التعليموظائف و تعليم

مقدمة بحث عن القراءة

مقدمة بحث عن القراءة | موسوعة الشرق الأوسط

يتساءل الأهل دائمًا عن كيفية تحفيز أبنائهم على حب القراءة، علمًا بأنها تحمل فوائد كثيرة للغاية، ولكن في العصر الذي نعيش فيه ومع انتشار التكنولوجيا والتطبيقات المختلفة كبديل للقراءة، والتي تجعل ترك القراءة أمرًا أسهل، فهل فعلاً لم تعد القراءة تحمل الفوائد التي كانت تحملها في الماضي؟ سنقدم في هذا المقال من موسوعتنا العربية الشاملة مقدمة للبحث عن القراءة وبعض فوائدها المختلفة، لنتوصل سويًا إلى حلول لتحفيز أبنائنا على القراءة مرة أخرى.

جدول المحتويات

مقدمة بحث عن القراءة

منذ بدء التاريخ، خشى الإنسان على ما وصل إليه من معرفة وعلوم، وكان هناك العديد من الحضارات التي اختفت دون رجعة، على الرغم من التطور والاكتشافات التي حققتها. ولكي يستمر التطور البشري، كان الإنسان ينقل هذه المعرفة إلى الأجيال اللاحقة من خلال الكتابة والقراءة، لكي لا تذهب مجهوداته هباءً، ودعا الجميع إلى الالتزام بها لتحقيق التطور والرقي .

وأهتمت الأديان السماوية بمحافظتها على شرعها وشريعتها، وتوصلت هذه الشرائع والأديان إلينا بفضل جهود أجدادنا في الكتابة وتشجيعهم على القراءة المستمرة لنحافظ على توالي الأديان واستمرارها. في الإسلام، تأتي أول آية في القرآن بالقول (اقرأ)، ودعا الرسول محمد -ﷺ- في كثير من أحاديثه إلى القراءة وطلب العلم، فقد قال -ﷺ- (طلب العلم فريضة)، وأعطى الرسول للعالم منزلة أعلى في فائدته للمجتمع من منزلة العابد، وذلك كما جاء في قوله -ﷺ- (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب)، وأحد أولى خطوات طلب العلم -لا محالة- هي القراءة.

فوائد القراءة

تتمتع القراءة بالعديد من الفوائد على المستوى الشخصي والمجتمعي، وفيما يلي سوف أذكر بعض فوائدها العظيمة:

أهمية القراءة للفرد:

يشتكي الكثيرون من القراءة ويتجنبونها، يعتقدون أنها مُرهِقة ويُمكن استبدالها بالتكنولوجيا الحديثة، هذا الاعتقاد غير الصحيح للأسف، ولكن دعني أعرض عليك بعض فوائد القراءة، وسأترك لك الحرية في قرارك إذا كانت مفيدة أم لا.

  1. زيادة التركيز: تتضمن عملية القراءة العديد من العمليات التي يقوم بها المخ، مثل التفكير والتخيل والتأمل، بالإضافة إلى ربط الظواهر والمفاهيم، وتلعب هذه العملية دورًا هامًا في تنمية قدرات الفرد على التأمل والكتابة، وتطوير القدرة التحليلية، مما يؤدي إلى زيادة القدرة على التركيز.
  1. تقوية الوصلات العصبية: مدى أهمية القراءة على مخ الطفل يتعلق بالعديد من الوصلات العصبية التي تنقل المعلومات من وإلى المخ، وتطوير هذا الجزء بالأخص في المخ يساعد في تطوير القدرات التواصلية والقدرات التحليلية للمخ، ويعد القراءة واحدة من السلوكيات الهامة التي تساعد على تحقيق ذلك.
  1. تنشيط الذاكرة: القراءة المنتظمة والمتكررة تعزز الذاكرة بصورة قوية، وتقلل من احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر، حيث يعمل على تحفيز الذاكرة بشكل مستمر وتنشيطها بانتظام، وذلك حسبما أظهرته الدراسات الحديثة.
  1. توسيع المدارك: يجب التأكيد على أن القراءة لا تحدود لها، فهي تضم جميع الموضوعات والعلوم في طياتها، وعندما تريد القراءة فإنك ستجد ما تحب وأيضًا ستجد العديد من المواضيع والآراء المختلفة التي تساعدك على فتح آفاق جديدة في مجالات مختلفة وتكوين ثقافة قوية متنوعة، لذلك فإن القراءة تعد أولى الوسائل لتوسيع آفاق المعرفة وتنويع الثقافة.
  1. التعلم الذاتي: تهتم العديد من المؤسسات والأنظمة المختلفة بترسيخ مبدأ التعلم الذاتي، وهو مبدأ بسيط يبدو أولي النظر، فليس من الصعب أن يتعلم الإنسان نفسه معلومة جديدة تفيده، لكن الأمر الأهم هو كيف يمكن تطبيق هذا المبدأ؟ هذا هو الموضوع الذي يشغل اهتمام العالم حاليا، فمن يرغب في مواكبة التطور عليه بتطوير نفسه بالقراءة والتعلم أولا.
  1. مقاومة الاكتئاب: يوجد طريقة مبتكرة تستخدمها علماء النفس لتقليل الاكتئاب والتوتر والقلق، وهي القراءة، حيث تشغل العقل عن التفكير السلبي في ضغوط الحياة وتقلل الاكتئاب وتعمل على تعزيز الحالة المزاجية والنفسية للمريض.
  1. تقوية الشخصية: من منا لا يريد أن يشعر بأن الناس يهتمون بسماع رأيه في العديد من المواضيع؟ وكيف يمكننا جذب الناس إلينا وجعلهم يطلبون رأينا في العمل؟ ولديك جميع المميزات كقارئ مقارنة بغيرك، حيث يمكنك اكتساب جميع تلك الصفات مثل الثقافة الواسعة، الذكاء الحاد، الإطلاع، الذاكرة القوية، وهذه الصفات تمكنك من تقديم الإجابات الجيدة للأسئلة .

أهمية القراءة للدول:

تحرص الدول والمؤسسات العالمية على تعزيز الشعور بأهمية القراءة وتشجيعها، فلماذا كل هذا الاهتمام؟

  1. أهمية سياسية: يجعل وجود مجتمع مثقف ومتعلم حتى بشكل بسيط في مختلف العلوم الدولة قوية، حيث يؤدي المجتمع المثقف إلى تشكيل حكومات وأنظمة قوية، تجعل من الصعب فشلها وتحمي مصالح الدولة والشعب.
  1. أهمية مجتمعية: من الصعب انتشار العادات والتقاليد الضارة والأساطير في المجتمع المثقف، بينما ينتشر العلم المفيد والمعتقدات السليمة.

كيف نشجع أبناءنا على القراءة؟

تواجه مجتمعاتنا العربية تحدياً واضحاً في إهمال الشباب والأطفال للقراءة وتجاهل فوائدها الكبيرة، فكيف يمكننا تشجيعهم على القراءة؟

توفير مصادر للقراءة البسيطة:

لتسهيل عملية تعلم القراءة لدى الأطفال، يجب أولاً توفير مصادر للقراءة مثل القصص القصيرة أو المجلات المسلية لهم أو قراءة القرآن الكريم معهم.

تخصيص وقت يومي للقراءة

يجب أن تكون تنظيم حياة أطفالنا من أولوياتنا، ويجب علينا تنظيم يومهم بشكل جيد ومناسب بحيث يتمكنون من الاستفادة القصوى منه، ويجب أن يحصلوا على وقت مخصص للقراءة، ويكون من الأفضل أن نجلس معهم للقراءة، حيث يعمل ذلك على تعزيز حبهم للقراءة والمنافسة فيها.

استخدام أنشطة مختلفة للقراءة

يجب جعل حياة طفلك كلها فرصة للقراءة، فعليك جعله يقرأ في كل الأوقات، مثلاً يمكنك أن تسير معه في الشارع وتطلب منه قراءة لافتات المحلات، أو أن تكونوا في مطعم وتطلب منه قراءة قائمة الطعام واختيار الطعام، وهكذا … فهذا السلوك سيجعل طفلك مستعدًا للقراءة في كل الأوقات.

استخدام التكنولوجيا

هناك العديد من الأجهزة التكنولوجية التي تساعد طفلك على القراءة، عن طريق حل أي مشكلة يعاني منها، مثل تكبير حجم الخطوط، وتقليل العدد الكلمات، ووضوح المعنى باستخدام الصور.

اجعل لهم ذوق قرائي

السهل علينا أن نجبر أبناءنا على قراءة الأشياء التي نريدهم أن يقرؤوها، ولكن هذا سيجعلهم يكرهون القراءة، ونخشى ذلك، فلندعهم يختارون ما يريدون قراءته، ليزداد حبهم للقراءة مرة بعد مرة.

كن لهم قدوة

نحن نرغب حقًا في تربية أبنائنا بتربية صحيحة، ولكن لا يمكن لأحد منا أن ينكر أن سلوكياتنا تغيرت بسبب هذه التجربة الفريدة، ولا يمكننا إنكار أننا نحن قدوة لأولادنا، فهل يمكن لأولادنا أن يحبوا القراءة من تلقاء أنفسهم دون أن نكون قدوة لهم ويقلدونا في ذلك؟ بالطبع يجب علينا أن نقرأ لهم ونقرأ معهم، فهم أغلى ما نملك .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى