصيل الزائدة.

جفاف الحلق بسبب الكذب

أجرت شبكة CNN تقريرًا حول سلوك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الغريب أثناء خطاباته السياسية، حيث يشرب الماء بشكل مريب.. وأوضح التقرير أن الكذب هو السبب في جفاف حلقه، مما يجعله يضطر لشرب الماء بكثرة بهذا الشكل.
يؤدي الكذب إلى تغييرات في جسم الشخص، مثل جفاف الحلق الذي يدفع الشخص المتكلم للكذب إلى القيام بسلوكيات غريبة، مثل مضغ الشفتين أو اللجوء إلى شرب الماء بكثرة أو الشعور بالانزعاج والاضطراب.

النظرة الثابتة للشخص الكاذب

تندرج هذه النقطة ضمن السلوكيات الدفاعية المبالغ فيها، كحركة الاضطرابية، حيث يحاول الشخص الفوز في المعركة بينه وبين جسده عن طريق إجباره على نطق الرسائل الكاذبة، ويحاول المحافظة على الاتصال البصري بشكل مبالغ فيه، ويظهر بنظرة باردة وثابتة لإخفاء الكذب والسيطرة على الحديث. 

تغير القصة المروية الكاذبة

يظهر في الفيلم المصري `الفيل الأزرق-الجزء الأول` مشهدًا أيقونيًا حيث يُكشف البطل عن شخص يتحدث بالكذب من خلال طلبه منه إعادة سرد القصة بالقلب، وبدأ الشخص في إسقاط بعض مشاهد القصة وخلط بعض التفاصيل.
تعد هذه الحيلة من بين الحيل الأساسية التي يستخدمها المُحققون في مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث يُخلق الشخص الكاذب القصة التي يرويها في الوقت نفسه الذي يلتفت إليه الآخرون.
الشخص الذي يكذب قد يفقد التسلسل الزمني للأحداث ويغفل الكثير من التفاصيل، وقد يضيف تفاصيل جديدة، ولذلك فهذه إشارات تدل على الكذب.

في النهاية، يجب أن نؤكد بأن جميع الدلائل والإشارات التي يمكن استخدامها لاكتشاف الكذب، لا يمكن فصلها عن السياق العام واعتبارها كدليل واحد ثابت الدلالة. بل يجب مراعاة كل الدلائل الجسدية وربطها بالسياق العام للحالة، حتى لا يتم الحكم بشكل خاطئ. يجب فقط اتباع الدلائل لمعرفة حقيقة الشخص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى